أچندة الوزراء الجدد

منذ أيام أدى الوزراء الجدد اليمين الدستورية وبدأوا فى ممارسة عملهم فى ضوء ما أعلنه الرئيس أن التغييرات الوزارية جاءت بهدف «تطوير الأداء الحكومى فى بعض الملفات المهمة على الصعيدين الداخلى والخارجى والتى تساهم فى حماية مصالح الدولة وتمس بشكل مباشر الخدمات المقدمة للمواطن المصرى»، هذا هو الإطار العام لدورهم ولكن لكل وزارة تخصصاتها وتكليفاتها المحددة، فهل يمكن أن يعلن الوزراء الجدد أچندتهم التى يتعين عليهم القيام بها؟، من حق المواطن أن يعرف ويتابع حتى يستطيع الحكم هل يقوم هذا الوزير بتكليفاته أم إنه مقصر؟

الإعلان عن مهام الوزراء الجدد يساعد فى مراجعة أعمالهم أولا بأول، والكشف عن الخطط المطلوب تنفيذها يجيب على أسئلة تشغل بال المواطن، مثلا وزير التعليم وكان مساعدا للوزير السابق هل سيسير على نفس النهج أم أن لديه خططا بديلة؟ وكيف سيتعامل مع المشاكل التى ظهرت عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة مثل حالات الغش الجماعى فى بعض المدارس، والأخطاء التى يقول بعض الطلاب صدقا أو كذبا أنها وقعت فى تصحيح إجاباتهم؟ وما هى أدواته فى العام القادم لمنع الغياب من المدارس ولجوء الطلاب للدروس الخصوصية فى السناتر؟ وهو ما كشفته تصريحات الطالبة الأولى على الثانوية والتى قالت أنها لم تذهب إلى المدرسة واعتمدت على الدروس الخصوصية، وما هى خطته فى تطوير المناهج؟ وما موقفه من البوكليت؟ وهل لديه خطة لحل أزمة نقص المدرسين وتكدس الفصول بالتلاميذ؟.. ما سبق جزء من أسئلة كثيرة يريد المواطن إجابات عليها خاصة أن عددا غير قليل من المواطنين يتوقعون استمرار الوضع على ما هو عليه لأن الوزير الجديد كان مساعدا للوزير السابق ومنفذا لأفكاره وتصوراته، ولكن أيضا كثيرين لديهم أمل كبير فى الوزير الجديد لأنه كان مدرسا ومر بمراحل كثيرة فى الوزارة ما يجعله ملما بكل التفاصيل ومعايشا لمشاكل التعليم منذ سنوات طويلة.

وزير التعليم العالى وكان أيضا مساعدا للوزير السابق هل لديه منهج واضح للتعليم الجامعى المتنوع بين العام والخاص والأهلى؟ وكيف يمكنه الارتقاء بالجامعات وإعادتها لقائمة أفضل الجامعات فى العالم؟ وكيف يمكنه تطوير البحث العلمى؟ وهل لديه خريطة محددة بالتخصصات المطلوبة فى سوق العمل بحيث يضعها أمام الطلاب المقبلين على الجامعات.

وزير الصحة كان مشرفا على الوزارة لعدة شهور عقب أزمة الوزيرة السابقة، ولذا فإن لديه فكرة شاملة عن احتياجات الوزارة فكيف يمكنه حل مشكلة هجرة وسفر الأطباء، وهل يستطيع التعامل مع مشكلة التكليف التى اشتكى منها الأطباء الجدد؟ وهل يعيد الجسور مع نقابة الأطباء ويتناقش مع مجلسها بعد أن انقطعت خلال فترة الوزيرة السابقة؟ وهل يعيد العلاقة بين الجامعات وكليات الطب والوزارة والتى بها إشكاليات تسببت فيها الوزيرة السابقة خاصة أنه فى الأصل أستاذ جامعى؟.. أما وزير السياحة والآثار وقد كان اختياره محل دهشة للكثيرين لأن تخصصه فى البنوك وبعيد عن السياحة والآثار، ولكن يمكنه التغلب على ذلك بالاعتماد على مساعدين متخصصين وأكفاء، وأن تكون لديه مهام محددة للقيام بها، وأعتقد أن الأولوية لافتتاح المتحف الكبير واستعادة رونق السياحة ووضع خطة للارتقاء بها.

وزيرة الثقافة وهى ابنة أحد أكاديمياتها هل لديها خطة طموحة لمواجهة التطرف والمد الأصولى الذى استشرى منذ سنوات طويلة فى المجتمع، حقيقية هى ليست مسئولة عنه ولكنها الآن مسئولة عن مواجهته من خلال الثقافة والفن.. وعلى وزير الرى أن يخبر المواطن ما هو موقف سد النهضة وكيف سنواجه عجز المياه المتوقع؟.. ووزير التنمية المحلية هل يمكن أن ينجح فيما لم يفعله سلفه وأقصد انتخابات المحليات؟ ومتابعة المحافظين ووضع خطط معهم لحل مشاكل المحافظات المختلفة؟

ما سبق مجرد عينة مما يشغل بال المواطن بعد التعديل الوزارى ويريدون أن يعرفوه، لقد اختير هؤلاء الوزراء لأن لهم علاقة مباشرة بالمواطنين واحتياجاتهم ولكن الأمر ينطبق على كل الوزراء الجدد.