الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الأهلى والزمالك وفقًا لمنطق أرسطو

الأهلى والزمالك وفقًا لمنطق أرسطو

قمّة الأهلى والزمالك التي تقام مساء اليوم- السبت- على ملعب استاد القاهرة ليست فقط خارج التوقعات والتنبؤات والحسابات؛ بل إنها ضد المنطق الأرسطى نفسه، فالمقدمات فيها لا تؤدى إلى النتيجة فى معظم الأحوال.



فالأهلى- وفقًا للمنطق والقياس الأرسطى- هو الأفضل والأكثرُ هدوءًا وانسجامًا.. المقدمات تؤدى إلى نتيجة تقول إنه الأحق بالفوز وتوسيع الفارق مع الزمالك قبل دخول الدور الثانى من المسابقة وفقًا لنتائج مبارياته الأخيرة، إنه يجنى ثمرة الاستقرار مع السويسرى «كولر» لتربُّعه على قمّة جدول الدوري هذا العام بفارق مريح (5 نقاط) وصعوده للمباراة النهائية فى مسابقة كأس مصر، إلى جانب عودة الثقة لنجومه مع انضمام قوات إضافية فى موسم الانتقالات الشتوى وبروفة مباراة سموحة الأخيرة تأكيد لما سبق، ولهذا فإن النتيجة المتوقعة هى فوز الأهلى فى هذه المباراة.. هذا الفوز الذي يمنحه طاقة إيجابية قبل خوض مونديال كأس العالم للأندية الذي يقام بالمغرب، وعلى عكس ذلك يدخل الزمالك المباراة وسط دوامة من التخبط الفنى وتراجُع مستوى أوراقه الرابحة وتحقيق نتائج هزيلة على مدار مبارياته الثلاثة الأخيرة، وكلها مقدمات تؤدى إلى نتيجة واحدة وهى الخسارة والدخول فى نفق مظلم.

لكن بعيدًا عن التوقعات والتنبؤات والحسابات والمنطق الأرسطى اليونانى والمنطق السويسرى والبرتغالى؛ فإن السلاح الأقوى فى هذه ا لمباراة هو التركيز والهدوء والدوافع والحالة الفنية لنجوم الفريقين لتوافر العديد من الأوراق الرابحة فى صفوف الأهلى والزمالك والمناخ يهيئ لمَولد نجوم جُدُد فى المباراة.

كل الشواهد تقول إن الأهلى يعتمد على خَط وسطه الحديدى الذي يضم «ديانج وعمرو السولية وحمدى فتحى» والحالة الفنية لهذا الثلاثى ووجود قوة احتياطية متحفزة مثل القادم «مروان عطية» مع خبرات الجناح الطائر «معلول»، بينما يعتمد الزمالك على حالة الثلاثى «فتوح وإمام عاشور وأحمد مصطفى زيزو» فى الخطوط الثلاثة ومعهم «الجزيرى» وغياب «فتوح» وتراجُع مستوى «عاشور وزيزو» وغيبوبة «الجزيرى» كانوا وراء تدنّى مستوى الزمالك فى المباريات الأخيرة وغياب الانتصار. البرتغالى فيريرا والسويسرى كولر فى مهمة صعبة فى كل الأحوال لفرض الزعامة.. «فيريرا» لا يزال له رصيده عند جماهير الزمالك رُغْمَ تخبُّطه فنيًا فى الفترة الأخيرة وإصراره على مشاركة لاعبين ضد رغبة الجماهير والإدارة فى غير مراكزهم، فى حين وصل «كولر» إلى عتبة الفهم الكامل لعناصر فريقه والآن يقف على التراك السليم على مستوى اختياراته وخططه الفنية.

قمّة الأهلى والزمالك فى النسخة 64 من منافسات الدوري المصري هى القمة (125) فى تاريخ مواجهات مسابقة الدوري؛ حيث التقى الفريقان وجهًا لوجه فى 124 مباراة سابقة، كانت آخرها فى الدور الثانى لموسم (2021- 2022)، والتي انتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق.

وفى النسخة الحالية حقق الأهلى 9 انتصارات و4 تعادلات وسَجّل لاعبوه 22 هدفًا وتلقّت شباكه 5 أهداف، بينما حقق الزمالك 7 انتصارات و5 تعادلات وهزيمة وحيدة وسَجّل لاعبوه 22 هدفًا وتلقت شباكه 7 أهداف، وينفرد الأهلى بصدارة جدول ترتيب مسابقة الدوري برصيد 31 نقطة عقب مرور 13 جولة، بينما يحتل الزمالك المركز الثالث فى جدول الترتيب برصيد 26 نقطة.

كل ما يتمناه عشاق الأهلى والزمالك فى مصر والشرق الأوسط أن تخرج القمة (125) بصورة مشرفة تليق بتاريخ الفريقين وأن تسود الروح الرياضية فى ملعب استاد القاهرة وفى حسابات السوشيال ميديا بعيدًا عن أساليب «التحفيل» المسيئة لحضارة الزمالك والأهلى وكتالوجهما الكروى الحافل والخالد، فالأهلى والزمالك هما عنصرا الأمّة كرويًا (أمس واليوم وغدًا).