الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
جائزة سقراط المصرية

جائزة سقراط المصرية

فى الأسبوع الماضى فاز اللاعب السنغالى ساديو مانيه بجائزة سقراط التى تمنحها مجلة فرانس فوتبول لأكثر لاعبى كرة القدم مشاركة فى المشاريع الخيرية والأعمال الإنسانية خلال العام الماضى، وهى جائزة تم استحداثها وحملت اسم اللاعب البرازيلى الشهير سقراط الذى توفى عام 2011 عرفانًا وشكرًا له لأعماله الخيرية الكبيرة، بجانب دوره فى مناهضة الحكم الدكتاتورى ونضاله من أجل الديمقراطية فى بلاده خلال سنوات الثمانينيات من القرن الماضى، وسعيه الدائم لأن يكون للحركة الرياضية دور فى خدمة المجتمع وجعله أكثر مساواة وعدلا، وتم الإعلان عن الفائز بها خلال حفل الفائزين بالكرة الذهبية التى تمنح لأفضل لاعب فى العالم خلال العام الماضى، وفاز مانيه بالجائزة التى بدأت لأول مرة هذا العام وأصبح أول المتوجين بها لدوره الإنسانى والمجتمعى الفعال فى بلاده وفى قارة إفريقيا، وكان معه فى المنافسة على الجائزة لاعبنا محمد صلاح لإسهاماته الخيرية فى قريته واللاعب الإنجليزى راشفورد بسبب الدعم الذى قدمه للفقراء فى بلده خلال أزمة وباء كورونا وخاصة الوجبات الغذائية التى قام بتوزيعها على المحتاجين والمتشردين وأطفال المدارس فى المناطق الفقيرة، وأعلنت مجلة فرانس فوتبول أن الجائزة ستقدم سنويا لمن ساهموا بشكل ملحوظ فى الأعمال الخيرية وخدمة المجتمع وقاموا بأعمال تعزز الاندماج فى المجتمعات وقيم المساواة وحماية البيئة ومساعدة الفئات المحرومة والفقيرة والمهددة فى الحصول على التعليم والعلاج والغذاء والسكن وغيرها من الأفعال الإنسانية.



ولكن هل يمكن أن نقدم مثل هذه الجائزة فى مصر ونحتفى بمن يقوم بدور خيرى فى مختلف المجالات؟ على سبيل المثال يمكن أن تقوم وزارة الشباب والرياضة سنويا بتكريم أكثر اللاعبين والرياضيين مساهمة فى الأعمال الخيرية فى حفل كبير يجذب اللاعبين الآخرين إلى المشاركة فى تقديم الخدمات المجتمعية خاصة بعد أن ارتفعت قيمة عقود اللاعبين وأجورهم وأصبحت بالملايين، وهو ما يساعدهم على تقديم المساهمات الإنسانية والتى يمكن أن تتنوع بين بناء المدارس والمستشفيات وعلاج الفقراء وتعليم غير القادرين، نفس الأمر يمكن أن تفعله النقابات الفنية من خلال تكريم أكثر فنان قدم خدمات مجتمعية خلال العام وهو ما يسهم فى تحسين صورة الفنانين خاصة بعد انتشار دعوات فى الفيس بوك ترى أن ما يحصل عليه بعض الفنانين من أجور مقابل مشاركتهم فى الأعمال الفنية مبالغ فيه، كما أنه يؤكد على دور الفن فى تطوير المجتمع، ولو ساهم كل فنان مقتدر فى عمل إنسانى بمسقط رأسه لكان له رد فعل رائع على المجتمع كله، ولا يبتعد عن هذا قيام نقابة الأطباء ووزارة الصحة بتكريم أكثر شخص قام بإسهامات فعالة للمجتمع فى مجال الصحة سواء كان طبيبًا أو رجل أعمال أو مواطنًا عاديًا ما يسهم فى لفت النظر للاحتياجات فى هذا القطاع المهم، الأمر يمكن أن يتكرر أيضًا فى التعليم لو قامت وزارة التعليم ونقابة المعلمين بتكريم من قدم جهدًا ملموسًا فى العملية التعليمية مثل بناء مدارس أو إصلاحها أو دفع مصاريف المدارس للتلاميذ غير القادرين أو تقديم منح مجانية للمتفوقين من الطلبة الذين لا يستطيعون الالتحاق بالجامعات الخاصة أو فى الخارج، كما يمكن للوزارة الاحتفاء بمدرس قدم نموذجًا للتعليم والتربية الحقيقيين، أو تكريم شخص ساعد على محو أمية عدد من المواطنين.

أعرف أن كثيرًا من اللاعبين والفنانين ورجال الأعمال والأطباء ومواطنين عاديين يقومون بأعمال خيرية كثيرة كل حسب قدرته ولا يحبون أن يظهروا أو يتحدثوا عنها ويطبقون الحديث النبوى، لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، وهؤلاء لن يسعوا إلى الإعلان عما قدموه ولكن تكريمهم يغرى آخرين بتقليدهم ويلفت الانتباه إلى أهمية المشاركة المجتمعية والمساهمة فى حل جزء من المشاكل فى قطاعات عديدة، ولذا أتمنى أن أرى جائزة مصرية مثل جائزة سقراط فى كل المجالات.