الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

فى حوار هو الأجرأ له منذ سنوات يحيى خليل: لا مانع من إقامة حفلة مع محمد منير!!

يمكن وصف الموسيقار «يحيى خليل» رائد موسيقى الجاز الشرقى بأنه ذلك الفنان الذى لم يفقد بريقه يوما، فعبر نصف قرن من الموهبة المتفردة والخبرات المتراكمة، والثقافة الموسيقية المتجددة يظل «يحيى خليل» هو النغمة الرشيقة وسط كثير من النغمات النشاز التى تحيط بنا هذه الأيام، وقبل حوالى شهر، تم إضافة تكريم جديد إلى قائمة طويلة من التكريمات التى حصل عليها عبر مشواره الفنى الممتد، حيث تم تكريمه بولاية إلينوى بمدينة شيكاغو الأمريكية من مؤسسة Old Town School of folk تقديرا لإنجازه الفنى الكبير. 



فى حوارنا معه، حكى لنا عن تفاصيل هذا التكريم، وكشف لنا عن مفاجأة صادمة حدثت له العام الماضى، حيث أبلغ بترشيحه لجائزة الدولة لكنه فوجئ بعدم وجود اسمه ضمن المرشحين بعد إعلان الأسماء، وبخلاف ذلك تحدثنا معه عن أحلامه، وفوجئنا أنها لا تقتصر على الموسيقى وحدها، وتمتد أيضا إلى السينما، كما تطرقنا فى حديثنا معه إلى تلك المرحلة التى جمعت بينه وبين «محمد منير» ونتج عنها أربعة ألبومات كتب لها الخلود، حتى احتدم الخلاف، فتم الانفصال، وانتهت التجربة، وسألناه السؤال الذى لم يجرؤ أحد على سؤاله طيلة الخمسة وثلاثين عاما الماضية، هل ينتهى الخلاف بينه وبين محمد منير الذى بسببه تحطمت مشاريع كانت ستغير شكل مسيرة الغناء المصرى»؟ أم سيظل الجمهور يعيش على أطلال تجربة استثنائية بكل المقاييس لم يكتب لها الاستمرار كما كتب لها الخلود؟

بداية حدثنا عن التكريم الذى حصلت عليه مؤخرا فى الولايات المتحدة الأمريكية؟

- هو تكريم حصلت عليه من إحدى المؤسسات التى تعنى بتدريس الموسيقى وأشكال التعبير الثقافى المتجذرة فى تقاليد المجتمعات الأمريكية والعالمية المتنوعة وتحتفى بها، وقد صنعوا لى فيلما وثائقيا رائعا، وثقوا من خلاله مسيرتى الفنية الطويلة، كما أتاحوا لى الفرصة بلقاء الموسيقيين الشباب من خلال ورشة عمل تحدثت فيها عن تجربتى مع موسيقى الجاز، بالإضافة إلى حفل أقمته على هامش التكريم حضره القنصل المصرى بشيكاغو.

هذا التكريم ليس الأول بالنسبة لك، حيث حصلت على العديد من التكريمات على مدار مشوارك فى العديد من بلدان العالم، هل يزعجك أنك لا تلقى ذات التكريم فى مصر؟

- لقد أصبح لدى قناعة بأن التكريم فى مصر يحتاج إلى اشتراطات معينة ليس من بينها أن تكون متفوقا فى مجالك، انظرى ما حدث للفنان الراحل «عبده داغر» هل تعتقدين أنه حصل على التكريم الذى يستحقه حيا أو ميتا؟ الإجابة بالطبع لا، فنحن لا نقدر فنانينا، ولا نحتفى بهم كما ينبغى، ولى تجربة شخصية أثبتت لى ذلك، حينما أبلغت بترشيحى لجائزة الدولة ثم لم أجد اسمى بين المرشحين عندما أعلنت قائمة الترشيحات.

من أبلغك بالترشيح، وكيف علمت بأمر استبعادك؟

- اتصل بى الدكتور «مصطفى الفقى» وقد كان مديرا لمكتبة الإسكندرية، وقال لى بالحرف (مبروك يا يحيى أخدت جائزة الدولة) وعندما سألته عن التفاصيل قال لى أنه أرسل اسمى كمرشح مكتبة الإسكندرية، وعندما أعلنت أسماء المرشحين فى الصحف لم أجد اسمى فاتصلت به، فقال لى إن وزيرة الثقافة السابقة الدكتورة.

«إيناس عبدالدايم» قد شكلت لجنة مصغرة من أجل تصفية أسماء المرشحين تمهيدا لعرض القائمة النهائية على اللجنة المختصة بالتصويت، وأن تلك اللجنة المصغرة والتى لا أعرف هوية أعضائها أزالت اسمى من قائمة المرشحين، ومع احترامى للقائمة النهائية التى بقيت للتصويت فأنا لا أعرف معظمها، بل أجمعت الآراء على أن معظمهم بلا إنجاز حقيقى، فهل هذه آلية يمكن من خلالها تكريم من يستحق؟ إنه منتهى العبث.

منذ سنوات طويلة تقضى نصف العام فى أمريكا ثم تعود إلى مصر لتقيم حفلات الموسم الشتوى فى دار الأوبرا بالقاهرة والإسكندرية، لماذا لا تفكر فى الخروج خارج أسوار الأوبرا؟

- أعتز كثيرا بالأوبرا، لكنى أعلنتها مرارا أن لدى أمنية أن أجوب بموسيقى الجاز قرى ونجوع مصر، وأن أصنع جولات موسيقية فى كل محافظات الجمهورية هدفها الحقيقى هو الوصول إلى عشاق هذا الفن فى كل مكان، وصناعة أجيال جديدة منهم، وليس هدفها التقاط الصور، والترويج لنجاحات وهمية، ومع ذلك لم تلق نداءاتى أى صدى لدى المسئولين على أمر الثقافة طيلة السنوات الماضية، فهناك رغبة فى تحجيم دورى، والتضييق على وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهل يستطيع أحد أن يجيبنى لماذا لا تتم دعوتى للمشاركة فى حفلات مهرجان الموسيقى العربية؟

مؤخرا، أقيمت الدورة الأولى من مهرجان الجاز العربى بمنطقة الدمام فى السعودية، فى رأيك ما الذى ينقصنا من أجل إقامة مهرجان جاز قوى ونحن لدينا «يحيى خليل» رائد فن الجاز العرب»؟

- ينقصنا الإرادة، والوعى بقيمة هذا الفن وأهميته، وأن يكون هذا المهرجان تحت مظلة وزارة الثقافة، فقد حاولت إقامة مهرجان للجاز عدة مرات، وفوجئت أن الفكرة تتم سرقتها وتشويهها، وعندما طالبت أن يكون المهرجان تحت مظلة وزارة الثقافة، وأن تقام فعالياته داخل أسوار الأوبرا، قوبل طلبى بالرفض.

منذ حوالى عام، نشرت على صفحتك الرسمية مقطعا لعزفك أغنية (أشكى لمين)، التى تم طرحها قبل أربعين عاما فى ألبوم (شبابيك) مستبدلا المقاطع التى يغنى فيها «محمد منير» بصوته بعزف على آلة الكيبورد، مما اعتبره البعض ردا متأخرا على ما فعله «منير» من إزالة لاسمك من على الإصدارات الحديثة للألبومات التى قدمتموها سويا..ما رأيك فى هذا الطرح؟

- طرح خاطئ، أولا المقطوعة صدرت فى ألبوم قديم لى، وعندما استمعت إليها المشرفة على صفحتى الرسمية قررت نشرها، ولا علاقة لها بأى رد فعل، ولو كانت لدى النية فى أخذ حقى من التزييف المتعمد للتاريخ كنت على الأقل قمت باللجوء إلى القضاء وهو ما لم يحدث، فهل من الطبيعى أن أقرر الصمت طيلة هذه السنوات ثم يكون ردى بمنشور على الفيسبوك! فبعد أن انتهت علاقتنا – أنا ومنير - بعد ألبوم (وسط الدايرة) سنة 1987 قلت له (عقابك الوحيد أحرمك منى.. مافيش يحيى خليل تانى) وهذا فقط ما فعلته.

لكن المناوشات الصحفية بينكما ظلت لسنوات، وزادت من حدة الخلاف..أليس كذلك؟

- أعترف، فهناك من نفخ فى النار ولا يزال، ظنا منه أنه بذلك يخدم طرفا على حساب طرف، وهى حسبة خاطئة، واستهلكت كثيرا من الطاقة.

رغم كل ما كتب فى الصحافة حول انفصالكما إلا أن السبب الحقيقى والمباشر لما حدث لا يزال مجهولا، فهل لك أن تخبرنا ما هو السبب الحقيقى للخلاف بينك وبينه؟

- المشكلات بدأت بيننا مبكرا، قبل الانفصال بسنوات، ويمكن أن تعتبرى أن رحيل «عبدالرحيم منصور» عام 1984 مهد لهذا الانفصال، لأن «منصور» كان لديه القدرة على تسوية الخلافات، وحل المشكلات قبل تفاقمها، أما السبب الحقيقى فهناك أشياء لا يصح ذكرها الآن بعد مرور كل هذا الوقت، لكن ما أستطيع قوله هو أن «منير» تعجل الربح السريع.

تقصد أن الخلاف بينكما مادى صرف، رغم أن بعض الأقلام ذهبت إلى أن السبب هو رغبتك فى الاستحواذ بالنجومية لك وحدك فما رأيك؟

- أنا جئت من أمريكا إلى مصر منتصف السبعينيات نجم، وكونت فرقتى من قبل انضمام «محمد منير» لها وكنت نجما أيضا، فأى نجومية حاولت الاستئثار بها، وأى نجاح استحوذت عليه، أذكر جيدا واقعة حدثت فى بداية انضمامه للفرقة وأظنه هو أيضا يذكرها، وهى أنه عندما سعى لدى جريدة الأهرام لنشر خبر عنوانه (محمد منير يغنى مع فرقة يحيى خليل) قلت له لا تفعل ذلك مرة أخرى، عندما ستغنى معنا سنضع اسمك أولا ثم اسم الفرقة، وفى الوقت الذى كان يحصل فيه «على الحجار» على 700 جنيه فى الحفلة، و«عمرو دياب» على 400 جنيه فى الحفلة، كانت فرقتنا تحصل على 15 ألف جنيه، يأخذ هو منها 5 آلاف وحده.

لكن خلافك امتد للفرقة أيضا، وقيل وقت صدور ألبوم (برىء) رفضت كتابة أسمائهم على الأغنيات التى قاموا بتوزيعها، وأن «فتحى سلامة» هو موزع معظم الأغنيات ومع ذلك يكتب على الغلاف «فرقة يحيى خليل»؟

- هذا كلام عار من الصحة، العمل فى الفرقة كان جماعيا، والنجاح أيضا كان جماعيا، وبالمناسبة علاقتى طيبة جدا بـ«فتحى سلامة» ودائما ما يتحدث عنى بكل خير، ونتصل ببعضنا البعض من حين إلى آخر.

وهل أغضبك عودة «فتحى سلامة» لقيادة فرقة «منير» مؤخرا؟

- ولماذا أغضب، فالأمر لا يشغلنى على الإطلاق.

وهل إذا طلب منك الانضمام إليهما فى حفلة وإنهاء حالة القطيعة تلك ستقبل؟

- لا أمانع، فدائما ما أقول للوسطاء الذين يأتون إلى راغبين فى حل الخلاف أنى أوافق على إقامة حفلة مشتركة من أجل جمهورنا الذى عشق التجربة، وأحبها، لكن إقامة الحفل المشترك لا تعنى الصلح، فالجرح غائر.

هل من الممكن أن تقام حفلة مشتركة أطرافها متخاصمان؟

- حدثت كثيرا بيننا، وهناك حفلات جمعتنا سويا قبل الانفصال وكنا فى حالة خصام ولم يشعر بذلك الجمهور.

أود أن انتقل معك إلى نقطة أخرى فى النقاش، فقد اكتشفت مصادفة أنك قمت بعمل موسيقى تصويرية لفيلم (مجرم مع مرتبة الشرف) من إخراج «مدحت السباعى»، لماذا لم تكمل فى طريق الموسيقى التصويرية؟

- كان تركيزى أكثر منصبا على إقامة الحفلات فى مصر وخارجها، ولى تجارب موسيقية معدودة فى مجال السينما، وأذكر أنى قمت بتوزيع أغنية «حدوتة مصرية» لكن التوزيع لم يعجب «يوسف شاهين» وقام بتغييره، وعموما يحتاج العمل فى السينما إلى شبكة علاقات واسعة، وبالمناسبة عرض على «خيرى بشارة» دورا فى (آيس كريم فى جليم) ودورا فى فيلم آخر، لكن تعارضت مواعيد التصوير مع مواعيد حفلاتى، ففضلت الحفلات، فالموسيقى دائما عندى فى المقام الأول ويأتى بعدها أى شىء.

وماذا إذا عُرض عليك دور فى فيلم الآن؟ هل توافق على اقتحام عالم التمثيل؟

- أوافق جدا بشرط أن يشكل الدور إضافة بالنسبة لى، ولا ينتقص من تاريخى الموسيقى.

سمعنا أنك تنوى نشر مذكراتك قريبا، فما الذى شجعك على تلك الخطوة، ومتى تصدر المذكرات؟

- شجعنى ما أراه من تزييف يحدث يوميا للتاريخ وأنا لا أزال على قيد الحياة، فقررت حفظ هذا التاريخ فى كتاب، وقد حاول الكثيرون القيام بهذه الخطوة، لكن بعد قراءتى لما يكتبونه أشعر أنه لا يشبهنى، وأوقف المشروع، حتى جاءت الكاتبة الصحفية «منى الشيخ» فاستطاعت بقلمها أن تكتب ما أعنيه حقا، وتعبر عنه، أما عن موعد الصدور، فأنا مقصر فى هذا الأمر بسبب سفرى، وسأحاول جاهدا أن أخصص وقتا من أجل إنهاء هذا المشروع في أقرب وقت.