الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
مصــر.. حصـن ضد  التطرف الإسلامى

مصــر.. حصـن ضد التطرف الإسلامى

منذ أكثر من عقد. فقدت جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على مصر بعد عزل محمد مرسى. قاد المارشال السيسى المتمردين وفتح حقبة جديدة فى الدولة الأفريقية.



قليلون هم الذين أدركوا أهمية الحدث، لكن وقوعه حدد السنوات القادمة، فى كل من البحر الأبيض المتوسط ​​وأوروبا. بعد تدمير ليبيا، سيؤول لمصر التى ستكون تحت حكم الإخوان المسلمين كل شىء وستسيطر بشكل كامل على البلد المجاور.

 

كانت ليبيا معدة لتصبح المنصة الأكثر خطورة على الأمن الأوروبي. كان من الممكن أن تكون الهجرات غير المنضبطة نحو أوروبا أكبر، مما يهدد التوازنات الأوروبية الهشة.

 أصيب العديد من المثاليين بالصدمة فى عام 2013. إن ما وصفوه بالعملية الديمقراطية فى مصر قد توقفت.. يتجاهل الكثيرون أن الراديكاليين الإسلاميين، من بين آخرين، يختبئون وراء مفاهيم مثل «الليبرالية» أو «سيادة القانون» بقصد تخريب تلك المفاهيم من الداخل. إنهم يريدون بناء مجتمعات بعيدة تماما عن المفاهيم الليبرالية اذا نظرنا لها من قبل أى مراقب موضوعى ويقظ.

كان انتصار السيسى هزيمة جيوسياسية لتركيا. 

فبينما يعتقد الكثيرون أن قيادة العالم السنى تجعل المملكة العربية السعودية لاعباً أساسياً. حيث تقع المدينتان المقدستان عند المسلمين «مكة والمدينة» داخل حدودها، وتتميز البلاد بلا منازع بتراثها الإسلامى - أكثر من مصر التى تأسست على تقاليد تاريخية عريقة. ولكننا لا نتفق مع هذا الرأي. فالجهات الفاعلة الرئيسية لدينا هى مصر وتركيا. 

فى السنوات الأخيرة، نجت الموجة الجديدة من الأسلمة فى تركيا فقط من أكثرها تشتتًا، ومصر بدورها أكثر تسامحًا. أحياناً يكون الجيش هو القوة الوحيدة التى تنجح فى ترويض التطرف الإسلامى …

 فى عام 2020، هنا فى الأوبزرفر نشرنا تحقيقا بعنوان [إردوغان وآيا صوفيا وعودة الخلافة]، لقد حذرنا من حلم إردوغان - بعث الخلافة. لولا تدخل السيسى لكان هذا الحلم أكثر ترسخًا. لم يتصرف السيسى بمفرده، فقد أدرك الكثيرون فى المجتمع المصرى خطورة التطرف. 

كان أحدهم المفكر العظيم عبدالرحيم علي. لكن «علي» كان يعلم أن الإخوان كيان ذو أذرع متعددة، ولم تكن هزائمهم فى شرق البــحر المتوسط ​​نهـاية الأمـر، بل بعيدة كل الـبعد عـن ذلــك. كتابه  Les pensées sataniques، l'Europe et le défi de l'Organisation Internationale des Frères musulmans (بالإنجليزية: الأفكار الشيطانية، أوروبا وتحدى المنظمة الدولية للإخوان المسلمين) هو تحذير، للأسف غير معروف بما فيه الكفاية. أعرب «على»، الذى تمت مقابلته فى مكتبه بفرنسا، عن أسفه لأن روح مقاومة الإخوان المسلمين تكاد تكون معدومة فى القارة العجوز. دعونا نأمل أن يبدأ بعض القادة الأوروبيين بفتح أعينهم قبل فوات الأوان. هكذا يقول «على».

المؤتمر الدولى الذى عقد مؤخرا فى روما هو علامة جيدة، لكنها بالتأكيد ليست كافية. عقدت Giorgia Meloni لقاءً مع رئيس الوزراء المصرى على هامش الحدث، وهو ما يوضح مدى وضوح الحكومة الإيطالية واستعدادها للتعاون والمواجهة.

وقد رحب عدد كبير من التقدميين الأوروبيين بتصرفات الإخوان المسلمين ووصفوها بأنها إيجابية. مفتونين بالغرائبية وإمكانات التعددية الثقافية، كانوا أغبياء ومفيدين لهؤلاء الذئاب فى ثياب الأغنام.

ستجرى الانتخابات المقبلة للرئاسة المصرية فى أوائل عام 2024. 

وفى جميع أنحاء العالم، تستعد القوى المتطرفة - من جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها - للتغلغل فى الرأى العام، وخاصة فى أوروبا الغربية. سيقال إن مصر تعيش فى ظل ديكتاتورية عسكرية رهيبة وأن كل شىء يجب أن يتغير فى أرض الأهرامات. لكن هل نحن على يقين من أن التغيير سيكون للأفضل؟

 فى عام 1517، انتهت سلالة المماليك. هزم سليم الأول، زعيم المماليك الأخير - طومان باى الثانى - ودخل القاهرة منتصرًا. لن يمانع إردوغان إذا أعاد التاريخ نفسه أن يفعل ذلك. يجب أن نعلم جميعا فى أوروبا هذه البديهية البسيطة، أن السيطرة على العالم السنى تمر عبر القاهرة وليس أى عاصمة إسلامية أخرى وقد يكون السيسى هو الجدار الأخير.  

آخر سور لمصر ولنا.