الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
معالى زايد.. وجه من السكر

معالى زايد.. وجه من السكر

لن تفشل أبدًا فى أن تعثر عبر ملامح البشرة أو خطوط الوجه أو الابتسامة السُكر على سُمرة النيل،  معالى زايد.. تلك الحبة السمراء التى نبتت وترعرعت فى عائلة ورافة الظلال الفنية فوالدتها الفنانة الكبيرة آمال زايد صاحبة الدور الأشهر (الست أمينة) زوجة السيد أحمد عبدالجواد فى ثلاثية نجيب محفوظ بين القصرين وقصر الشوق والسكرية،  وخالتها الفنانة جمالات زايد وخالها السيناريست القدير محسن زايد،  إذن فقد شربت ورُوت تلك الحبة السمراء حب الفن فلم يكن غريبًا عليها أن تتخرج فى كلية التربية الفنية ثم التحقت بالمعهد العالى للسينما ليكون الفن التشكيلى والسينما هما جناحاها للتحليق فى سماء الجنون الفنى، وساعد فى ذلك أن أول أدوارها السينمائية كان مع من يماثلها جنونًا وهو المخرج رأفت الميهى فقدمت معه ثنائية فنية أحب أن أسميها: ثنائية الفن والجنون،  وأشهر أعمال هذه الثنائية كانت أفلام؛ للحب قصة أخيرة،  والسادة الرجال،  وسمك لبن تمر هندى، وسادتى آنساتى.



شهر نوفمبر هو شهر الميلاد وهو أيضا شهر الرحيل،  وعبر مشوار عمر مدته 61 عاما قدمت معالى زايد رصيدًا فنيًا متنوعًا بين السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة والفن التشكيلى، حصدت من خلالها الجوائز والأهم من الجوائز حب الناس،  كانت بملامحها المصرية جدا قريبة من الناس لا يرونها فنانة تعيش فى برج عاجٍ بل واحد منهم،  تشبههم كثيرًا فهى الحنونة الرقيقة ذات نبرة الصوت الحريرى، وهى أيضًا المجنونة التى لا تتوقف عن الصراخ بنبرة صوت حادة،  تشبهنا تمامًا حين نكون حالمين وحين نكون صارخين،  لا تشك فى إنها بنت بلد،  لكن هذا لا يمنع أن تصبح سيدة أعمال مرموقة،  تصدقها فى كل هذا التلون الفنى، لأنها حقيقية،  وتشبه الناس وتعرف ما يحبونه حتى إنها حين سُئلت عن اللقب الذى تتمناه لنفسها فقالت أحب أن يطلق علىَّ الجمهور لقب: قرص طعمية السينما المصرية.

لقب يبدو بسيطًا وغارقًا فى الشعبية لكن إذا تأملته حقًا تجد المعنى الفلسفى فهى ترى أن الفن دوره أن يمتع ويسعد الجمهور،  وأن الفنان ما هو إلا أداة لإسعاد شعبه لا أن يصير الفنان نجمًا يحلق فى سماء بعيدة عن أهله وناسه.. صدقتها تمامًا حين تمنت لنفسها هذا اللقب،  وصدقتها جدًا وهى تلعب دور فاطمة تلك الفتاة الكفيفة فى مسلسل دموع فى عيون وقحة،  وصدقناها حين تحولت من فوزية إلى فوزى فى فيلم السادة الرجال. فى الحقيقة لا تملك حيال موهبة معالى زايد سوى أن تصدقها.

على الرغم من التاريخ الطويل للسينما المصرية؛ فإن هناك أسماء فنية نسائية قليلة ذات وجوه تشعرك بأنك تشاهد وجهًا مصريًا، ما أن تراه حتى تعرف أن هذا الوجه ينتمى لهذا البلد العظيم.. معالى زايد كانت من تلك الوجوه المصرية القليلة كانت كما أرادت مع إضافة بسيطة من عندى: قرص طعمية السينما المصرية المسمسم.