قرارات رئاسية عاجلة.. الرئيس السيسى يوجه بالتوسع فى إجراءات الحماية الاجتماعية

إسلام عبد الوهاب
يوما بعد الآخر، يثبت الرئيس السيسى أن توفير حياة كريمة للمصريين ليس مجرد شعار أو حملة تتبناها الحكومة، ولكنها واقع ملموس تسعى من خلاله أجهزة الدولة إلى تحقيقه رغم كل الآثار الاقتصادية التى انعكست على شرائح عديدة من الشعب المصرى نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية وجائحة كورونا.. وما ترتب عليهما من زيادة أسعار مختلف المنتجات خاصة الغذائية.
ووجه الرئيس السيسى منذ عدة أشهر وتحديدا منتصف مارس 2022، للحكومة بزيادة مرتبات جميع العاملين بالجهاز الإدارى للدولة فى موازنة العام الجديد، رغم ما تحملته الدولة بنحو 37 مليار جنيه زيادة فى بنود الأجور، من خلال رفع الحد الأدنى للأجور إلى 2400 جنيه.
كما وجه الرئيس آنذاك الحكومة بإقرار علاوتين بتكلفة 7.5 مليار جنيه، بحيث تكون إحدى تلك العلاوتين خاصة بمن يخضعون لقانون «الخدمة المدنية»، والثانية لغير الخاضعين لـ«الخدمة المدنية»، بما كلف موازنة الدولة 7.5 مليار جنيه إضافية.
لم تكن تلك هى الخطوة الأولى فى مسار مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية ولكنها تكملة لخطوات سابقة اتخذها الرئيس السيسى من أجل مجابهة الأوضاع الاقتصادية العالمية.
توجيهات رئاسية عاجلة
خلال الأسبوع الماضى اجتمع الرئيس مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، وعدد من أعضاء الحكومة حيث تناول الاجتماع متابعة جهود إجراءات الحماية الاجتماعية لمجابهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية الحالية، ووجه الرئيس بالتوسع فى إجراءات الحماية الاجتماعية من خلال تطبيق ما يلى:
أولا: زيادة عدد الأسر المستفيدة من برنامج «تكافل وكرامة» بضم مليون أسرة إضافية للبرنامج، ليصبح حجم المستفيدين من المواطنين أكثر من 20 مليون مواطن على مستوى الجمهورية.
ثانيا: صرف مساعدات استثنائية لعدد 9 ملايين أسرة لمدة 6 شهور قادمة، بتكلفة إجمالية حوالى مليار جنيه شهريًا للأسر الأكثر احتياجًا ومن أصحاب المعاشات الذين يحصلون على معاش شهرى أقل من 2500 جنيه، وأيضًا من العاملين بالجهاز الإدارى للدولة الذين يحصلون على راتب أقل من 2700 جنيه شهريًا.
ثالثا: تعزيز الأمن الغذائى للأسر الفقيرة والأمهات والأطفال، من خلال التوسع فى طرح كراتين السلع الغذائية المدعمة بنصف التكلفة، وبواقع عدد 2 مليون كرتونة شهريًا، بحيث يتم توزيعها من خلال منافذ القوات المسلحة.
رابعا: قيام وزارة الأوقاف بالشراكة مع وزارة التضامن الاجتماعى بتوزيع لحوم الأضاحى على مدار العام.
خامسا: قيام وزارة المالية بتوفير الموارد المالية اللازمة فى هذا الصدد، والبالغ إجماليها حوالى 11 مليار جنيه.
وقال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضى إن السيدة نيفين القباج استعرضت فى هذا الإطار البرامج الاجتماعية المقدمة من الدولة حاليًا، والتى تتلخص أهمها فى دعم الخبز، والسلع التموينية، والدعم النقدى المتوسط، ودعم برامج الصحة، وصناديق التأمينات والمعاشات، ودعم الإسكان، مشيرةً إلى أن إجمالى الإنفاق على تلك الأنشطة من الموازنة العامة للدولة قد ارتفع على مدار السنوات السابقة، ليصل إلى ما يقرب من 500 مليار جنيه فى موازنة العام المالى الحالى.
كما عرضت السيدة وزيرة التضامن الاجتماعى تطور برنامج «تكافل وكرامة» على مدار السنوات الستة الماضية، خاصةً ما يتعلق بمضاعفة ميزانيته لما يقرب من الضعف.
وأضاف المتحدث الرسمى إن الرئيس تابع كذلك الموقف الحالى لمخزون السلع الاستراتيجية الأساسية، خاصةً الحبوب والغلال والزيوت، حيث أوضح السيد وزير التموين أن مخزون تلك السلع يكفى لمدة 7 أشهر، مؤكدًا على أن ما قامت به الدولة من تطوير لقدراتها التخزينية من خلال إنشاء منظومة الصوامع الجديدة انعكس بوضوح على تمكين الدولة من مواجهة الطوارئ والأزمات وتوفير الاحتياجات اللازمة خلال أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.
حياة كريمة
فى الشأن الداخلى أيضا اجتمع الرئيس السيسى مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، والدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، واللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء أ.ح هشام السويفى رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة. حيث تناول الاجتماع «متابعة الموقف التنفيذى لمشروعات مبادرة «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى».
وقد اطلع السيد الرئيس فى هذا الإطار على سير الأعمال والموقف التنفيذى للمرحلة الأولى للمبادرة، والتى تشمل إجمالى عدد 1477 قرية وتوابعها، تضم حوالى 18 مليون مواطن، حيث تم استعراض خطوات التنفيذ على مستوى الجمهورية، والإجراءات التى تم اتخاذها لمراعاة ظروف كل محافظة وطبيعتها الخاصة، وكذلك معدلات الإنجاز على مستوى مختلف القطاعات لاسيما شبكات الصرف الصحى، ومياه الشرب، والغاز الطبيعى، والكهرباء والإنارة، والاتصالات والبريد، والنقل والطرق، والمجمعات الحكومية النموذجية، والرى والزراعة، والتعليم، والصحة، والشباب والرياضة، وبرامج التضامن الاجتماعى، والإسكان، والتنمية المحلية، إلى جانب المبادرات المتنوعة للتنمية الاقتصادية.
كما تم أيضًا استعراض مجمل التحديات التى ظهرت بين مرحلة التخطيط وبين الممارسات على أرض الواقع، والإجراءات التى تم اتخاذها للتغلب عليها، بالإضافة إلى تأثير أزمة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية على سلاسل الإمدادات للمواد الخام والمكونات الصناعية المختلفة وأسعارها العالمية، أخذًا فى الاعتبار حجم الأعمال غير المسبوق فى إطار مشروعات المبادرة التى تعتبر الأضخم من نوعها فى تاريخ المشروعات القومية فى مصر، إلى جانب وجود كتل سكانية كبيرة خارج الأحوزة العمرانية للقرى، فضلًا عن العدد الكبير من التوابع للقرى والبالغ عددها أكثر من 10 آلاف تابع، بالإضافة إلى تعارض تنفيذ بعض المشروعات مع موسم الزراعة وتوريد بعض السلع الغذائية الاستراتيجية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس وجه بالاعتماد على المكونات المحلية قدر المستطاع فى تنفيذ مشروعات «حياة كريمة» نظرًا لتأثر سلاسل الإمداد العالمية، وبما يمثل كذلك فرصة لتوطين الصناعة والاعتماد على التكنولوجيا المحلية، بالشراكة والتعاون مع المستثمرين والقطاع الخاص، خاصةً ما يتعلق بمكونات مشروعات البنية التحتية.
الرئيس الصومالى فى القاهرة
واستكمالا لسلسلة اللقاءات الخارجية على مستوى القمة والتى بدأت فى قمة جدة تلاها حوار بطرسبرج، ثم زيارة الرئيس السيسى لصربيا وفرنسا والتى سبقتها زيارات أخرى للبحرين وعمان عقب زيارات قام بها كل من ولى العهد السعودى والعاهل الأردنى والملك البحرينى والأمير القطرى للقاهرة، استقبل الرئيس السيسى بقصر الاتحادية الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء شهد عقد مباحثات منفردة تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس بأخيه الرئيس الصومالى ضيفًا كريمًا على مصر، مؤكدًا اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية مع الصومال، إلى جانب حرصها على مصالح الشعب الصومالى الشقيق فى إطار دولة تتمتع بالأمن والاستقرار، فضلًا عن مساندة الصومال فى التعامل مع التحديات التى يواجهها، وفى مقدمتها خطر الفكر المتطرف والإرهاب، ومشيرًا إلى استعداد مصر لمواصلة تقديم الدعم للصومال لبناء وترسيخ مؤسسات الدولة، وتفعيل مختلف أوجه التعاون الثنائى مع الصومال، لاسيما على الأصعدة الأمنية والاقتصادية والتجارية وتدريب الكوادر الصومالية، وذلك لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب الصومالى الشقيق.
من جانبه؛ أعرب الرئيس الصومالى عن خالص تقديره لحفاوة الاستقبال، مؤكدًا الحرص على تطوير التعاون مع مصر على مختلف المستويات فى إطار مرحلة إعادة بناء المؤسسات الوطنية الصومالية، وذلك فى ظل ما يجمع البلدين الشقيقين من علاقات تاريخية، والمكانة المتميزة التى تتمتع بها مصر فى وجدان الشعب الصومالى، أخذًا فى الاعتبار دور مصر التاريخى فى مساندة الصومال وما تقدمه من دعم فى مختلف المجالات، خاصةً فى المجال التعليمى، ونشر ثقافة الإسلام الوسطى والفكر المعتدل، وكذا تنمية الكوادر البشرية الصومالية، بالإضافة إلى الثقل المحورى لمصر على صعيد صون السلم والأمن فى المنطقتين العربية والأفريقية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية، كما استعرض الرئيس الصومالى آخر مستجدات الوضع الداخلى فى الصومال، والخطوات الجارى اتخاذها لاستعادة الأمن والاستقرار بالصومال والتغلب على التحديات المختلفة التى تواجهه، وعلى رأسها خطر الإرهاب.
كما تطرق اللقاء إلى التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً فيما يتعلق بمنطقة القرن الأفريقى وأمن البحر الأحمر وكذلك قضية سد النهضة الإثيوبى، حيث تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة تلك التطورات، وذلك تدعيمًا للأمن والاستقرار الإقليمى.
لافروف ينقل رسالة بوتين
كما استقبل الرئيس السيسى سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسى، وذلك بحضور ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسى، وجيورجى بوريسينكو السفير الروسى بالقاهرة، وماكسيم ماكسيموف نائب مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالخارجية الروسى، كما حضر اللقاء سامح شكرى وزير الخارجية.
وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن السيد لافروف نقل للرئيس رسالة من الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تضمنت الإعراب عن التقدير والتحية إلى الرئيس، كما تناولت بعض موضوعات التعاون الثنائى بين البلدين، والإعراب عن الأهمية التى توليها روسيا تجاه ترسيخ العلاقات الثنائية مع مصر فى إطار اتفاق الشراكة والتعاون الاستراتيجى بين مصر وروسيا من خلال المشروعات التنموية المشتركة الجارى تنفيذها حاليًا، كما تضمنت الرسالة الإعراب عن التقدير تجاه مبادرة مصر لتشكيل لجنة الاتصال الوزارية فى إطار جامعة الدول العربية سعيًا لتسوية الأزمة الأوكرانية وما تم خلالها من زيارة للعاصمة الروسية موسكو من قبل السادة وزراء الخارجية المعنيين.
من جانبه، طلب الرئيس نقل تحياته إلى الرئيس فلاديمير بوتين، مثمنًا مسيرة التعاون الثنائى المتمثلة فى المشروعات الروسية فى مصر فى إطار العلاقات المصرية الروسية، وفى مقدمتها إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية والمنطقة الصناعية الروسية فى محور قناة السويس وغيرها من المشروعات الاستثمارية والاقتصادية بين البلدين فى جميع القطاعات.
وأضاف المتحدث الرسمى إن لافروف أطلع الرئيس على آخر تطورات الأوضاع بشأن الأزمة الأوكرانية ومستجدات التحركات الروسية فى هذا الإطار على المستوى الدولى، وفى هذا السياق، شدد الرئيس على أهمية تغليب لغة الحوار والحلول الدبلوماسية للأزمة، مؤكدًا دعم مصر لجميع المساعى التى من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيًا من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الدوليين، مع استعداد مصر لدعم هذا المسار من خلال اتصالاتها وتحركاتها الدولية مع جميع القوى الفاعلة سواء فى الإطار الثنائى أو المتعدد الأطراف.
وأوضح المتحدث الرسمى أن اللقاء تناول كذلك بعض الموضوعات الثنائية فى إطار علاقات التعاون المتميزة والتاريخية التى تجمع بين مصر وروسيا فى مختلف المجالات خاصة التعاون فى مجال قطاعات توريد الحبوب والغذاء، وكذلك قطاع البترول والغاز فى ضوء الأزمة الراهنة فى تلك القطاعات.