الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفلسطينيون ليسوا الهنود الحمر

الفلسطينيون ليسوا الهنود الحمر

تشهد غزة منذ عملية «طوفان الأقصى» حرب إبادة على يد إسرائيل وبمباركة أمريكية وغربية، وكل يوم يستمر فيه العدوان تتزايد أعداد الشهداء الفلسطينيين ونصفهم على الأقل من الأطفال وربعهم من كبار السن والباقى من النساء والشباب المسالم، دماء هؤلاء الضحايا لم تزعج رؤساء ومسئولى دول أوروبا ودعموا الجرائم الإسرائيلية - الأمريكية بقوة وكأن شهداء القنابل والغارات والمدافع الإسرائيلية ليسوا بشرًا يستحقون الحياة فى أمان وسلام فى بلدهم، ما ارتكبته إسرائيل بمساعدة أمريكا جرائم حرب ولو طُبقت عليها قواعد القانون الدولى لتمت محاكمة قادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية ومعهم كل من ساندوهم ودعموهم وأيدوهم، ويبدو أن إسرائيل تتعامل خلال عدوانها الهمجى والبربرى على الفلسطينيين فى غزة كما تعاملت أمريكا مع الهنود الحمر متصورين أنه يمكن القضاء عليهم وتهجيرهم من بلدهم وأرضهم وإنهاء القضية الفلسطينية، وهى الخطة التى تحاول إسرائيل تنفيذها منذ بداية العدوان الهمجى، كان الهنود الحمر أصحاب أرض أمريكا الأصليين قبل أن يستوطنها المستعمرون البيض القادمون من دول عديدة، وارتكب هؤلاء كل الجرائم الممكنة من أجل القضاء على أصحاب البلد وإبادتهم وهو ما تمكنوا منه بالفعل، وتقول العديد من كتب التاريخ التى كتبت عن هذه الجرائم أن الأمريكان استخدموا أبشع أنواع الوسائل والطرق ضد الهنود الحمر وأخطرها كانت الحرب الجرثومية ونشر الأمراض والأوبئة مثل الجدرى والطاعون والحصبة والأنفلونزا والسل والكوليرا؛ حيث كانوا يبعثون للقبائل بالهدايا الملوثة بالجراثيم خاصة الجدرى للخلاص منهم، وأيضًا قاموا بتسميم آبار المياه التى يشرب منها الهنود، كما كانوا يمنحون مكافآت مالية كبيرة لمن يقدم «فروة رأس هندى أحمر»، بالإضافة إلى خطفهم واستخدامهم فى الأعمال الشاقة وبالسخرة خاصة فى المناجم والمزارع ما أدى إلى وفاة عدد كبير فى ظل الظروف المعيشية الصعبة، وإذا رفض الهنود هذه المعاملة وثاروا من أجل كرامتهم وممتلكاتهم تم قتلهم باعتبارهم عناصر مشاغبة وإرهابيين يشكلون خطرًا على الدولة الأمريكية الناشئة، وفى سبيل تنفيذ خطتهم الإجرامية تم سن قوانين تبيح إبادة قبائل الهنود الحمر، كما تم سن قانون بترحيلهم قسرًا  وأصبح من حق الأمريكى أن يطرد الهندى من أرضه ويستولى عليها ويقتله إذا أراد، كما تم إحراق قرى بكاملها وإتلاف المحاصيل الزراعية وهدم المساكن ومحوها من على وجه الأرض.. استمرت الجرائم لسنوات وفى عهد أكثر من رئيس أمريكى دون وضع أى اعتبار لحقوق الإنسان، حتى إن الرئيس الأمريكى «توماس جيفرسون» الملقب برسول الحرية الأمريكية وكاتب وثيقة استقلالها، أمر وزير دفاعه بأن يقتل الهنود الذين يواجهون التوسع الأمريكى بالبلطة وأن يستمر فى قتلهم حتى يفنيهم.



وإذا طبقنا ما فعلته أمريكا مع الهنود نجد أن إسرائيل تحاول أن تكرره مع الفلسطينيين فى غزة، فهى تستخدم القنابل المحرمة دوليًا، وتهدم المستشفيات على رؤوس المرضى وتدك المدارس بالصواريخ غير عابئة بالأطفال الذين يدفنون تحت الأنقاض وتسوى المنازل بالأرض وتبيد أحياء ومخيمات كاملة مستهدفين قاطنيها وتحاصر أهلها مانعة عنهم الأدوية والأغذية والغاز والسولار ما يهدد بانتشار الأوبئة وذلك بهدف قتل أكبر عدد وتهجير من يتبقى منهم إلى مصر وهو ما رفضته مصر تمامًا محبطة هذا السيناريو الحقير، ما أشبه ما تفعله إسرائيل بما فعلته أمريكا مع الهنود الحمر، الفارق أن الفلسطينيين يقاومون ويرفضون التخلى عن أرضهم، وسيظلون يقاومون، واذا مات منهم شهيد يولد بدلًا منه ألف، وهؤلاء الأطفال سيكبرون ويصبحون أيضا مقاتلين ولذا ستظل غزة فلسطينية وستظل القضية الفلسطينية باقية وسيظل الفلسطينيون يدافعون عن حقهم حتى الوصول إلى حل عادل.