الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

متى سنتعلم صناعة أغنية مشتركة بشكل صحيح؟!

فى الأيام القليلة الماضية صدرت أكثر من أغنية مشتركة لمجموعة من الفنانين، ولكن برغم الأسماء الكبيرة المشاركة فى كل هذه الأعمال الفنية، إلا أنه لم تستطع أى اغنية منها أن تحقق النجاح الجماهيرى المنتظر، فلم تتصدر أى واحدة منها «ترند» يوتيوب، ولم نجد لهذه الأغانى التفاعل الجماهيرى الذى يليق بالأسماء الكبيرة التى قدمت هذه الأعمال.



 

وأنا أقصد بالتحديد أغانى (السهر والانبساط) لـ«أكرم حسنى» مع «حميد الشاعرى» و«هشام عباس»، و(على وضعنا) لـ«محمد رمضان» و«أحمد ومحمد عدوية»، و(هجوم فجائى) لـ«أحمد شيبة» و«عمر كمال»، فهذه الأغانى لم تتخط نسب مشاهدات أى واحدة منها حاجز الـ 3 ملايين مشاهدة، رغم مرور ما يقرب من شهر على طرحهاعلى المنصات المختلفة.

باستثناء أغنية (يا عراف) لـ»أحمد سعد» و«أحمد زعيم» و«نوردو»، هى الوحيدة التى اقتربت من 10 ملايين مشاهدة، فيما يقرب من 3 أسابيع بعد طرحها للجمهور مباشرة.

ربما يكون نجاح (يا عراف) مستندًا بالأساس على القوة الجماهيرية التى أصبح يتمتع بها «أحمد سعد» فى السنوات الثلاثة الأخيرة، حيث يعتبر هو أنجح فنان جماهيرى على الساحة الفنية حاليا، ويحالفه التوفيق فى كل ما يقدمه، سواء أغانى أو إعلانات، أو مسلسلات، أو أفلام، أو أغانى منفردة.

 ولكن كل هذا على المستوى الجماهيرى.. فماذا على المستوى الفنى؟!

يجب أن نعترف بأننا لا نجيد صناعة الأغانى المشتركة فى الوطن العربى، فأغلب الأغانى المذكورة فى هذا المقال، صنعت وكأنها لمغن واحد، ثم تم تقسيمها على الفنانين المشاركين، حيث يقوم كل فنان بغناء «كوبليه» بنفس الجمل اللحنية التى يغنيها زميله فى نفس الأغنية، وتقريبًا بنفس الكلمات، حتى يكون الاختلاف الوحيد الذى نستمع اليه، هو صوت المغنى فقط!

وهذا ضد مفهوم الأغنية المشتركة، فالأغنية المشتركة من المفترض أن تكون عبارة عن حوار غنائى متبادل بين الفنانين المشاركين، بحيث يكون كل فنان يمثل إضافة حقيقية للفنان الآخر، بحيث لو قمنا بحذف الأجزاء الخاصة بأى مغن فى أى عمل مشترك، يختل الميزان الفنى للأغنية، وتتأثر جودتها، وبالتالى لا يجوز تقديمها للجمهور لغياب العنصر الآخر، ولكن هذا لا يحدث، ولنا على سبيل المثال لا الحصر أغنية (حاجة غريبة) من فيلم (معبودة الجماهير) لـ«عبدالحليم حافظ» و«شادية»، خير دليل.

وحتى لا يتهمنى البعض بأنى أميل لفترة زمنية بعينها، ربما تكون المقارنة ظالمة لأننا نتحدث عن اثنين من عمالقة الفن بشكل عام فى تاريخ الوطن العربى، ولكن منذ عام تقريبًا قدم «أحمد سعد» واحدة من أجمل الأغانى «النموذجية» فى تنفيذ المفهوم الصحيح للأغنية المشتركة فى أغنية (الملوك) مع «دبل زوكش» و«عنبة»، حيث جمعت بين «أحمد سعد» الذى يمثل موسيقى الـ«pop»، مع «عنبة» الذى يقدم الراب على الطريقة المصرية المعروفة جماهيريًا بـمصطلح «المهرجانات»، مع «دبل زوكش»، ولكل واحد منهم فى الأغنية جمله اللحنية الخاصة به، وأيضا كلماته الخاصة، وكذلك الأداء المتميز الممزوج بسلاسة تامة، وإذا قمنا بإزالة أى واحد منهم من العمل، فسيختل الميزان الفنى للأغنية وتقل جودتها، ولذلك هى نموذجية وحققت أكثر من 85 مليون مشاهدة، بخلاف الشهرة العالمية التى حققتها بعد عرضها فى مسلسل (moon knight).

وبالحديث عن أغنية (السهر والانبساط)، فالأغنية بخلاف أنها لا تنطبق عليها معايير الأغنية المشتركة، ولكنها فى الوقت ذاته جاءت متوقعة، بنفس الطريقة التى يستخدم فيها «أكرم حسنى» للكورال النسائى فى كل أغانيه، بالإضافة إلى إعادة تدوير الأغانى التى ترتكز على أحاسيس «النوستالجيا» فلم تأت الأغنية بجديد، ولن تفيد كل محاولات تسويقها عبر المواقع الإخبارية والإعلامية، لأنها كعمل فنى لم تكن على نفس مستوى الأسماء المشاركة به.

كذلك فى أغنية (على وضعنا) برغم أن طريقة غناء «عدوية الصغير» مختلفة عن غناء «الراب» الذى يقدمه «محمد رمضان»، ولكن يظل تواجد «عدوية الكبير» مجرد تواجد شرفي غرضه الزخم التجارى والجماهيرى لنجوميته الكبيرة، ولو قمنا بإزالة مقاطعه من الأغنية فلن تتأثر جودتها بأى شكل من الأشكال، بل ربما تكون الأغنية أفضل!

ليظل السؤال بدون إجابة حتى الآن.. متى سنتعلم صناعة أغنية مشتركة بشكل صحيح؟!