الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الكرة والكُره

الكرة والكُره

الفارق بين كلمتى كرة وكُره (بضم الكاف وسكون الراء) النقطتين على التاء المقفولة وبغيرهما يتحول المعنى من أداة رياضية إلى الكراهية، والحقيقة أن من لفت نظرى إلى هذه المفارقة اللغوية الكاتب والطبيب النفسى أوسم وصفى الذى كتب على صفحته فى الفيس بوك: «أرجوكم لا تنزعوا النقطتين من على التاء المربوطة فى الكرة»، وهو تحذير أرجو أن يأخذه بعين الاعتبار القائمون على الرياضة فى مصر، خاصة كرة القدم، قبل أن تتحول المنافسة الشريفة إلى البغضاء والكراهية بين الجماهير.



انتهى الدورى منذ أيام قليلة ولكن من المؤكد أنه لم تنته معه موجة التعصب المقيت الذى كاد أن يؤدى إلى عدة كوارث آخرها فى مباراة الإسماعيلى والأهلى عندما قذفت بعض جماهير الدراويش أتوبيسا يقل مشجعى النادى الأهلى بالطوب ثم تبادل جماهير الفريقين الشتائم والسباب الجماعى فى المدرجات وهو ما كان ينذر بما لا يحمد عقباه، صحيح أن الأمر مر بسلام  ولكن ليس «فى كل مرة تسلم الجرة» كما يقول المثل الشعبى، الأمر يحتاج إلى إجراءات وعقوبات صارمة ضد الخارجين عن القواعد والقيم الرياضية والأخلاقية، يقررها اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب ورابطة الأندية قبل بدء الموسم المقبل، وأن تعلن هذه الإجراءات وتخطر بها الأندية، مثل أن أى خروج على الآداب والأخلاق الرياضية من الجماهير يؤدى إلى معاقبة النادى بخصم نقاط من رصيده وكلما تكرر الفعل زادت العقوبة حتى لو انتهى إلى هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية، كما أنه يمكن رصد المتفرجين المشاغبين من خلال الكاميرات التى أصبحت موجودة داخل وخارج الملاعب واتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.

الأمر لا يتعلق بالجهات المسئولة فقط ولكن هناك دور كبير على الأندية ولنا فى أندية أوروبا القدوة، فعند حدوث تنمر من متفرج ضد لاعب أو وصفه بكلمات عنصرية تقوم الأندية بمنع المتفرج من حضور المباريات حتى ولو كان حاملا للتذاكر الموسمية التى تتيح له حضور جميع مباريات الفريق، وهو ما اتخذه نادى تشيلسى مؤخرا ضد متفرج حيث قرر حرمانه من دخول الملعب إلى أجل غير مسمى وذلك بسبب قيامه بسلوك عنصرى مع لاعب نادى توتنهام «سون هيونج مين» الكورى الجنسية، وهو أمر تكرر كثيرا مع الأندية الانجليزية حيث تكون العقوبات رادعة ضد أى تنمر أو عنصرية تحدث فى الملاعب، ولذلك على الأندية وخاصة الكبيرة والشعبية توعية جماهيرها بخطورة الخروج على الآداب العامة أو التنمر والإساءة للاعبى ومشجعى الفرق المتنافسة، ولكن هذا لن يحدث إذا ظلت البرامج الرياضية على حالها فقد كانت طوال الموسم الكروى المنتهى تشجع على التعصب وتزيد من الاحتقان بين الجماهير خاصة بين فريقى الأهلى والزمالك، وكان الضيوف يحاولون إثبات ولائهم لأحد الناديين فيزيدون من الحرائق ويرمون البنزين على النار المشتعلة بدلا من إطفائها، ولم يحاول أحد وأد الفتنة أو إيقافها، بل ترك الأمر للشتائم والسباب دون عقاب، ويزيد من الأمر اشتعالا فقرة التحكيم فى هذه البرامج حيث ينتقد كل حكم التحكيم أو يمدحه طبقا لهواه الرياضى وليس لإظهار الحقيقة وهو ما يؤجج غضب الجماهير التى تستشعر أن هناك ظلما مقصودا يطول فريقها وأن المنافس يفوز دون وجه حق، هذه الفقرة تحتاج إلى ترشيد أو إلغائها إذا ظلت سببا فى زيادة الاحتقان خاصة وان تقنية الفار لم تتمكن من حسم اللعبات الملتبسة فى المباريات بسبب مشاكل تقنية وفنية بجانب أهواء القائمين عليها. 

مر هذا الموسم بسلام ولكن النار تحت الرماد ولا نريد أن نرى مذابح ومجازر مماثلة لما حدث فى بورسعيد والدفاع الجوى، وهو ما نحذر منه فى الموسم الجديد، أضم صوتى إلى الدكتور اوسم واصرخ معه: أرجوكم لا تنزعوا التاء المربوطة من الكرة.