الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الوثائقية.. شاهد على العصر

الوثائقية.. شاهد على العصر

دشن ووثق المصرى القديم على جدران المعابد قصته وحكى روايته للعالم ولمن أتى من بعده، وحفظ تراثه الإنسانى من العبث فلولا جداريات تلك المعابد والقصص المصورة عليها، ولولا البرديات التى دون فيها كل شيء، ربما كان تاريخ المصرى القديم فى مهب الريح، وربما اقتات عليه البعض ونسب عظمة أفعال أجدادنا لنفسه، من هنا جاءت أهمية التسجيل والتوثيق، وبعد آلاف السنين يجيء المصرى الحديث ليدشن أول قناة وثائقية وتسجيلية مصرية وهى القناة «الوثائقية» ليصور ويسجل من خلالها وقائع تاريخه الحديث قبل أن يتم تزييفه، ويترأسها المخرج والروائى شريف سعيد، ضمن قطاع الإنتاج الوثائقى بالشركة المتحدة الذى يرأسه الكاتب والإعلامى أحمد درينى، ولتكون الوثائقية بمثابة شاهد على التاريخ قبل أن يتم طمس معالمه عبر تقادم الزمن، لهذه الأسباب أعلن فرحتى الكاملة لانطلاق قناة وثائقية مصرية تقول أن قوة مصر الناعمة لديها شاهد ودليل يسجل ويوثق، ويشير بالبنان لماضٍ عريق وحاضر حاضر ومستقبل واعد.



تابعت بعض الأفلام على الوثائقية التى انطلقت منذ قرابة الأسبوعين والتى تنوعت بين أفلام سير أعلام النبلاء المصريين الذين أثروا الثقافة العربية مثل نجيب الريحانى ويوسف إدريس وهيكل وصالح مرسى، وهذه أعمال أصلية أنتجها قطاع ووحدة الافلام الوثائقية بالمتحدة، وشاهدت فيلمًا عن المسرح القومى ولقاء خاصًا مع أمير حدود داعش أجراه الكاتب المتميز أحمد درينى وهناك أفلام تم الاستحواذ عليها وحاصلة على جوائز عالمية، وننتظر الأفلام التى ستقوم بإنتاجها شركات منفذة لصالح القناة.

كل ما أرجوه ألا تصبح القناة الوثائقية موجهة للمصريين فقط، أريد كل من ينطق بالضاد أن يجد فيه ما يهتم به وببلاده، أريدها أن تؤرخ لمصر والعرب وللطبيعة العربية وكنوزها، فمصر دائما ما يكون تأثيرها أكبر من حدودها، لذلك أرجو ألا يحدنا حدود ولا يتوقف الطموح عند أن تكون القناة مرئية فقط عند الجمهور المصرى ولكى يتحقق ذلك علينا أن نخرج من دائرة ردة الفعل والدفاع عن النفس طوال الوقت، فلا يصح قناة بحجم مصر يكون هدفها الوحيد هو الرد على من يطعن فى تاريخها وسير رجالها، الذود هدف نبيل لكن أن يبقى هو زاد وزواد القناة فذلك سيجعل القناة الوثائقية ذات صبغة محلية.

نقطة أخرى وهى التعاون مع كل الهيئات والجهات المعنية بالسينما التسجيلية والتوثيق من المركز القومى للسينما ومهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة ودار الوثائق القومية والمجلس الأعلى للآثار وغيرها.

أيضا علينا ألا ننسى عرض أفلام مخرجينا السينمائين الكبار الذين بدأوا حياتهم بأفلام وثائقية وتسجيلية مثل داوود عبد السيد وخيرى بشارة وغيرهما، بالإضافة إلى مشايخ السينما التسجيلية أمثال سعد نديم وسمير عوف وعلى الغزولى وسميحة الغنيمى وعطيات الأبنودى وسعدية غنيم وفريدة عرمان وألفريد ميخائيل وغيرهم، فقد تركوا لنا تراثا عظيما من السينما التسجيلية سيثرى عرضه القناة بالتأكيد، ويفتح نفس المخرجين التسجيلين الشباب على إنتاج أفلام جيدة لترى النور وتزامل أفلام مشايخ السينما التسجيلية على نفس شاشة الوثائقية.

فى النهاية.. من لا يوثق حضارته وتاريخه لا يضمن أن من سيأتى بعده سيقول الحقيقة، لذلك عليكم بالتدوين والتسجيل والتوثيق، وحسنا ما فعلت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بإطلاق الوثائقية لتكون تلك القناة هى شاهد العصر.