الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رسائل دورة ألعاب البحر المتوسط

رسائل دورة ألعاب البحر المتوسط

رغم أن دورة ألعاب البحر المتوسط التى أقيمت فى وهران بالجزائر وانتهت فعالياتها منذ أيام هى دورة رياضية بالأساس، ولكنها حملت لنا فى مصر العديد من الرسائل السياسية والدينية والاجتماعية، الرسالة الأولى جاءت من خلال بسنت حميدة وأخواتها اللاتى حققن انتصارات رياضية ملفتة، وكان مشهد لاعبة ألعاب القوى وهى تفوز بميداليتين ذهبيتين فى مسابقتى العدو لمسافة مائة ومائتى متر بمثابة رد قوي على من قال إن على المرأة أن تخرج من بيتها مثل «القفة»، الفتاة الرائعة التى كانت ترتدى زيا رياضيا مثل باقى اللاعبات فى المسابقة سجدت لله شكرا بعد تحقيقها الانتصار الكبير، وهى بتصرفها العفوى قالت لهم إن الإيمان فى القلوب وليس فى الزى والملابس، وبعدها توالت إنجازات بطلاتنا فحققت زميلاتها نعمة سعيد ذهبيتين فى رفع الأثقال وفريال أشرف فى الكاراتيه بجانب ذهبية أيضا لفريق لاعبات تنس الطاولة، بالإضافة إلى اللاعبات اللاتى حققن ميداليات فضية وبرونزية.



واللافت أن بعض البطلات كن محجبات، وهى رسالة بأن الحجاب لا يعوق التفوق فى أى مجال ومنها الرياضة، وأن على الجميع أن يترك للمرأة حرية اختيار الأزياء التى تناسبها دون الهجوم على غير المحجبة أو اتهام من ترتديه بالرجعية، كل واحدة حرة فيما تلبسه والمهم أنها تقوم بدورها وتفيد المجتمع.. بسنت وأخواتها وجهن صفعة لكل المتشددين الذين يقولون كلامًا - يطلقون عليه ظلما فتاوى - ويريدون للمرأة أن تتوارى وتعود لعصر الحريم، ولا يرون فيها إلا جسدا وفتنة، فازت بسنت لأنها جرت بقوة ولم تلتفت إلى الوراء فقد كان لديها هدف ولا تريد أن يعرقلها أحد عن تحقيقه ونرجو أن تجر معها المجتمع للأمام بنفس سرعتها.

الرسالة الثانية كانت من جمهور الجزائر الذى شجع اللاعبين المصريين فى كل المسابقات وكان الهتاف باسم مصر مع تحقيق كل فوز لنا يرج المدرجات ويهز معها القلوب ويرد على كل محاولات الوقيعة بين الشعبين، لقد احتفل الجزائريون بلاعبينا وقدموا لهم الدعم والمساندة، وكان مشهد الأعلام المصرية بجانب الأعلام الجزائرية يؤكد أن الأصل هو المحبة والأخوة وأن الاستثناء هو التعصب المقيت، وأن الشعب الجزائرى هو من أقرب الشعوب العربية للمصريين، لقد قدمت مصر للجزائر الكثير خلال ثورتها ولم تتوان الجزائر عن تقديم دعمها لنا فى كل الحروب، والشهداء الجزائريون فى حرب أكتوبر أكبر دليل على ذلك، صحيح أن مهاويس كرة القدم قدموا صورة مغايرة للواقع الحقيقى وهؤلاء لا يفكرون بعقولهم والتعصب يعمى أبصارهم وبصيرتهم، وهم أصحاب صوت عالٍ فى الملاعب ولهذا يظن البعض أنهم الأغلبية، ولكنهم فى الحقيقة أقلية، وسيظل الشعبان المصرى والجزائرى يحملان لبعضهما الحب والمودة والتقدير، ولمن يريد أن يعرف الحقيقة عليه أن يشاهد فيديوهات فوز لاعبينا وسيرى تشجيع الجزائريين لنا، كنت أتمنى أن يركز الإعلام على هذه اللقطات المضيئة بدلا من بحثهم الدائم عما يثير الخلافات ويشعل التعصب، وأتمنى أن تبث هذه المشاهد الرائعة كثيرا فى الفضائيات والبرامج الرياضية حتى يعرف جمهورنا الكروى مدى محبة الجزائريين لنا.

الرسالة الثالثة من اللاعبين الذين حققوا الانتصارات فى البطولة وهى موجهة للاتحادات الرياضية واللجنة الأوليمبية ووزير الشباب والرياضة، وتقول نحن لدينا الإمكانات ونستحق الاهتمام حتى نواصل طريق الانتصارات، فقط نحتاج إلى الدعم الحقيقى والمساندة العملية وليس الكلام، نحتاج معسكرات خارجية لتطوير مستوانا، وتلبية احتياجاتنا المادية والمعنوية، كل من فاز بميدالية هو مشروع بطل عالمى وأوليمبى خاصة صغار السن، عسى أن نجدهم فى بطولات العالم والأوليمبياد القادم على منصات التتويج، لا نريد أن تكون الانتصارات بالاجتهادات الشخصية وبالصدفة ولكن عن طريق خطة علمية مدروسة ونتيجة تخطيط جيد وواعٍ حتى لا نهدر هذه المواهب.