الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
روزاليوسف المنهج والمدرسة 98 سنة من الفن الصحفى

روزاليوسف المنهج والمدرسة 98 سنة من الفن الصحفى

مؤخرًا أصبحت سيرة الناجحين مَرجعًا فى علوم الإدارة.. مَصدرًا للإلهام الإنسانى.. نماذج بشرية فى كل بقاع الأرض مُهمتها ترك الأثر لمَن خلفهم ليكونوا مَنهجًا لمَن يريد صناعة بصمته فى الحياة.



وإذا تحدّثنا عن السيدة روزاليوسف.. علينا أن نضعها فى الموضع الذي يليق بها كونها أيقونة إنسانية صهرتها هذه الأرض التي جاءت إليها طفلة وأنتجها هذا المجتمع الذي أصبحت من خلاله نجمة المسرح الأولى وخلدتها هذه الأمّة المصرية العظيمة كرائدة نسائية أدركت معنى الخلود من باب صاحبة الجلالة، ومن باب روزاليوسف عبَرت كل المواهب الفكرية والصحفية والثقافية.

هنا المَدرسة الكبرَى فى الصحافة العربية التي نفتخر بالانتماء إليها.. هنا أصبحت الصحافة (فن) يُتقن ونجومًا تُصنَع ومُختبرًا سياسيًا على مَدار عُقود يوثق ويحلل ويكشف ويُفَجّر قضايا مصر والمصريين.. قضايا العرب والعروبة.. قضايا العالم والإنسانية.

أعطت هذه السيدة روحَها لهذه الدار فظلت ساكنة جُدرانها.. يبدأ إصدارُها الأصيل الذي يحمل اسمَها منذ العام 1925 عامَه الـ 98 وهو فى عُنفوان شبابه.. هذه هى مَدرسة الإدارة التي أبدعتها روزاليوسف عندما جعلت من المبدع الكبير إحسان عبدالقدوس رئيسًا لتحرير الإصدار السياسى الأهم وهو فى الثلاثينيات وامتدت التجربة إلى «صباح الخير» عندما شيدها الأستاذ العظيم أحمد بهاء الدين وهو فى الثلاثينيات فغيّرت مجرَى الصحافة المصرية فى الخمسينيات ليصبح الأستاذ الاستثنائى محمد حسنين هيكل رئيسًا لتحرير الأهرام وهو فى الثلاثينيات أيضًا بَعد مروره من هنا من بوابة روزاليوسف وقد سبقه فى المرور العظيمان على أمين ومصطفى أمين اللذان أنتجا مَدرسة «أخبار اليوم» الصحفية.

نعم ودون أى مُبالغة.. تكونت چينات الصحافة المصرية الحديثة داخل مَدرسة روزاليوسف الصحفية.. قبل روزاليوسف كانت الصحافة دعائية وبَعدها أصبحت الصحافة تُعَبر عن الرأى العام.

هنا كانت معارك الحرية ضد الاحتلال والقصر الملكى.. هنا كان فَجْرُ ثورة 23 يوليو يُبشر به إحسان عبدالقدوس بكتاباته السياسية التي أسّست مَدرسة الكتابة السياسية فى الصحافة المصرية.

هنا شهدت هذه الدارُ على معارك الحق والحرية والانتصار من الستينيات إلى السبعينيات ومن هنا تغيرت الصيغة الصحفية من خلال معارك روزاليوسف فى التسعينيات.

هنا كان النذيرُ من الفوضَى والإرهاب فى العقد الأول من الألفية.. وعند لحظة الاختيار.. اختارت روزاليوسف الانحياز للوطن وكانت ولا تزال معركتها الوجودية ضد جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت فى طليعة الصفوف بمواقفها الواضحة التي لا تَعرف المساحات الرمادية مؤيدة وداعمة لثورة الشعب المصري العظيمة فى الثلاثين من يونيو 2013 ولا تزال تقف فى قلب المشروع الوطني المصري الذي أنتجته ثورة يونيو.

وهنا كان التأصيل والتوثيق للجمهورية الثانية.. الجمهورية الجديدة.. الجمهورية المصرية الحديثة.. الجمهورية القابلة للبقاء.. التي تحفظ مكان مصر ومكانتها بين الأمم فى ظل ظرف عالمى بالغ الصعوبة.

تبدأ روزاليوسف عامَها الـ 98 وهى حافظة لتراث السيدة مؤسِّسة الدار التي قالت للرئيس عبدالناصر ذات يوم إن الحرية هى الرئة التي يتنفس بها المجتمع، ومن قولها وتراثها نمضى فى ظل الجمهورية الجديدة التي تتسع للجميع والتي أعلنت منهجها فى خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي إن «الخلاف فى الرأى لا يفسد للوطن قضية».

كل عام وكل أبناء المؤسّسة العظيمة وكل أبناء الصحافة المصرية وكل قراء روزاليوسف على مَرّ العصور بخير.