الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

برًا وبحرًا وجوًا مصر تواصل ملحمة إجلاء العالقين فى السودان وحقن دماء الشعب الشقيق

برًا وبحرًا وجوًا.. تواصل السلطات المصرية جهودها الجبارة من أجل إجلاء العالقين بالسودان وإدخالهم الحدود المصرية وتوفير جميع الخدمات لهم بالتوازى مع الخطوات السرية للعمل على فرض التهدئة فى السودان.



على رأس الجهود التى بُذلت خلال الأيام القليلة الماضية التحركات المكثفة للرئيس عبدالفتاح السيسى التى تتسم بالحكمة والإنسانية والهدف الواضح الصريح القائم على حقن دماء السودانيين دون فرض التدخل فى شئونهم الداخلية، ومن بين تلك المجهودات -حتى كتابة تلك السطور- استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسى للفريق أول «توت جلواك» مستشار رئيس جمهورية جنوب السودان للشئون الأمنية، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

 

صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمى، أن الفريق أول «توت جلواك» سلم الرئيس عبد الفتاح السيسى رسالة من أخيه رئيس جنوب السودان «سلفا كير»، حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى استعراض تطورات الأوضاع فى السودان، والتشاور حول الجهود الرامية لتسوية الأزمة حفاظًا على سلامة وأمن الشعب السودانى الشقيق.

وخلال اللقاء، تمت الإشارة إلى خطورة التحديات التى تواجه السودان فى هذا الصدد على الأصعدة الإنسانية والأمنية والسياسية، مع تأكيد أهمية تشجيع الأطراف السودانية على تثبيت الهدنة والانتقال إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار، بما يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة، وإفساح المجال لإطلاق حوار بناء لحل الخلافات وتسوية الأزمة، ومن ثم استكمال المسار الانتقالى والعملية السياسية، على النحو الذى يحافظ على وحدة وتماسك الدولة، ويحقق تطلعات الشعب السودانى ويصون مصالحه العليا.

كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، «مايك تيرنر» رئيس اللجنة الدائمة لشئون الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكى، وبرفقته وفد كبير من أعضاء اللجنة من الحزبين الجمهورى والديمقراطى، وذلك بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة، و«جون ديروشر» القائم بأعمال السفير الأمريكى بالقاهرة.

وأكد الرئيس السيسى موقف مصر من التطورات الجارية بالسودان، من حيث ضرورة وقف إطلاق النار على نحو دائم وشامل، والشروع فى حوار سلمى يؤدى إلى استكمال المسار الانتقالى، على النحو الذى يرتضيه الشعب السودانى الشقيق، ويجنبه المعاناة الإنسانية، ويتيح له المضى قدمًا فى مسار الاستقرار والتنمية.

دبلوماسيًا.. قامت وتقوم وزارة الخارجية المصرية بتعليمات وتوجيهات مباشرة من الرئيس السيسى بالعمل بأقصى طاقة لفرض حل سريع للأزمة السودانية بشكل يرضى جميع الأطراف المتصارعة لضمان الحل النهائى للوضع فى الدولة الشقيقة، ومن ضمن تلك الجهود لقاء سامح شكرى وزير الخارجية، فى العاصمة نيدجامينا مع الرئيس التشادى محمد إدريس ديبى، فى مستهل الزيارة التى يقوم بها إلى كل من تشاد وجنوب السودان.

الرئيس التشادى أعرب خلال اللقاء عن تقديره البالغ لمبادرة رئيس الجمهورية بإيفاد وزير الخارجية إلى دولة تشاد فى هذا التوقيت المهم الذى يواجه فيه السودان الشقيق تحديًا أمنيًا وسياسيًا فى غاية الخطورة، وتطلع تشاد للتنسيق مع مصر من أجل تشجيع الأطراف السودانية على تثبيت والالتزام بوقف شامل بإطلاق النار يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الإغاثة، فضلاً عن إفساح المجال لإطلاق حوار بناء لحل الخلافات بين الأطراف السودانية.

واستعرض سامح شكرى الجهود والاتصالات التى قامت بها مصر منذ بداية الأزمة، على المستوى السياسى من خلال التواصل المباشر مع طرفى النزاع لتشجيعهم على وقف إطلاق النار، ومعالجة أسباب الخلاف من خلال الحوار، وعلى المستوى الإنسانى من خلال التأكيد على أولوية حقن الدماء وتجنيب الشعب السودانى ويلات تلك الحرب الضروس، كما أوضح شكرى أن مصر فتحت ذراعيها لاستقبال الفارين من جحيم المواجهات العسكرية من الأشقاء السودانيين بأعداد تزيد على 60 ألف شخص، مشيرًا إلى المأساة الإنسانية الكبيرة الناجمة عن تلك الأزمة، والتى تتأثر بها دول جوار السودان بشكل مباشر، الأمر الذى يقتضى تكثيف آليات التشاور والتنسيق، وهو الأمر الذى يحرص عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى.

 

واتفق الجانبان على التواصل عن قرب على مختلف المستويات خلال المرحلة القادمة، وتنسيق المواقف على المستويين الإقليمى والدولى، بهدف وقف الحرب الدائرة والحفاظ على سلامة السودان ووحدته وسيادته.

أعرب وزير الخارجية عن تضامن مصر التام والكامل مع الشعب السودانى الشقيق فى أزمته الحالية، والتى تفاقم من الأزمات المركبة والمتتالية التى يعانى منها السودان على مدار سنوات عدة، مؤكدًا استعداد مصر الدائم لتقديم جميع أوجه الدعم للخروج من الأزمة الراهنة، والعودة بالسودان إلى مسار التهدئة والحوار السلمى، حقنًا لدماء الشعب السودانى، مؤكدًا قلق مصر العميق من استمرار المواجهات المسلحة والخرق المتكرر لإعلانات وقف إطلاق النار المتتالية على النحو الذى يهدد بتدهور متسارع للأوضاع المعيشية الصعبة فى السودان، الأمر الذى يعلى من أهمية تضافر جميع الجهود العربية فى سبيل إعلاء مصلحة الشعب السودانى ووقف الأعمال العدائية والمسلحة الجارية، واللجوء إلى الحوار لمعالجة جذور الأزمة وحل الخلافات التى ساهمت فى اندلاع الاشتباكات.

وأشار «شكرى» إلى أن مصر بما لديها من تاريخ وروابط سياسية واقتصادية وإنسانية متجذرة مع السودان حريصة كل الحرص على حقن دماء الشعب السودانى، وعودة الاستقرار والهدوء له وتدعم جميع الجهود اللازمة لإيجاد حل سودانى مدعوم عربيًا، يضمن الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، وعدم التدخل فى شئونه الداخلية، والتعامل مع أزمته الحالية باعتبارها شأنًا داخليًا سودانيًا، وضرورة أن تتسم أية عملية سياسية فى السودان بالشمول فى تناول الملفات الشائكة والمتشابكة.

أما على مستوى عمليات الإجلاء وتقديم الدعم للمصريين والسودانيين وغيرهم من القادمين من السودان.. فمن ضمن تلك الجهود وصل عدد من العالقين المصريين وآخرين من الجنسيات المختلفة من ميناء بورتسودان السودانى بواسطة سفينة مصرية.

وقالت السلطات المصرية إن السفينة وصلت إلى ميناء سفاجا البحرى، وكانت تقل عددًا كبيرًا جدًا يصل إلى 270 مواطنًا مصريًا، بالإضافة إلى عدد من الجنسيات المختلفة، مشيرة إلى أن الجهود المصرية لم تتوقف على مدار الساعة منذ بدء الاشتباكات فى السودان الشقيق.

وأوضحت أن الجهود المصرية تكللت بإجلاء العديد من الجالية المصرية من السودان إلى أرض الوطن بسلام، عبر معبرى قسطل وأرقين والعديد من الطائرات، منوهة بأن الجالية المصرية فى السودان تتخطى أعدادهم 10 آلاف مواطن مصرى.

وشددت على أن الجهود المصرية أثبتت أن أبناء وكرامة المواطن المصرى على رأس أولويات الدولة، وتجسدت حقيقة أن المواطن المصرى هو شعار الدولة المصرية، بحيث تشكلت خلية أزمة تضم وزارتى الهجرة والداخلية وعددًا من المؤسسات بهدف تأمين أبناء الجالية المصرية إلى أرض الوطن.

وعلى مستوى مينائى قسطل وأرقين على الحدود بين مصر والسودان فتواصل مصر بجميع أجهزتها عملية تسهيل دخول المواطنين من جميع الجنسيات، وهو الأمر الذى أشادت به جميع الجهات الدولية ومنها وفد أممى يضم ممثلى عدد من المنظمات الدولية الذى قام بزيارة لمعبر قسطل، وقالت الدكتورة نعيمة القصير ممثل منظمة الصحة العالمية فى مصر: قمنا بعدة زيارات مع وزير الصحة والسكان، للوقوف على الخدمات المقدمة من جميع الجهات بالمعبر للعائدين من السودان من غذاء وغيره، كما قمنا بتقييم لعدة مستشفيات تستقبل حالات.

وأكدت نعيمة القصير أن تعاون وزارة الصحة رسيخ لتدريب إخصائيين للدعم النفسى للعائدين الذين تعرضوا للعنف وتركوا كل شىء وراءهم، ونذكر وزارة الصحة بإتاحتها فتح التدريب من المعبر للإحالة حتى المستشفيات، لافتة إلى أن موقف كركر به تقديم كل الدعم والخدمات والعلاج.

وفى سياقٍ متصل، ثمن جيريمى هوبكنز ممثل يونيسيف فى مصر الجهود التى تقودها الحكومة المصرية، قائلاً: نشكر الحكومة المصرية على الاستجابة السريعة وتسهيل عملنا على الأرض، وأود أيضًا أن أشكر الهلال الأحمر المصرى على ما يقومون به من جهود».

كما أعلن اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، أنه يتم لأول مرة تشغيل العبارات ليلاً ونهارًا بين مينائى قسطل وأبوسمبل السياحية منذ افتتاحه فى عام 2014، وذلك بهدف استيعاب الوافدين، حيث تم وضع الشمندورات المضيئة فى المسافة بين مينائى حجر الشمس بقسطل، وأبوسمبل.

وقال محافظ أسوان: إنه بناء على تكليفات القيادة السياسية والحكومة نجحت المحافظة أيضًا بتركيب 45 عمود إنارة اعتمادًا على توليدها من الديزل بالطريق المؤدى لمدخل مرسى ميناء حجر الشمس بقسطل، بالإضافة إلى مرسى ميناء عبارات الوحدة المحلية لمدينة أبو سمبل السياحية بتكلفة 3.7 مليون جنيه لتحقيق السيولة المطلوبة.

وعلى مستوى تقديم الخدمات الصحية  كشفت وزارة الصحة والسكان، عن تفاصيل استعدادات الوزارة لإغاثة النازحين من السودان عبر مينائى أرقين وقسطل فى جنوب البلاد، مؤكدة أنه تم توفير جميع اللوجستيات الطبية للنازحين بالمجان، وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن الفرق الطبية تقوم بمناظرة جميع الوافدين من خلال توقيع الكشف الظاهرى فى عيادات الحجر الصحى بجميع منافذ الدخول الجوية والبرية والبحرية، للكشف عن أى أمراض معدية.

وتابع الدكتور حسام عبدالغفار إنه يتم تسليم لكل فرد كارت مراقبة صحية، متضمنًا عنوان مقر إقامته فى مصر، ورقم هاتف للمتابعة لمدة أسبوعين من تاريخ الوصول وذلك لتتبع الأمراض المعدية، وأنه تم إنشاء قاعدة بيانات مميكنة بالغرفة المركزية لإدارة الأزمات بوزارة الصحة والسكان، لمتابعة جميع الحالات المرضية التى يتم مناظرتها من خلال منافذ الدخول المختلفة، مع رفع درجة الترصد فى عيادات الحجر الصحى بجميع المنافذ البرية والبحرية والجوية فى جميع أنحاء الجمهورية مع زيادة أعداد الطواقم الطبية بها، ودعمها بكميات إضافية من الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأشار إلى تمركز 5 سيارات إسعاف ذاتية التعقيم فى معبر أرقين، و5 سيارات فى قسطل، بالإضافة إلى زيادة عدد العيادات المتنقلة فى منافذ الوصول من 5 إلى 10 عيادات، وزيادة أعداد الفرق الطبية فى تخصصات الأمراض الباطنة، والأطفال، والنساء، مع دعم المنفذين بكميات إضافية من الأدوية والمستلزمات الطبية، للتعامل مع أى حالات مرضية، كما تم رفع حالة الاستعداد فى مستشفيات محافظة أسوان، والمحافظات المجاورة، وإمداد المستشفيات بأعداد إضافية من الأطباء فى جميع التخصصات. بناء على توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان.

ومن جانبه أشار الدكتور عمرو قنديل مساعد وزير الصحة والسكان للشئون الوقائية، إلى تحويل عدد من الحالات المرضية إلى المستشفيات، وخروج عدد آخر بعد تلقى العلاج اللازم وتحسن حالتهم الصحية، وأضاف أنه يتم تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال كما يتم التطعيم ضد أمراض (الحصبة- الحصبة الألمانى - النكاف).

وأضاف أنه تم مضاعفة أعداد فرق الطب الوقائى فى محافظة أسوان والمناطق الحدودية واتخاذ إجراءات مشددة فى مواجهة القوارض ونواقل الأمراض، وتنظيم دورات مستمرة لتدريب الفرق الطبية المتواجدة هناك على ترصد الأمراض المعدية.

وأكد الدكتور عمرو رشيد رئيس هيئة الإسعاف أنه تم رفع درجة الاستعداد والجاهزية لأسطول الإسعاف على جميع المعابر والمنافذ التى تشهد تدفقًا للنازحين جراء الأحداث المؤسفة التى عصفت بدولة السودان الشقيق مؤخرًا، وأضاف: تتسع خطة هيئة الإسعاف المصرية لتشمل الدفع بتعزيزات إضافية من أسطول الإسعاف لمحافظة أسوان فى حالة الاحتياج مؤكدًا امتداد خطة التأمين لتشمل جميع المطارات التى قد تشهد إجلاء جويًا لبعض الحالات الطبية.