الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس التحرير يحاور الخبير الاستراتيجى السعودى فهيم الحامد.. قمة الانفراجات العربية وتصحيح الأزمات وتصفيرها نتيجة للحراك «المصرى- السعودى» عودة سوريا للجامعة العربية تهدف لإنهاء معاناة الشعب السورى

رئيس التحرير يحاور الخبير الاستراتيجى السعودى فهيم الحامد.. قمة الانفراجات العربية وتصحيح الأزمات وتصفيرها نتيجة للحراك «المصرى- السعودى» عودة سوريا للجامعة العربية تهدف لإنهاء معاناة الشعب السورى

 



استضافت مدينة جدة فى المملكة العربية السعودية، القمة العربية الـ 32، وذلك بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى، والزعماء والقادة العرب، وهى القمة التي سعت إلى تصفير المشاكل والأزمات الإقليمية، واستعادة حيوية العمل العربى المشترك.

تناول الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف»، ورئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة، مجريات القمة بالرصد والتحليل، عبر قناة «إكسترا نيوز»، كما أجرى حوارًا على هامش تواجده فى جدة، مع الكاتب والخبير الاستراتيجى السعودى فهيم الحامد.

وأكد الطاهرى، أن تلك القمة مؤشر على فهم عربى جمعى لإتاحة مجال أكبر للجامعة العربية بشكل أو بآخر لكى تضطلع بدورها بعد فترة من الركود وهو الأمر الذي تأثر به بشكل عام مسار العمل العربى المشترك، لذلك فإن مسألة دورية الانعقاد بهذا الشكل مؤشر لإكساب الجامعة العربية المزيد من المناعة.

وتابع، إن «قمة جدة» تواجه العديد من الملفات وتتقابل مع العديد من المسارات، فهناك مسار سياسى أمنى وهناك مسار اقتصادى وآخر إنسانى، وإذا تحدثنا عن المسار السياسى الأمنى، فالقمة تنعقد وبؤر التوتر إذا جاز التعبير فى المنطقة العربية لم تهدأ بعد ولم تتعاف بعد بالشكل الكافى بل أكثر من ذلك، أضيف إلى هذه البؤر مناطق أخرى اكتسبت قدرًا من الاشتعال كما شاهدنا ونشاهد فى السودان الشقيق، وخطورة مثل هذه الأمور أنها تضع على كاهل النظام الإقليمى العربى المزيد من الأحمال والتحديات.

وأضاف: علينا أن نتوقف أيضًا أمام عودة سوريا فى قمة جدة، لأنه يمكن اعتبار أن عودة سوريا خطوة إيجابية للأمام من منطلق تماسك النظام الإقليمى العربى ولكن سوريا التي أُبعِدت من الجامعة العربية قبل سنوات ليست هى سوريا اليوم، هى الأخرى تواجه تحديات اقتصادية وإنسانية بالغة الصعوبة، ليس خافيًا على أحد أن الدور المصري على مدار السنوات الماضية كان محدد الأهداف فى مسألة إعادة بناء النظام الإقليمى العربى الجديد بعد السيولة التي يمر بها.

وأوضح الطاهرى، أن مصر على مدار السنوات الثمانى أو التسع الماضية كانت عامل استقرار وأمن المنطقة من المشرق إلى المغرب وهذا ظهر فى معالجة الكثير من القضايا والأمور سواء على المستوى الثنائى أو الجماعى، فى إعادة دعم دفع دور الجامعة العربية من جديد وإعادة مسألة القمم الثلاثية والخماسية، وكذلك عدم تصعيد الأمور العربية والعمل على تصفية الأجواء ودفع نقاط الخلاف بين الدول العربية والدول الأخرى إلى مناطق أخرى يمكن الالتقاء والالتفاف حولها، وهذا من الممكن أن يكون منهجًا مصريًا واضحًا فى السنوات الماضية.

وتابع، شاهدت بعض القراءات وبعض الكتابات التي تتحدث بقدر من النظرة الضيقة لسوريا، وعودة سوريا يجب أن نضعها فى إطار أن هناك نظامًا إقليميًا «عربي-عربي» يمر بمتغيرات وتحديات، ووجود سوريا الآن ضرورة وليس خافيًا على أحد أن إبعاد سوريا كل هذا الوقت لم يحصد منه العرب إلا كل ضرر ولم تحصد سوريا منه إلا كل ضرر أيضًا. وهناك بُعد آخر وهو انطلاقًا من هذا الأمر فيما يخص الدور المصري، منذ تفجر الأزمة السورية وفيما بعد ذلك بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت الرسالة المصرية واضحة من خلال مشاركات الرئيس سواء فى القمم العربية أو فى الجمعية العامة للأمم المتحدة أو حتى فى بعض الاجتماعات الخاصة بسوريا فى مجلس الأمن وهو وحدة سوريا وأن يكون القرار لشعب سوريا واحترام اختيارات شعب سوريا، كما أكدت مصر على أن الإرهاب لن يكون أبدًا جزءًا من مستقبل سوريا وهذا الإعلان المصري الشهير أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسي فى جلسة خاصة لمجلس الأمن عام 2017.

وأوضح، أن هناك بُعدًا آخر فيما يخص السودان وهو الأزمة العربية الطارئة الآن، وظنى أن قمة جدة تمثل فرصة ذهبية لتصفير مشكلات المنطقة، والقادة العرب سيبحثون هذه الأمور، بخلاف دولة السودان وما تشكله من خصوصية قصوى وأهمية كبرى لمصر وفى المنظومة العربية تشكل محورية خاصة، فهى دولة تتمتع بموقع استراتيجى بالغ الأهمية، دولة مطلة على البحر الأحمر، وتتواجد جغرافيتها السياسية فى تقاطعات مناطق وسط إفريقيا، هذه المناطق هى الأخرى تمر بالسيولة الأمنية، كل هذا ينعكس بشكل أو بآخر على منظومة الأمن الإقليمى العربى التي تواجه تحديات كبرى أيضًا، وتشكل تهديدًا أيضًا فى مقدمتها الأمن المائى العربى مثلًا.

وأضاف: بالتالى هناك الكثير من القضايا التي تعزز من أهمية قمة جدة وانعقادها فى هذا التوقيت وأرى أن محددات الدور المصري دائمًا واضحة بعدم التدخل فى شؤون الدول العربية مع تبنى الجانب الأجنبى فى قضايا عربية من أجل الاستقرار والتنمية ودعم الدولة، فكرة الدولة الوطنية فى المنطقة العربية وتعزيز التعاون العربى المشترك فى مجالات مختلفة.

وقال الطاهرى: لم يعد من المقبول أن أغلب اللاجئين فى العالم اليوم من الشعوب العربية وبدلًا من احتواء الأمر، الأزمات تتزايد مع اشتعال المزيد من الأزمات وبالتالى القادة العرب يبحثون مثل هذا الوضع البالغ الحساسية، ولا يفوتنا أيضًا سياق يفرض نفسه وهى الدولة المستضيفة وهى المملكة العربية السعودية الشقيقة التي تولت رئاسة القمة، المملكة عمدت خلال الفترة الماضية إلى تصفير مشاكلها الإقليمية بشكل أو بآخر وشاهدنا مسار التفاهمات «السعودية- الإيرانية» من جهة، وانعكاس ذلك على ملف الحرب فى اليمن من جهة أخرى وأيضًا لبنان أصبحت الآن فى مرحلة انتظار إلى قدر من التماسك الإقليمى لكى تستعيد هى الأخرى مسارها السياسى وبالتالى كل مثل هذه الأمور لا يصح أبدًا أن تكون بعيدة عنا ونحن نرصد ما يجرى هنا فى جدة.

وأكد، أن فكرة انعقاد قمة القادة العرب بشكل دوري والحرص على دورية الانعقاد، فى حد ذاته يعتبر عاملًا إيجابيًا فى معالجة الكثير من المشكلات؛ فالقمة العربية ليست فقط ما يلقى من كلمات وما يتم تسجيله من مواقف معلنة، هناك مسار ثنائى وهناك اجتماعات ثنائية واجتماعات بين الوفود وآليات تصنع بين وزراء الخارجية، وبالتالى تسفر عن استحداث آليات معالجة مشكلة طارئة هنا أو هناك، ولا تفوتنا القضية المركزية، وهى القضية الفلسطينية، القضية الأم للعالم العربى تمر الآن أيضًا بمرحلة بالغة الدقة.

وقال الطاهرى: إذا كنا نتحدث عن النظام الإقليمى العربى وتماسك هذا النظام الإقليمي؛ فالعلاقات «المصرية- السعودية» أصفها دائمًا بالحتمية الاستراتيجية، هى علاقات حتمية وأساس استقرار المنطقة وحجر الزاوية للنظام الإقليمى العربى، كلما كان هناك تفاهم «مصري- سعودى» وزخم فى العلاقات بين مصر والسعودية فى مجالات مختلفة انعكس بالنفع على منظومة العمل العربى المشترك وعلى العلاقات العربية - العربية نفسها، وحتى على العلاقات مع الغرب، وحقيقة الأمر أن العلاقات «المصرية- السعودية» فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي والملك سلمان بن عبدالعزيز وولى العهد الأمير محمد بن سلمان اتسمت بالكثير من الزخم والتعاون فى المجالات المختلفة وتنسيق المواقف وهذه العلاقات يدعمها فى نهاية المطاف إرث متعمق بين الشعبين.

وأضاف، إن مصر تتعامل مع التحديات العربية منذ عام 2014 مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي المسؤولية على أنها مسؤولية مصرية تاريخية، حاضرة دائمًا، مصر لا يوجد ملف عربى مشتعل إلا وتدخلت مصر لاحتوائه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أيضًا هناك الدور المصري فى ليبيا ومعالجة الكثير من الأمور رغم ما تمر به ليبيا الآن، ولكن لولا ما فعلته مصر خلال السنوات الماضية لكان الوضع قد أصبح أكثر سوءًا، فلا يمكن أن ننسى الدور المصري المستمر والدائم سواء بإعادة الزخم الدولى للقضية الفلسطينية والتمسك بالثوابت للقضية الفلسطينية ولا يمكن أن ننسى أيضًا الممانعة المصرية لما سمى فى عهد الإدارة الأمريكية السابقة بصفقة القرن، وكذلك الدور المصري المتجدد على الدوام فى حقن دماء الأشقاء الفلسطينيين مع كل اعتداء إسرائيلى على الأراضى الفلسطينية المحتلة فضلًا عن الدور المصري فى إعادة إعمار غزة ولا يفوتنا أبدًا قبل سنوات قليلة وكان المشهد فى لبنان يتجه إلى درجة من التصعيد بالغة الخطورة ونزعت مصر فتيل الأزمة قبل أن يحدث لا قدر الله صدام داخلى لا تحمد عقباه، وكان هذا الأمر بشهادة رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى نفسه بأن مصر كانت أول من توجه نحو لبنان واحتضنته بعد كارثة مرفأ بيروت.

وقال الطاهرى: لا يمكن أن ننسى أيضًا العمل المصري الدؤوب لكى يعود العراق لممارسة دوره بفعالية فى منظومة العمل العربى المشترك، فالعراق وما يمثله فى المنطقة العربية ومنظومة الأمن الإقليمى العربي، فهو دائمًا فى الأسس الاستراتيجية العربية يقال عنه الجناح الشرقى للأمة العربية.

وأضاف: لا يفوتنا أبدًا ما قامت به مصر لمكافحة التطرف والإرهاب من المشرق العربى إلى مغربه وما تأسس بعد ذلك من تفاهمات عربية تأخرت كثيرًا مثل المنتدى الاستخباراتى العربى ومسألة تبادل المعلومات، أيضًا فإن أمن الخليج العربى وأمن الدول العربية الشقيقة فى الخليج العربى جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى وظهر هذا فى العديد من الأمور وفى معالجة وتنسيق المواقف «المصرية -الخليجية» فى العديد من القضايا وأيضًا الدور المصري فى البناء على المكتسبات التي تحققت فى الفترة الماضية بعد مرور العالم العربى بنحو عقد من التشتت جراء ما سمى كذبًا بالربيع العربى، والمواجهة الشرسة مع الإرهاب.

وأكد، لا ننسى أبدًا أنه فى وقت من الأوقات اقتطع الإرهاب جزءًا من الأراضى العربية ورفع عليها علمه، هذه المشاهد يجب أن لا تفوتنا ابدًا، وفى التنسيق السياسى الأمنى هناك العديد من المبادرات المصرية التي كان أحد أهم منتجاتها المنتدى الاستخبارى العربى والدور الذي لعبته فى المواجهات الأمنية العربية مع الإرهاب من خلال تبادل المعلومات وتنسيق المواقف من جهة وكذلك فى تصفية الأجواء العربية - العربية.

وأوضح، أن منهج القمم الثلاثية أو القمم الخماسية أو حتى ما يطلق عليه باللقاء الأخوى بين القادة العرب مثلما جرى فى العلمين الصيف الماضي، مسار مصري واضح، من أجل التنسيق المباشر مع الدول العربية الفاعلة بما يعود بالنفع فى نهاية المطاف على العمل العربى المشترك باعتباره كلًا لا يتجزأ، والأمن العربى كل لا يتجزأ، ومثل هذه الأمور نتج عنها آليات التعاون بين مصر والأردن والعراق.

من جانبه، أكد الكاتب والخبير الاستراتيجى السعودى فهيم الحامد، فى حوار أجراه معه الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، رئيس تحرير «روزاليوسف»، رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة، عبر «إكسترا نيوز»، أنه من الإجحاف الحديث عن القمة قبل أن نلقى نظرة بسيطة على ما حدث فى المرحلة الماضية خصوصًا الحراك «السعودى- المصري» الذي تم، وهو حراك لم يُعلن عنه، كان نتيجته الوصول إلى هذه القمة وهى قمة الانفراجات العربية وتصحيح الأزمات، تحركت المملكة فى إطار تصفير الأزمة فى إطار النظام الإقليمى، كما تحركت الشقيقة الكبرى مصر فى إطار تقريب المواقف فى المحيط العربي، فمصر علاقتها قوية جدًا مع سوريا وتمكنت بالتنسيق مع السعودية من إعادة سوريا إلى مقعدها، ولعل كون الرئيس عبدالفتاح السيسي من أوائل الواصلين للمملكة هى رسالة أن فخامته يريد أن يعيش الأجواء منذ البداية، والحضور المصري كما نعرف وعلاقة الشراكة «المصرية -السعودية»، ليست على مستوى القادة فقط بل وعلى مستوى الشعب أيضًا، قد لا يكون هذا شيئًا جديدًا ولكن هناك علاقة روحانية بين الشعب المصري والشعب السعودى، فالعلاقة فيها جانب روحانى وهذا الجانب فيه سمو، عندما تلتقى الشعب السعودى والشعب المصري فى هذه العلاقة نحن ننظر إلى علاقة حرمين، والحرمان هما علاقة سمو وعلاقة ارتقاء سقفها  ليس فقط السماء ولكن ما بعد السماء، وبالتالى هذه العلاقة الروحانية انعكست على العلاقة الشعبية نرى كيف هناك تلاحم وتآخٍ وتأزر وتجاوز فى بعض الأحيان من هنا وهناك. 

وأضاف: أتصور نحن اليوم فى هذه العلاقة الشعبية والاستراتيجية ارتفعنا ووصلنا لمرحلة النبوغ والنضوج الذي يُعتبر نموذجًا يُحتذى به، مصر تحركت فى المحيط العربى بالتنسيق مع المملكة وظهر عندنا مُعطى وهو معطى الحضور السورى، المملكة تحركت بالمحيط اليمنى وحصل حوار «يمنى - يمنى» نرى اليوم نتائجه.. المملكة تحركت أكثر فى المحيط السودانى أيضا. 

وفى شأن الوضع بالسودان قال الحامد: إن الحراك الاستباقى والتحذير الذي حدث فى جدة كان تحذيرًا على جانب المسار الإنسانى والمسار السياسى، لم نشعر بالمسار السياسى خاصة بعد أن عادت الأطراف وبدأت المناوشات ولكن فى تصورى لدىَّ شعور مبنى على معلومات أن هناك اختراقًا «سودانيا - سودانيا» سيحدث خلال هذه القمة .. لماذا؟ لأنه لا يوجد الآن مفهوم العداء الدائم أو الحوار الاستراتيجى هناك فكر ونضوج عربى فلنرتفع قليلًا ونسمو كثيرًا ونحاول معالجة الأمور من زوايا بعيدة وبآليات جديدة عندنا قواسم مشتركة ننطلق منها واختلافات نضعها فى إطارها، واليوم أستطيع التأكيد أن نسبة الاختلافات لا أقول أنها صفرية لكن الأزمات صفرية والخلافات تكاد تصل للصفر ..

وأضاف: من خلال 40 سنة فى القمم العربية نلاحظ أن النبرة مختلفة، لا يوجد تمرير بين السطور، هناك إجماع على الحل وعلى أنه يجب أن نتعامل مع المرحلة وفق التوازنات العربية الإقليمية، كفى خلافات.. كفى تشرذم.. كفى حسابات ضيقة.. لأن اليوم المشهد يختلف، مصر تقود المشهد بمنأى عن القوى العظمى. 

وفيما يخص العلاقات مع إيران، أوضح أن هذا هو المفهوم الاستراتيجى المقبل، إنما تحركت المملكة ونسقت مع مصر، بهدف أساسى هو إعادة النظام الإقليمى لمساره لأن النظام الإقليمى كانت فيه عداوات بين أطراف هذا النظام، نحن لا نريد أن ننظِّر على الهواء، نريد وضع الأمور فى نصابها الميدانى.. تحركت المملكة وتعاملت مع العنصر الرئيسى كأنه عنصر عدائى عنصر توتر؛ بالتالى عندما نظمت المملكة القمة «السعودية- الصينية» والقمة «العربية-الصينية» و«الخليجية -الصينية» وحضر فيها فخامة  الرئيس عبدالفتاح السيسي، فهمنا طبيعة تحرك الصين القادم، فالصين عندما تأتى لمنطقة لا تأتى لإذكاء الحروب ولا تأتى لإذكاء الحروب بالوكالة، بل تأتى بمشاريع اقتصادية ورفاهية وتأتى بالحل، عندما نتحدث عن حلول نحتاج لبعض الوقت فنعود إلى المنطقة، والمملكة تحركت فى النظام الإقليمى، عندما يتحلحل الوضع فى النظام الإقليمى لدينا حل على المستوى السورى والذي لعبت فيه مصر دورًا كبيرًا، والمملكة لديها حل على مستوى الازمة اليمنية، وبالنسبة للأزمة السودانية كما ذكرت سيكون فيها اختراق وأستطيع أن أؤكد أن الأزمة اليوم ستكون أمام منظومة إقليمية قوية تستطيع التعامل مع الغرب.

وأضاف الحامد: إن ملف عودة سوريا للمحيط العربى ومشاركة الرئيس بشار الأسد فى هذه القمة لحظة تاريخية لكنها بحاجة لمسارات؛ فالأزمة السورية دخلت فيها عناصر إقليمية فيها ميليشيات وقوات أجنبية والحل ليس بالعصا السحرية بل يبدأ بنقطة، نحن متفقون أن الخطوة الأصعب بدأت الآن فى عملية حلحلة الأمور فى سوريا وفق عملية «عربنة» الحل فى سوريا وليس «غربنة» الحل؛ لأنه ماذا فعل الغرب فى سوريا تركها تأكل بعضها.

وتابع، فى لبنان فإن الفراغ الرئاسى سينتهى قريبا لأن حل الأزمة السورية فى معادلة «سين ــ سين» وأنت تعلم قصدى بـ «سين ــ سين»، من خلال هذا «الباكدج» إيران ــ السعودية هناك قياس للأداء والأمير محمد بن سلمان يتحرك وفق قياس الأداء، والهدف ليس قمة جدة بل الهدف للأمام، وكيف يعود السلام والأمن فبدون سلام ليس هناك أمن وبدون أمن ليس هناك استقرار وبدون استقرار ليس هناك تنمية ورفاهية.

وأضاف الحامد: نعم هذا كان المشهد فى أيام الراحل حافظ الأسد، هذا المثلث «مصر ـ السعودية ـ سوريا» هو الذي يقود المرحلة ونحن لا نتحدث عن محاور، هذا المثلث عندما يعود سيصبح هناك مثلث عشرينى يعنى 22 دولة تتحرك: إذا جيبوتى ضعيفة اقتصاديًا نتحرك جميعًا إذا السودان عنده إشكالية نتحرك جميعًا، لماذا يترك الصومال، لكن كما قال سمو وزير الخارجية هناك ابتكار لآليات جيدة لوضع حلول لهذه الأزمات التراكمية نحن عندما نقرأ البيان الختامى نتعب، أنا ممكن أجيب البيان الختامى لعشرين سنة وأسقطه وأقول أن «الإخبارية» تنفرد لكن البيان الختامى اليوم هناك معطيات جديدة .. لا ننسى الهدف الصهيونى العالمى بوضع القضية الفلسطينية فى ذيل الملفات، لكن القضية الفلسطينية تتصدر المشهد.