الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
قوائم الشرف والعار

قوائم الشرف والعار

يستحق كل من اتخذ موقفًا مشرفًا أو مخزيًا من العدوان على غزة أن نذكره ونتذكره فى قادم الأيام وعلى مر التاريخ، ولكى نقول للأجيال الجديدة أن هناك من آمن بالإنسانية فى مقابل من دعا إلى الوحشية والهمجية، وأيضًا لكى يظل العار أو الفخر يلازمهم مدى الحياة كل حسب موقفه وموقعه، ولهذا أدعو كل النقابات والجمعيات والمراكز الحقوقية إلى وضع قوائم سوداء تضم كل من أيد ودعم وبارك ودعا إلى المجزرة الإسرائيلية فى غزة، وقوائم بيضاء تحتوى على أسماء كل شخص ومؤسسة فى الغرب وقفت ضد العدوان البربرى، ستنتهى الحرب يومًا ما قريبًا أو بعيدًا، ولكن يجب ألا ننسى ما حدث، وعلينا أن نمتن ونحيى ونشكر من تحدوا حكوماتهم المؤيدة لإسرائيل وأن ينالوا أوسمة الشرف لأنهم آمنوا واقتنعوا بالإنسانية والعدل وحقوق الإنسان فعلاً لا قولاً، وفى المقابل يجب فضح من شارك بالفعل أو المال أو القول فى الحرب الهمجية وأن يكلل اسمه بالعار لمساهمته فى جريمة ارتكبت ضد الإنسانية، وسأقول هنا بعض الأمثلة لمن اقترح أن تضمه القائمتين السوداء والبيضاء من خارج الدول العربية التى يمكن أن يكون لها أيضًا قوائم مماثلة بعد أن ينتهى العدوان وينقشع غبار الحرب.



 

فى السياسة هناك دول وحكومات كانت لها مواقف مشرفة على سبيل المثال لا الحصر جنوب إفريقيا التى تقدمت إلى المحكمة الجنائية الدولية بطلب لمحاكمة نتنياهو وقادة إسرائيل بسبب ما اقترفوه من جرائم حرب فى غزة، ومعها فى نفس القائمة دول من أمريكا الجنوبية مثل بوليفيا وكولومبيا وشيلى  الذين سحبوا سفراءهم من إسرائيل احتجاجًا على العدوان الغاشم، بينما تضم القائمة السوداء قادة ورؤساء معظم دول الغرب وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ولا ننسى توجيه التحية لكثير من مواطنى هذه الدول الذين قاموا بمظاهرات ضد حكوماتهم اعتراضًا على تأييدهم العدوان الإسرائيلى، كما أن هناك دولاً عدلت موقفها من تأييد إسرائيل إلى مطالبتها بوقف الحرب بعدما شاهدت جرائمها ضد الإنسانية، وهذه الدول يمكن أن تتضمنها قائمة ثالثة، قائمة الشرف تتزين بنقابة عمال الشحن والتفريغ فى برشلونة التى رفضت تحميل شحنات عسكرية فى الميناء تحوطًا من ذهابها إلى إسرائيل، وهو نفس الموقف الذى اتخذته نقابات عمال النقل فى بلجيكا، علينا أيضًا رصد مواقف أعضاء البرلمانات فى الدول الأوروبية وكذلك فى الكونجرس الأمريكى ومعظمهم أيدوا إسرائيل، ولكن توجد أقلية رفضت وطالبت بوقف الحرب، وفى الإعلام يجب أن نصِم بالعار كل الصحف والمحطات الفضائية التى لم تذكر الحقيقية وبررت جرائم إسرائيل ضد مدنيين عزل مثل «سى إن إن» و«فوكس نيوز» وكذلك كل الصحف الأمريكية والبريطانية، وفى هذا السياق فإن مجلة «آرت فورم» أقالت رئيس تحريرها «ديفيد فيلاسكو» عقب نشره رسالة مفتوحة على موقعها تدعو إلى دعم فلسطين ووقف إطلاق النار، وأعقب ذلك استقالة عدد من المحررين تضامنًا معه، وهناك صحفيون آخرون تمت إقالتهم فى مطبوعات أمريكية وغربية بسبب رفضهم العدوان، هؤلاء الصحفيون الأحرار يستحقون وضع أسمائهم فى قائمة الشرفاء ومعهم عدد من الإعلاميين الذين لم يبيعوا ضميرهم المهنى، وفى الجامعات الغربية والأمريكية حدثت مواقف مشابهة إذ قامت جامعة «ستانفورد» بوقف أحد مدرسيها عن التدريس بسبب مناقشاته فى المحاضرات حول الصراع فى الشرق الأوسط، كما تم إدانة عدد من الأساتذة الآخرين فى جامعات مختلفة ومنح بعضهم إجازات مفتوحة وسحبت صلاحية البعض بسبب التعليقات السياسية التى كتبوها على وسائل التواصل الاجتماعى وكشفوا فيها عن تعاطفهم مع فلسطين، وفى الأدب أصدر عدد من الأدباء العالميين بيانًا رافضًا لما تقوم به إسرائيل، وهناك من تعرض لوقف أعماله أو تكريمه كما فعل معرض فرانكفورت للكتاب مع الأديبة الفلسطينية «عدنية شبلى» التى كان من المقرر تكريمها خلال فاعليات المعرض وتم إلغاء هذا التكريم، وهو نفس ما فعلته جامعة فيرمونت الأمريكية مع الشاعر الفلسطينى «محمد الكرد»، حيث ألغت له محاضرة كانت مقررة من قبل، وفى أحد المراكز الثقافية بنيويورك ألغيت ندوة للكاتب «فيت ثانا نجوين» الحائز على جائزة بوليتزر، وذلك بسبب توقيعه مع 700 كاتب عالمى على رسالة تدعو لوقف إطلاق النار بغزة، وفى الفن تباينت مواقف الفنانين بين تأييد إسرائيل والتعاطف مع فلسطين، ولذا مطلوب رصدهم حتى نضع كل واحد منهم فى القائمة اللائقة به، أما فى الاقتصاد فيجب الدعوة لاستمرار مقاطعة الشركات التى تبرعت لإسرائيل وجيشها ودعم الشركات التى تبرعت للضحايا الفلسطينيين، ويستحق وسام الشرف المحامى الفرنسى «جيلى ديفرز» الذى يعتزم ومعه مجموعة من المحامين يصل عددهم إلى 200 محامٍ ينتمون إلى عدة دول مثل المكسيك وفرنسا وبلجيكا ولبنان إقامة دعاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة إسرائيل لمحاكمتهم على جرائم الحرب التى ارتكبوها، ولا ننسى مواقف الرياضيين وجماهير الأندية التى دعمت فلسطين مثل نادى سيلتك الاسكتلندى فى مواجهة رياضيين آخرين وقفوا مع البلطجة الإسرائيلية.

 

ما سبق مجرد أمثلة والقائمة تطول وتحتاج إلى جهد كبير، وإذا لقيت هذه الدعوة استجابة من المجتمع المدنى فيمكن تشكيل لجان للقيام بهذه المهمة فالحرب مع إسرائيل وأنصارها مستمرة وطويلة، ولذا يجب أن نتذكر من وقف بجانب الباطل والهمجية ضد الحق والإنسانية.