الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«عند منتصف الطريق.. يا ولدى هذه هى الحكاية»

«عند منتصف الطريق.. يا ولدى هذه هى الحكاية»

سبعون عامًا على ثورة يوليو.. سبعون عامًا على تجسيد واقع الدولة الوطنية.. سبعون عامًا على إدراك هذه المحطة الفارقة من عُمْر مصر بكل أحلامها وإنجازها وإخفاقها.. سبعون عامًا على الفَجْر الذى أسَّس النظام الجمهورى، وجاءت معه الجمهورية الأولى وحققت حلم الاستقلال والجلاء وأن يحكم المصريون بلدَهم، وأن تمتلك هذه الأمّة جيشًا وطنيًا قادرًا على حمايتها وأن تسترد مصر قناة السويس.



سبعون عامًا على ميلاد الطبقة الوسطى الحقيقية، ومن أولادها خرج كل رجال الدولة المصرية على مدار عقود.

كانت ولا تزال وستظل ثورة يوليو محطة ثرية ونقطة التقاء تاريخى بين كفاح الأمّة المصرية العظيمة ومشروع الدولة المصرية القوية، وهى النقطة التى تجسّد حكاية عُمْر أجيال مصرية متعاقبة ترَى فيها جدك وأباك، ومن قبلهما ترَى فيها نفسَك، وحق عليك أن ترويها لولدك.

 يا ولدى.. هذه هى الحكاية

إننا أبناءُ وطن عظيم وحضارة علّمت العالمَ ورثنا منها چينات حضارية نحتفظ بها تحت جلدنا نستدعيها فى لحظات الضرورة.

وطنٌ يتحمل مشقة الزمن بوجه بشوش تلمح فى عيون أولاده عزيمة تلين لها الجبال وعلى أجبنتهم كبرياء الكرامة. من هنا جاء كفاحُ الحركة الوطنية المصرية من دنشواى ومصطفى كامل ثم ثورة 1919 وسعد زغلول إلى أن جاء الضباط الأحرار ممسكين بمصير الحلم.

لستُ ناصريًا.. ولكنى أحب جمال عبدالناصر بالفطرة.. لقد كان عظيمًا فى كل شىء.. كان عظيمًا فى مصريته وكرامته وكبريائه وأحلامه وطموحه وحاله كحال العظماء تأتى أخطاؤهم على قدر عظمتهم.

تحالفَ العالم عليه لإسقاطه وإسقاط المشروع المصرى واستخدموا جماعة إرهابية عميلة لتدمير كل ما هو مصرى وطمسه بالدجل والتخريف والتدليس والإرهاب والقتل باسم الدين.

ظن الساذجون أنهم أعداء ناصر إلى أن أسقطوا عنهم الأقنعة بعد 25 يناير وجاءت ثورة يونيو لتكتب شهادة نهايتهم إلى الأبد، وتقتلع جذورَهم من الأرض الطيبة.

ويخرج المشروع المصری الحديث مع فَجر ثورة يونيو مستوعبًا كل دروس الزمن متمسكًا بكل ثوابت الأمّة المصرية، وهى السيادة والكرامة والاستقلال بمفهوم العصر وأن تحيا مصر زمنَها وأن تحجز المقعد الذى يليق بها بين الأمم.

غَيّر المصريون حركة التاريخ مجددًا وجاءت الجمهورية الثانية.. سنوات مرّت دفعوا فيها أثمانًا باهظة من دماء أنبل أبناء مصر لكى نحيا كرامًا تحت ظل العلم.. اليوم وإذ نمتلك قرارَنا ونمتلك مصيرَنا ونتمسك بحلمنا مستندين على قوتنا، وهى قوة المنطق الذى يليق بعمق إرثنا الحضارى وليس منطق القوة الذى يغلف سلوك عصابات كحال بعض الدول.

لن يستطيع أحدٌ أن يوقف حلمَ مصر ولن تستطيع قوة أن توقف مشروعَ الدولة الوطنية المصرية الحديثة التى باتت صمامَ أمان الشرق الأوسط بأكمله وسط عالم متشنج..

وللحديث بقية.