الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الرياضة فى خدمة الإنسانية

الرياضة فى خدمة الإنسانية

انتهى شهر رمضان الذى تنهال فيه التبرعات على المستشفيات، وتنشط خلاله الحملات الإعلانية التى تحث الناس على السخاء، وتستخدم فيها جميع الوسائل التى تدفع المواطنين للتعاطف مع المرضى وتجعلهم أكثر إقبالا على العطاء، حيث يقدر الخبراء حصيلة التبرعات فى هذا الشهر بأنها تفوق ما يتم التبرع به على مدار العام كله، ولكن هل يكفى شهر واحد للوفاء بكل ما تحتاجه المستشفيات من اجل استمرارها فى تقديم خدمة جيدة للمرضى وخاصة غير القادرين منهم؟



الإجابة بالقطع لا، فمهما كان حجم التبرعات فإنها لا تكفى لسد الاحتياجات خاصة مع ارتفاع أسعار الأدوية والمستلزمات الطبية وزيادة تكلفه الجراحات، ولا ننسى أن لدينا مستشفيات تحتاج إلى الأموال والعطايا أيضا ولكنها لا تعلن عن نفسها سواء لأسباب قانونية أو بيروقراطية أو لعدم قدراتها المالية على دفع ثمن الإعلانات مثل المستشفيات الحكومية وقصر العينى وعين شمس والدمرداش وأبو الريش والعباسية للصحة النفسية ومستعمرة الجذام وغيرها، ولهذا فإننا نحتاج إلى مبادرات مبتكرة من أجل جمع الأموال لهذه المستشفيات، ولكى نجعل من عطاء رمضان مستمرا طوال العام، وعلى سبيل المثال لفت نظرى ما حدث فى إنجلترا الأسبوع الماضى عندما أقيمت مباراة كرة قدم بين منتخبى انجلترا واستراليا للسيدات برعاية الاتحاد الإنجليزى للتضامن مع مرضى ألزهايمر.. وارتدت خلالها عدد من اللاعبات «تى شيرتات» لا تحمل أرقاما أو أسماء فى إشارة لأبرز مظاهر هذا المرض وهو نسيان المصابين به معظم تفاصيل حياتهم، وفى الشوط الثانى ارتدى كل فريق «تى شيرتات» الفريق الآخر فى إشارة ثانية لما يعانيه ضحايا المرض من ارتباك وعدم القدرة على تذكر الأشخاص المحيطين بهم والأحداث التى مروا بها، وتم تخصيص دخل هذه المباراة لمصلحة جمعية ألزهايمر الدولية، ولنفس الغرض سيلعب منتخبا إنجلترا وأستراليا للرجال مباراة مماثلة يوم 13 أكتوبر، فلماذا لا نفكر فى مثل هذه المبادرات الإنسانية؟، مثلا ماذا لو لعب فريقا الأهلى والزمالك مباراة خيرية يخصص دخلها من بيع التذاكر والبث التلفزيونى وإعلاناتها لواحد من مستشفياتنا التى تحتاج إلى تبرعات كبيرة؟ ولماذا لا يحاول الاتحاد المصرى لكرة القدم الاتفاق مع المنتخبات الشهيرة لإقامة مباريات يذهب عائدها للأعمال الخيرية؟ أو تستضيف الأندية المصرية الشعبية فرقا أجنبية عالمية من الدوريات الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والفرنسية والألمانية لإقامة مباريات ودية يخصص مردودها المالى فى نفس الاتجاه، حيث يمكن استضافة هذه الفرق فى فترات الإعداد للموسم القادم، أو عند توقف الدوريات فى أعياد الكريسماس، وأعتقد أن المنتخبات والأندية الأوروبية لن ترفض المساهمة فى هذا العمل الانسانى إذا تم تنظيمه والإعداد والدعاية له بشكل لائق، نفس الأمر يمكن أن يتكرر مع الفرق العربية خاصة فى دول الخليج حيث توجد جالية مصرية كبيرة يمكنها حضور المباريات والمساهمة فى التبرعات إذا أقيمت المباريات هناك، بجانب أندية دول المغرب العربى التى تحظى بشعبية جارفة فى دولها ما يعطى المباريات زخما كبيرا، نستطيع أن نقيم مثل هذه المباريات مرة كل شهر ونضمن بذلك دخلا متواصلا وعطاء مستمرًا.

ما أقترحه ليس غريبا على الوسط الرياضى المصرى فقد كانت هناك تجربة للنادى الإسماعيلى بعد حرب 1967 عندما قام بجولة فى الدول العربية ولعب عدة مباريات تم تخصيص دخلها للمجهود الحربى، فلماذا لا تكرر أنديتنا نفس التجربة ويخصص عائد المباريات للمجهود الإنسانى، ما قام به الإسماعيلى كان قريبا مما فعلته أم كلثوم عندما أحيت حفلات فى الدول العربية لصالح المجهود الحربى وهو ما يمكن أن يسير على نهجه الفنانون الآن من اجل دعم المشروعات الخيرية، نحتاج إلى الابتكار دائما وأن نجعل الرياضة فى خدمة الإنسانية ونستفيد من شعبية كرة القدم فى زيادة التبرعات، ولا ننسى أن تكرار المباريات الودية بين الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى ومن اجل هدف نبيل قد يكون عاملا فى إنهاء حالة الاحتقان التى تتزايد يوما بعد يوم بين جماهير هذه الأندية.