الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هل ستشهد الأيام المقبلة تكاملًا بينه وبين مشروع على الحجار «100 سنه غنا»؟ الأساتذة ومدحت صالح.. تحية حب واجبة لتاريخنا الموسيقى

وسط ثورة تكنولوجية هائلة طالت الموسيقى مثلما طالت باقى مناحى الحياة كان من الضرورى التفكير فى تراثنا الغنائى بشكل أكثر مجاراة للعصر، عن طريق إعادة تقديم أغانى التراث بمعالجة موسيقية معاصرة دون المساس باللحن الأصلى، وهو جوهر المشروع الذى أعلنت عنه دار الأوبرا المصرية قبل أيام بالتعاون مع الفنان «مدحت صالح» والذى حمل عنوان (الأستاتذة ومدحت صالح). 



فكرة المشروع تقوم على أساس الاستعانة بموزعين كبار من أجل إضافة «هارمونى» مختلف للأغانى التراثية المعروفة للناس بشكلها التقليدى، عن طريق إضافة بعض الآلات الموسيقية، فيتحول التخت إلى أوركسترا، مما يشكل إضافة جمالية للجمل اللحنية دون المساس باللحن الأصلى.

وإذا كان وجود اسم الفنان القدير «مدحت صالح» على رأس هذا المشروع الفنى الضخم لإعادة إحياء تراث كبار الملحنين سيكون ضامنًا لنجاحه، فإن انطلاقه من داخل دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور «خالد داغر» سيكون ضامنًا أساسيًا لاستمراره، حيث سيتم تنظيم مجموعة حفلات بشكل دورى، بواقع حفلة واحدة شهريا على أن تنطلق أولى هذه الحفلات فى السابع من يوليو المقبل، والتى ستضم ألحانًا لمجموعة من الملحنين الكبار منهم «محمد عبدالوهاب، وفريد الأطرش، ومحمد فوزى، ومحمد سلطان، ومحمود الشريف، وكمال الطويل، ومحمد الموجى، ومنير مراد» بالإضافة إلى «الأخوين رحبانى» من لبنان  و«سراج عمر» من السعودية، الذى قام بتلحين أغنية «مقادير» للفنان الخليجى الراحل «طلال مداح» وستكون هذه الأغنية بتوزيعها الجديد إحدى مفاجآت الحفل.

تنفيذ هذا المشروع بالشكل المخطط له، سيُساهم أيضًا فى إلقاء الضوء على عدد من المواهب المتميزة، حيث يرغب الفنان «مدحت صالح» فى تقديم أصوات جديدة خلال تلك الحفلات، وتوظيفها بشكل يساعدها على بدء مشوارهم لا مجرد الظهور على خشبة المسرح بدون تحقيق أى تأثير يُذكر.

لكن اكتشاف المواهب الشابة لا يعنى أنهم فقط من سيقومون بمشاركة «مدحت صالح» فى إحياء هذه الحفلات، حيث أعلن أثناء المؤتمر الصحفى الذى عقد يوم الاثنين الماضى، عن رغبته فى مشاركة زملائه من المطربين والمطربات الكبار فى المشروع، والحقيقة أن الروح التى تحدث بها الفنان الكبير هى خير دليل على عدم رغبته فى الاستئثار بالنجاح لنفسه، وعن سعيه للاستفادة من جميع الخبرات طالما أن ذلك سيُسهم فى إنجاح المشروع، وإرساء قواعده، وفى ظنى أن ذلك الأمر لن يتحقق سوى عن طريق التعاون مع الفنان «على الحجار» على وجه الخصوص، ليس فقط لأن له تجربتان ناجحتان فى إعادة تقديم أغانى التراث بتوزيع جديد، وهما (دارى العيون) و(جفنه عَلّم الغَزَل) اللتان حظيتا باستحسان الجمهور، ولكن أيضًا لأنه صاحب مشروع قد دشنه، وأعلن عنه منذ سنوات طويلة بعنوان (100 سنة غُنا) قوامه الأساسى هو إعادة تقديم أغانى التراث بمعالجة موسيقية معاصرة، وقد شمل هذا المشروع دراسة تشمل التراث المصرى بدءًا من «عبده الحامولى» ومرورًا بـ «الشيخ زكريا أحمد، وسيد درويش» وحتى عصر «بليغ حمدى» بالإضافة إلى دراسة متكاملة لأجور الموسيقيين وتكلفة الإنتاج وما إلى ذلك من تفاصيل مهمة، وقد سعى «الحجار» لتنفيذ المشروع بعرضه على وزراء الثقافة المتعاقبين منذ أيام «فاروق حسنى» دون جدوى، بالإضافة إلى العديد من المحاولات الأخرى من أجل إنجاز المشروع منها تقديمه بشكل مصور-كبرنامج- فى إحدى القنوات الفضائية، لكن البرنامج لم ينفذ أيضًا، فهل ستشهد الأيام المقبلة تكاملًًا بين المشروعين؟.