#الريسة_ منى

توتر وحزن مع ترقب وشغف ومتعة بتفاصيل الصورة والأداء التمثيلى والحركة والحبكة المتماسكة التى تُشبه أحداثها موج البحر، مشاعر مختلطة تشعر بها كمشاهد وأنت تتابع مسلسل (تحت الوصاية) الذى يُعرض خلال موسم رمضان 2023.

عمل فنى يوصف بالسهل الممتنع، فهو مُعقد فى تفاصيله وفى نفس الوقت يصل لك بانسيابية، أشبه بموج البحر داخله عاصف وخارجه هادئ، لكنها تفاصيل ممتعة تلمسها من الصورة، على سبيل المثال، فترى كادرات وزوايا أشبه باللوحات الفنية تحكى وتعبر عن حالة الشخصيات وتُكمل لك المعنى المراد إيصاله من المشهد، وأيضا حركة الكاميرا التى تعايشك أكثر مع الأحداث والشخصيات، فكثيرا منها حركة غير ثابتة تتنقل مع الشخصيات وتتحرك مع حركتهم لتُشعرك أنك معهم وتتحرك مثلها، إلى جانب ملابس العمل فهى رسم جسمانى دقيق للشخصيات، فترى «حنان» التى تجسدها «منى زكى» ترتدى ملابس امرأة تعانى من الشقاء والتعب كما تناسب تلك الطبقة الاجتماعية بدون أى مكياچ ما يؤكد نقاءها وجديتها وتعاملها كرجل وليس امرأة مدللة، أما الصيادين الأربعة ويجسدهم «رشدى الشامى وخالد كمال وأحمد عبد الحميد وعلى صبحى»، فترى ملابسهم التى تحاكى ملابس الصيادين بدقة من الأحذية الخاصة بهم والقمصان الفضفاضة.

وكل تلك الواقعية لن تتوج إلا بأداء تمثيلى متقن لشخصيات العمل وخاصة شخصيتين وهما «منى زكى» فى شخصية «حنان» التى تعبر بنبرة صوتها المنكسرة وتعبيرات وجهها الحزينة ولغة جسدها التى تحاكى ضعفها وشقاءها فترى مشيتها البطيئة وانحناءة ظهرها فى بعض الأحيان وحركة يدها على الحجاب التى تعكس توترها وكذبها على من حولها، وتلمس تلك الانسيابية والقوة فى الأداء فى مشهد تلقيها حقيبة زوجها المتوفى ولمسها لملابسه باشتياق ممزوج بالحزن والدموع تذرف على وجهها بصدق يعكس وجع حقيقى كأنه واقعها، فهى حقا فنانة ذكية صادقة متمكنة من أدواتها التمثيلية، أما الشخصية الأخرى فهو «عمر شريف» الذى يجسد دور ابنها «ياسين»، تصدقه كمشاهد وتتعاطف معه وتحب حنانه على أخته الرضيعة وتتوجع لكونه طفلًا يتحمل تلك المسئولية، فهو الصدق الذى يميز تفاصيل هذا العمل الفنى،  الصدق الذى يمثل أسرع طريق للوصول لوجدان المشاهدين فيتأثرون بالعمل كليا ويتابعونه بشغف واستمتاع مثلما حدث مع (تحت الوصاية).