الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
أنا وقـلمى .. جولة انتخابية على جثث الشهداء

أنا وقـلمى .. جولة انتخابية على جثث الشهداء

ما الذى يجعل الرئيس الأمريكى «جو بايدن» البالغ من العمر «80» عامًا، يسعى لتوحيد صفوف الأمريكيين دفاعاً عن إسرائيل وأوكرانيا؟! ما الذى يجعله وبعد عودته من تل أبيب بعد زيارة قصيرة استغرقت خمس ساعات، وهى زيارة كانت محفوفة بالمخاطر على أكثر من صعيد؟! جدير بالذكر أنه سابع رئيس أمريكى يزور إسرائيل، وأول رئيس أمريكى يتوجه إلى منطقة نزاع لا يسيطر عليها الجيش الأمريكى - وهو ما قام به «بايدن» الآن مرتين، الأولى لأوكرانيا، والثانية لتل أبيب - كرد قوى من الولايات المتحدة الأمريكية على هجوم حماس ضد إسرائيل وحرب روسيا المتواصلة حتى الآن ضد أوكرانيا؟! وما الذى يجعل رئيس أكبر دولة فى العالم يغُض البصر عن جرائم إسرائيل البشعة ضد الفلسطينيين، واعتبار الموقف الإسرائيلى فى استخدام القوة المفرطة ضد مدنيين عُزٌل هو «دفاع عن النفس»؟! من وجهة نظرى المتواضعة أن الإجابة عن هذه الأسئلة تكمن فى قرب الانتخابات الرئاسية الأمريكية «2024»، مع تردد خصوم بايدن الجمهوريين فى تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، كما أنهم فى طليعة المطالبين بدعم مكثف لإسرائيل وموقف متشدد آخر تجاه الهجرة وسياسة حازمة تجاه الصين، وعلى صعيدٍ آخر يخوض المحافظون الآن حرباً داخلية حادة شلٌت الكونجرس، بينما يسعى اليمين المتطرف - بدون نتيجة حتى الآن - لفرض مرشحه على رأس مجلس النواب، وفى مواجهة هذه الفوضى السياسية يعتزم «بايدن» طرح نفسه كرجل الحسم والتحرك، فى ظل استطلاعات للرأى تعكس مخاوف الناخبين الأمريكيين تجاه سنه، لذا نجد أن موقف «بايدن» المؤيد دائماً لإسرائيل قد حصل على إشادات واسعة، حتى فى صفوف المحافظين، كما أن الرئيس الأمريكى مع شريكه السفاح الإسرائيلى، قد وجد هذه الحرب الإسرائيلية فرصة لن تتكرر لإحياء فكرة ترحيل سكان قطاع غزة إلى شمال سيناء، والتى واجهت رفضاً حاسماً من الرئيس الأسبق الراحل حسنى مبارك، إلا أنها لم تمت فى ذاكرة العقل الجمعى لدى المؤسسات الإسرائيلية وحليفتها أمريكا، ووجدوا أن إحياءها فى الوقت الراهن أكثر إلحاحاً من ذى قبل، لاسيما فى ضوء اعتزام إسرائيل شق قناة موازية لقناة السويس على أرض قطاع غزة - بعد إخلائه - ليبدأ مسارها من إيلات جنوباً إلى مدينة غزة على ساحل شرق البحر المتوسط.



 ورغم القصف الوحشى الذى استهدف مدنيين ومرضى فى مستشفى «المعمدانى» فى غزة، وقصف كنيسة «الروم الأرثوذكس» بعدما كان يحتمى فيها أكثر من «400» من الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين، ممن تهدمت منازلهم بالقذائف الإسرائيلية، إلا أن الولايات المتحدة الأمريكية مستمرة فى إظهار الدعم الكامل لأقرب حلفائها فى الشرق الأوسط، لضمان فوز بايدن بولاية جديدة فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، حتى ولو كان على جثث الآلاف من الشهداء الفلسطينيين.. تحيا مصر.