الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
على هامش العدوان على غزة

على هامش العدوان على غزة

لن أتحدث عن الآثار العسكرية لعمليات المقاومة فى غزة والتى ستغير كثيرًا فى التكتيكات العسكرية، وسأترك ذلك للمحللين العسكريين والمتخصصين، ولن أتحدث أيضًا عن آثارها السياسية والتى ستتضح بعد أن تسكت البنادق قليلاً وتصمت المدافع والطائرات التى تدق غزة وسط صمود أهلها البطولى، ولكنى سأترك المتن وأتحدث فى الهوامش وكثيرًا ما تكون الأخيرة لا تقل أهمية عن الأولى.



(1)

يطالب كثيرون بمقاطعة الشركات والمنتجات العالمية التى يدعم ملاكها ومنتجوها إسرائيل ومعظمها مشروبات ومحلات تبيع وجبات «فاست فود» مثل «ستاربكس» و«كوكاكولا» و«كنتاكى» و«برجركنج» و«بيتزاهت» و«ماكدونالد» والذى تبرع أصحابها بوجبات للجيش الإسرائيلى، وهناك من يرفض هذه المقاطعة باعتبار أن المحلات الموجودة فى مصر، يملكها ويعمل بها مصريون وهؤلاء هم الذين سيضارون من المقاطعة أكثر من أصحاب العلامة التجارية، ويرد الداعون للمقاطعة بأن تأثيرها المعنوى مهم وسيجعل أصحابها يفكرون قبل أن يتبرعوا مرة أخرى، ولعل الحل ما فعله أصحاب ماكدونالد فى مصر الذين تبرعوا بـ20 مليون جنيه – 600 ألف دولار تقريبًا- للهلال الأحمر دعمًا للفلسطينيين.. وليت باقى المصريين ممن لهم حق استغلال العلامات التجارية الأخرى والفرنشايز يسيرون على خطى ماكدونالد المصرى وأن يكون كل منتج يباع للفلسطينيين نصيب فيه، وكل وجبة يذهب جزء من أرباحها لضحايا العدوان الإسرائيلى، وبهذا نرد على أصحاب العلامة التجارية العالمية ممن تبرعوا لإسرائيل ولا نضر أبناءنا العاملين فى المحلات المصرية.

(2)

مثلما فعل اللاعب العالمى محمد صلاح والذى تبرع للهلال الأحمر لصالح ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة، فإننى أتمنى أن يسير اللاعبون المحترفون على نفس الدرب ويتبرعوا لصالح الجرحى والجوعى والمشردين الفلسطينيين الذين هدمت بيوتهم واستشهد أهلهم، صحيح أن اللاعبين المحترفين محمد الننى وأحمد حسن كوكا كتبا تويتات دفاعًا عن فلسطين ودعمًا للمقاومة، وهو تصرف رائع ومهم فى مواجهة اللاعبين الذين أعلنوا دعمهم لإسرائيل مثل كورتوا وتونى كروس وكوادرادو وزينشينكو وغيرهم، ولكن بجانب ذلك التفاعل المطلوب لصالح فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعى فإن أهلنا فى غزة يحتاجون التبرعات العاجلة، الأمر نفسه ينطبق على الفنانين الذين كتبوا مشكورين كلمات رائعة تعاطفًا مع فلسطين، ولكن الأهم هو سد احتياجات أهل غزة المحاصرين بين العدوان الإسرائيلى الغاشم وبين نقص الأدوية والغذاء، كما أن الشتاء قادم ويحتاج أهلنا هناك الغطاء بعد هدم بيوتهم ليقيهم البرد القارس، وهو ما يجب أن يقوم به رجال الأعمال المصريون أيضًا وكل من يستطيع التبرع، حيث تقوم منظمة الهلال الأحمر بإيصال هذه التبرعات الى الفلسطينيين.

(3)

لماذا لا يكرم معرض القاهرة للكتاب فى فعالياته التى تقام فى يناير المقبل الكاتبة الفلسطينية عدنية شلبى؟ بعد أن ألغى معرض فرانكفورت للكتاب تكريمها، حيث كان من المقرر الاحتفال بها خلال فعاليات المعرض وتسليمها جائزة عن روايتها «تفصيلة بسيطة» والتى حظيت بإشادة كبيرة من النقاد فى الغرب، ولكن إدارة معرض فرانكفورت تضامنت مع إسرائيل وألغت التكريم بدعوى أن الرواية تتحدث عن واقعة حقيقية ترتبط باغتصاب جنود إسرائيليين لفتاة فلسطينية ومحاولة تتبع هذه المأساة من قبل شابة فلسطينية قرأت عن الحادثة بعد وقوعها بـ25 عامًا، ولعل أبلغ رد على ما فعلته ألمانيا ومعرض فرانكفورت هو تكريمها فى قلب القاهرة وفى أهم حدث ثقافى مصرى، وهو ما يطرح أيضًا سؤالاً: لماذا لا يقوم اتحاد الكتاب المصرى ومثيله العربى بتوثيق الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وترجمتها وعمل بيان يوقع عليه الأدباء والمفكرون المصريون والعرب ويتم إرساله للفائزين بجائزة نوبل وحثهم على مخاطبة الضمير الإنسانى العالمى وإصدار بيان لوقف المجازر الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وإدانة إسرائيل لارتكابها جرائم حرب.

(4)

أتمنى أن يكرم اتحاد السباحة ووزارة الشباب والرياضة بطلنا عبدالرحمن سامح الذى فاز بالميدالية الذهبية فى سباق 50 مترًا فراشة فى بطولة العالم للسباحة التى أقيمت فى اليونان، بعد قيام الاتحاد الدولى للرياضات المائية بحذف صورته من على صفحته عقب إعلان عبدالرحمن تضامنه مع الفلسطينيين، فقد سئل بعد فوزه بالسباق والميدالية لماذا لم تحتفل؟ وأجاب: كيف احتفل وإخوتى يتم قتلهم يوميًا فى فلسطين، فتم عقابه بحذف صورته رغم نشر صور جميع المتوجين بالبطولة، ولهذا فإن تكريمه فى بلده سيكون أبلغ رد على هذه العقوبة الجائرة والظالمة، كما أدعو الاتحادات الرياضية المصرية ووزارة الشباب لاستضافة مباريات المنتخبات الفلسطينية فى أى بطولات دولية، وذلك بعد أن أعلنت الجزائر استضافتها لمباريات المنتخب الفلسطينى لكرة القدم فى تصفيات كأس العالم وكأس آسيا على أرضها مع تحملها جميع النفقات، ونستطيع نحن أن نقدم مبادرة مماثلة فى الرياضات الأخرى تضامنًا مع الفلسطينيين وتمكينًا لهم من ممارسة حقهم فى المشاركة فى البطولات الرياضية المختلفة. 

ما سبق مجرد اقتراحات وقد تكون هناك اقتراحات أفضل ولكنها اجتهادات تخطئ وتصيب. ملحوظة: كنت أريد الكتابة طوال شهر أكتوبر عن الدكتور طه حسين فى ذكرى وفاته الخمسين، ولكن جاءت أحداث غزة لتجبرنا على الكتابة عنها، ونعاود الأسبوع القادم الإبحار فى عالم عميد الأدب العربى.