السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
علاقة مخدر الشابو بالجرائم والظواهر الاجتماعية الغريبة: رئيس التحرير يفتح النقاش حول كارثة انتشار المخدرات المخلقة بين الشباب

علاقة مخدر الشابو بالجرائم والظواهر الاجتماعية الغريبة: رئيس التحرير يفتح النقاش حول كارثة انتشار المخدرات المخلقة بين الشباب

البعض يسمى ذلك المخدر القاتل: «شابوه» أو «كريستال» أو «آيس». تعددت الأسماء والمجرم واحد. هو أحد أخطر أنواع المخدرات المخلقة. فضلًا عن تحذيرات دولية مما يسببه هذا المخدر من آثار خطيرة؛ خصوصًا أن صناعته تتضمن الكثير من المواد الخطرة، أبرزها البوتاس أو كربونات البوتاسيوم وهى مادة كاوية تدمر الجهاز العصبى.



 

لذلك من المهم أن نتوقف الآن لمناقشة هذه الكارثة من جميع جوانبها. كما نناقش الأسباب التي قد تدفع أحدًا للانجراف لذلك الطريق. كما نحاول تفسير لغز ارتباط ذلك المخدر المدمر بالظواهر الإجرامية والاجتماعية الغريبة.

وضمت جلسة النقاش جميع الأطراف المعنية بهذه الأزمة: الدكتور أحمد الكتامى، مدير عام البرامج العلاجية بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى. والدكتور نبيل القط، استشارى الطب النفسى. د. أشرف سليم، استشارى السموم بالمركز القومى للسموم بقصر العينى. ود. عزة هاشم أستاذ علم الاجتماع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، الدكتور زوسر تيتو عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين. أيمن حسام، أحد المتعافين من الإدمان.

بدأ النقاش المفتوح بسؤال للدكتور أحمد الكتامى مدير عام البرامج العلاجية بصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى حول إحصائيات الصندوق بارتفاع نسبة إدمان المخدرات المخلقة.

قال الكتامى: إن المخدرات المخلقة جاءت نتيجة بحث تجار المخدرات عن بدائل يتم تصنيعها داخل الدول وبدأت بالأستروكس والفودو ثم وصلنا إلى الكريستال ماس أو الشابو.

مؤكدًا أن المسح فى 2015 بالفئة العمرية من 12 إلى 60 عامًا، أوضح أن نسبة التعاطى فى مصر بلغت %10 وكانت نسبة مخيفة لأنها ضعف النسبة العالمية. وأشار إلى أن صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى قام بعمل خطة شاركت فيها 11 وزارة، وتم دخول 10 آلاف مدرسة واستهداف مليون طالب وطالبة ودخول 25 جامعة ضمن الخطة لتوعية التلاميذ والشباب بخطورة المخدرات.

ولفت إلى إطلاق حملات توعوية شارك فيها اللاعب محمد صلاح وشاهدها 162 مليون متابع على مواقع التواصل الاجتماعى، متابعًا: «المكالمات للخط الساخن للحملة زادت 400 %»، مؤكدًا أن الخط الساخن يعمل 24 ساعة، داعيًا الإعلام لعرض الحملات التوعوية بشكل أكبر.

وبسؤال الدكتور نبيل القط عما يدفع الشباب إلى الدخول فى طريق إدمان المخدرات المخلقة وتأثيراتها على الجهاز العصبي، قال القط: إن الظروف التي قد تدفع الشباب إلى الإدمان مختلفة بعضها ثقافى وآخر يتعلق بالأحوال الاجتماعية، مشيرًا إلى أن المخدرات المخلقة لم تكن منتشرة خلال الخمسين سنة الماضية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من المخدرات يعمل على إثارة وتنشيط الجهاز العصبى من خلال إفراز مواد تجعله يعمل بسرعة فائقة.

وأضاف أنه فى الماضى كانت المخدرات الرئيسية حينها الأفيون والحشيش وهى مخدرات طبيعية، موضحًا أن المخدرات المخلقة تحدث أثر سعادة وانبساط ونشوة مؤقتة وقد تزيد النشاط الجنسى، كما تعمل على خلط الواقع بالخيال «الهلوسة»، مؤكدًا أن أغلب من يتعاطونها من المراهقين أو الذين يعانون من ظروف قاسية. عن دور الأب والأم أكد أن عليهما تعلم كيفية التعامل مع الأبناء، مؤكدًا أن الدراسات قالت إن استخدام الأطفال للسوشيال ميديا يجب ألا يزيد على ساعة فى اليوم، متابعًا: «الطفل عامل زى الورقة البيضاء اللى بينطبع عليها».    

وللتركيز بشكل أكبر على طبيعة تأثيرات هذه المخدرات على جسم الإنسان، انتقل الحديث إلى د. أشرف سليم، استشارى السموم وسؤاله عن تحذير الأمم المتحدة من مخدر الشابو كون إدمانه يكون من المرة الأولى.

قال د. أشرف سليم: إن الشابو مُخدر يتم تصنيعه كيميائيًا ويتكون بشكل أساسى من مادة الميثامفيتامين، حيث يتم إضافة العديد من المواد الكيميائية الأخرى إليها لينتج فى النهاية مُخدر الشابو ذو الأضرار القاتلة لمُتعاطيه. مشيرًا إلى أن هناك نسبة وفيات كبيرة بسبب المخدرات المخلقة حيث تعمل على رفع الضغط بدرجة كبيرة ثم انفجار شرايين المخ.

وتابع: إن المخدرات المخلقة تحدث «لخبطة فى كيمياء المخ» وتُحدث أعراض الذهان بحيث يشعر المتعاطى بأنه يعيش فى عالم آخر ويشعر بحاجز بينه وبين العالم الخارجى، منوهًا بأن ذلك يؤدى إلى الإجرام والجريمة. موضحًا أن الشخص المدمن يتحول إلى حيوان مفترس يفترس الآخرين، مشيرًا إلى أن مخدر الشابو قد يدفع المدمن إلى الانتحار، مؤكدًا أن المدمن يكون لديه حالة اكتئاب شديدة جدًا ولا يكون لديه قدرة على الحركة أو عمل نشاط.    

من التأثيرات الطبية لهذا المخدر القاتل إلى تأثيره المجتمعى وعلاقته بالجرائم. بسؤال د.عزة هاشم، أستاذ علم الاجتماع عن علاقة الدراما والمنصات المختلفة فى انتشار الشابو الذي ارتبط بالمسلسل الشهير بريكنج باد.. وكيفية تأصيل هذه الظاهرة اجتماعيًا

قالت الدكتورة عزة هاشم، أستاذ علم الاجتماع بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إنه من المهم وجود فكرة الإنذار المبكر باستشعار الأخطار القادمة التي تواجه المجتمع ومن ثم يتم التحرك، متحدثة عن الجرائم الوحشية التي انتشرت فى المجتمع خلال الفترة الماضية وأثر المخدرات المخلقة عليها.

وأضافت إن الجرائم الوحشية التي شهدها المجتمع المصري خلال الأيام الماضية بعضها من دون دوافع، أثار علامات استفهام لدى الناس عن سبب هذه الحوادث.

وأشارت إلى أن المخدرات المخلقة تعتبر مواد ذات أثر نفسى، مؤكدة أنها مثيرة للجهاز العصبى، لافتة إلى أن الإقبال سابقًا على المخدرات المثبطة وخلال السنوات الماضية كان الإقبال على المنشطات المثيرة، مشيرة إلى أن المخدرات المخلقة يتم الترويج لها على أن لها فوائد، مثل الترامادول.

أما عن توصيات تنسيقية شباب الأحزاب فيما يخص مواجهة تلك المواد المدمرة قال د. زوسر تيتو عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن التنسيقية عملت على ملف علاج الإدمان ضمن المنصة الحوارية للعدالة الثقافية، وأنه تم التركيز على المشكلة لأنها متداخلة.

وأضاف تيتو: إن التنسيقية عملت على الملف من خلال ورش عمل وجلسات حوارية مع الخبراء والمتخصصين وانتهت إلى توصيات لمواجهة ظاهرة الإدمان ودراسة تم تقديمها لمجلس الشيوخ، موضحًا أن الدراسة تنقسم إلى ما قبل الإدمان ومرحلة الإدمان وما بعد العلاج، منوهًا إلى وجود مشكلة فى إصدار تراخيص مراكز الإدمان، فهناك 8 إجراءات يجب المرور عليها للحصول على الترخيص بعد سنة كاملة، مشيرًا إلى أن هناك شروطًا تعجيزية.

ولفت إلى أن عدد الأسرة فى الأمانة العامة للصحة النفسية يتراوح بين 800 إلى 1000 سرير وهو عدد قليل، ما يتطلب تضافر المجتمع المدنى. وأشار إلى أن الشاب بعد التعافى يحتاج إلى تأهيل ووجود صفة مهنية له كمعالج للإدمان لأن عددًا كبيرًا من المتعافين يعملون فى علاج الإدمان، مشددًا على أهمية الاعتراف بالدبلومات والكورسات الخارجية لعلاج الإدمان.    

 من التعاطى إلى التعافي

بين الرؤى المختلفة للأمر من زوايا مختلفة بين الطب وعلم الاجتماع والدور السياسى والتشريعى لمواجهة خطر الإدمان، يكون المرور بالتجربة أمرًا مختلفًا.. من هذا المنطلق حكى أيمن حسام أحد المتعافين من الإدمان تجربته من التعاطى إلى التعافى، وقال إن تجربته ليست سهلة لأنه مر بأوقات عصيبة تأثرت الأسرة بها وابتعدت عنه كما تأثر عمله بسبب الإدمان.

وأضاف حسام: إن إدمانه أحدث خللًا فى الميزان الاجتماعى والمادى الخاص به وتسبب له فى عدم القدرة على التكيف مع الحياة الاجتماعية، لافتًا إلى أنه طلق زوجته أيضًا بسبب الإدمان.

وأوضح أن العلاج جاء له على طبق من ذهب، متابعًا: «كنت بفكر فى العلاج ولكن خايف من التعب وحياة ما بعد المخدرات، ولكن لما لقيت إعلانات حملة أنت أقوى من المخدرات وبطلها محمد صلاح وتقديم علاج مجانى وسرية كاملة، قلت أجرب، وده كان عامل محفز».

وأوضح أنه تحدث مع الخط الساخن للحملة ورد عليه أحد الأشخاص وعرض عليه المساعدة، كما عرض عليه عددًا من الحلول منها الحصول على دواء أو الحضور فى عيادات خارجية أو الحجز فى مركز صحى، معقبًا: «حسيت إنه صديق أو أخ، ورحت المستشفى تانى يوم بالليل، ودفعت تذكرة 5 جنيه وصورتين بطاقة عشان أعمل ملف، ودخلت للطبيب وشرحت الحالة وكتب لى على أدوية من الصيدلية الداخلية فى المستشفى مجانًا»، كما أن أخصائى الخط الساخن قدم له مجموعة من النصائح، متابعًا: «إدانى رقمه أكلمه فى أى وقت لو حصلت مشكلة».

وتابع: ذهبت بعد ذلك بصحبة والدتى إلى أحد المستشفيات التابعة للصندوق بالمنيا وفوجئت برقى الخدمة المقدمة فى هذا المكان رغم أنه مجانى، كما أن والدتى دعمتنى كثيرًا للخروج من هذه الأزمة.