السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
صلابة الموقف المصرى وتأثيره على الرؤية الأمريكية واشنطن تعود إلى نقطة الاتزان فى علاقاتها مع القاهرة

صلابة الموقف المصرى وتأثيره على الرؤية الأمريكية واشنطن تعود إلى نقطة الاتزان فى علاقاتها مع القاهرة

مع  كل اتصال بين الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى چو بايدن حول تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط؛ لا سيما فى الأزمة الجارية على أرض قطاع غزة، كان يحدث تطور فى الموقف الأمريكى، والذى وصل إلى قمته حينما أعلنت واشنطن الرفض القاطع للتهجير وبالتالى يكون الرئيس الأمريكى بايدن أخذ خطوة للخلف تجاه نتنياهو وإن استمر فى دعم إسرائيل. 



 

تطور الموقف الأمريكى خضع لأكثر من محدد، أولها أن التأييد المُبالغ فيه لم يحقق المطلوب انتخابيًا لبايدن، وظهر هذا فى آخر استطلاع رأى.. والمحدد الثانى ضعف موقف نتنياهو داخليًا.. والمحدد الثالث والأهم هو قوة وصلابة الموقف المصرى.

 

بهذا التطور فإن  واشنطن تعود إلى نقطة اتزان مهمة فى هذا التوقيت، ويؤكد بايدن على استراتيچية العلاقات «المصرية- الأمريكية» التى تعد الركن الأصيل فى بناء السلام فى الشرق الأوسط منذ سبعينيات القرن الماضى، فضلاً عن أنه يؤكد أن مصر هى الضامن الحقيقى لاستقرار المنطقة والحفاظ على محددات أمنها القومى وثوابت القضية الفلسطينية.

كما أن نجاح الجهود المصرية فى الوصول إلى الهدنة الإنسانية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لم يأتِ مصادفة، وهذه الهدنة الهدف منها الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار، فضلاً عن أن المباحثات الهاتفية بين الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى چو بايدن، التى أجريت مساء الأربعاء الماضى،  هى الرابعة بين الرئيسين منذ اندلاع الأزمة فى 7 أكتوبر الماضى، ويتضح من خلال نتيجة المباحثات فى كل مرّة تطورٌ بالموقف الأمريكى،  إذ بدأ فى غاية التشدد ثم اتسم بقدر من المرونة وصولًا إلى نقطة الاتزان، وهذه النقطة هى إعلان الرئيس الأمريكى رفض الولايات المتحدة التهجير القسرى للفلسطينيين من غزة.

المباحثات الأخيرة شهدت تحولاً واضحًا بالموقف الأمريكى

كما أن المباحثات الأخيرة بين القاهرة وواشنطن استغرقت نحو الساعة، وشهدت تحولًا واضحًا بالموقف الأمريكى، وإذا نظرنا إلى مجمل المباحثات على مدار الأيام الماضية بين الجانبين سنجد أن الولايات المتحدة تعود مرّة أخرى بدور فاعل ومؤثر فى هذا الملف، وهو ما يعزّز من فرص أن تكون هذه الهدنة البداية المطلوبة لوقف دائم وفورى لإطلاق النار بين الجانب الإسرائيلى والفصائل الفلسطينية.

صلابة الموقف المصرى

هذا التطور الأمريكى لا يمكن فصله بحال من الأحوال عن مشهد الداخل الأمريكى، والذى يستعد للانتخابات الرئاسية فى نوفمبر 2024، ولا يمكن أن نبتعد به عن صلابة الموقف المصرى طيلة الأيام الماضية، وما جرى فى مجلس النواب المصرى،  الثلاثاء الماضى،  هذه الصلابة فى الموقف المصرى وهذا التغير فى الموقف الأمريكى يؤكد مرّة أخرى أن مصر هى نقطة الارتكاز الإقليمية والضامن لأمن المنطقة والحفاظ على ثوابت القضية الفلسطينية، وما جرى فى المباحثات «المصرية- الأمريكية» يؤكد أهمية العلاقات الاستراتيچية بين القاهرة وواشنطن فى ضبط الأمن الإقليمى ونزع فتيل الأزمة.