الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كيف نستفيد من كلام شيخ الأزهر؟

كيف نستفيد من كلام شيخ الأزهر؟

وضع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب النقاط فوق الحروف كاشفًا انحرافات ما روجه المتطرفون على مدى سنوات وما حاولوا زرعه فى عقول البسطاء، ومبينًا سماحة الإسلام وروحه الحقيقية، وموضحًا الحقيقة فى كثير من القضايا التى التبست على الناس لسنوات بسبب محاولات اختراق المجتمع وغرس أفكار وهابية ومُتسلِّفة بعيدة عن الإسلام الصحيح،كلام شيخ الأزهر الذى نشرته جريدة صوت الأزهر الناطقة بلسان المشيخة منذ أيام بمثابة فتاوى تدحض كلام المتطرفين عن المسيحيين والذى يسمونه فتاوى زورا وبهتانا وينسبونه إلى الإسلام افتئاتا وكذبًا، أخطر ما قاله الإمام الطيب هو توصيفه للأزمة التى نعيشها، وإجابته على السؤال الذى يشغل بال المهتمين بالمواطنة والوطن، كيف ولماذا وصل مجتمعنا إلى ما نحن فيه من غلو وتطرف وكراهية للآخر؟ قال شيخ الأزهر «منذ السبعينيات حدثت اختراقات للمجتمع المصرى مست المسلمين والمسيحيين، وهيأت الأرض لأن تؤتى مصر من قبل الفتنة الطائفية، وتبع هذا أن التعليم الحقيقى انهار، والخطاب الإسلامى انهار أيضًا، وأصبح أسير مظهريات وشكليات»، واستطرد الدكتور الطيب موضحًا ما حدث «كنا نرى عشرات القنوات الفضائية تبث خطابًا إسلاميًا دون أن يتحدث القائمون عليها فى قضية محترمة أو أن يتطرقوا إلى مسألة ترسيخ المواطنة ونشر الفلسفة الإسلامية فى التعامل مع الآخر وبخاصة المسيحيين، والسبب فى ذلك أن هؤلاء كانوا غير مؤهلين وفاقدين لثقافة الإسلام فى هذا الجانب وغير مطلعين على هذه الأمور، وكانوا يسعون إلى نشر مذاهب يريدون من خلالها تحويل المسلمين إلى ما يمكن أن نسميه شكليات فارغة من جوهر الإسلام الحقيقى»، هذا هو الداء الذى أصاب وطننا ونتج عنه مجموعة من الأقاويل التى روجها المتطرفون على مدى سنوات طويلة باعتبارها فتاوى والإسلام منها براء، مثل تكفير المسيحيين، ورفض بناء الكنائس حتى إننا شهدنا الاعتداء على بعضها وهدمها أو منع بنائها، وعدم الاعتراف بقدسية الإنجيل والتوراة لدرجة قيام البعض بحرق نسخ منه، وتحريم تولى الأقباط للمناصب العليا، ورفض تهنئة المسيحيين بأعيادهم، والامتناع عن تقديم الطعام لهم فى المطاعم فى نهار رمضان، وهو ما رد عليه الشيخ الطيب بمجموعة من الأحكام القاطعة أهمها:



«لا محل ولا مجال أن يُطلق على المسيحيين أنهم أهل ذمة، هم مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات ومصطلح الأقليات لا يُعبر عن روح الإسلام وفلسفته»،

 «المواطنة هى التعبير الأنسب والمساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات بين المواطنين جميعًا أصل الإسلام». 

 «الإسلام ليس ضد الكنائس ولا يوجد فى القرآن والسنة ما يحرم بناءها» «لا توجد فى القرآن أديان مختلفة ولكن توجد رسالات إلهية تعبر عن الدين الإلهى الواحد» «لا يجوز للمسلم مس التوراة والإنجيل دون طهارة» «رفض تهنئة المسيحيين بأعيادهم فكر متشدد لا يمت للإسلام بصلة وهو فكر لم تعرفه مصر قبل 50 عامًا»،  «التضييق على غير المسلمين فى مأكلهم ومشربهم فى نهار رمضان بدعوى الصيام سخف لا يليق ولا يمت للإسلام من قريب أو بعيد»، هذا الكلام المهم للإمام الأكبر فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وفى التأكيد على المواطنة كيف نستفيد منه؟ وكيف نجعله يصل إلى أكبر عدد من المواطنين البسطاء فى كل مكان فى مصر, خاصة من تم التغرير بها والتلاعب بعقولهم؟، أتمنى أن تقوم وزارة الأوقاف بتعميم ما قاله شيخ الأزهر على أئمة المساجد بحيث تتضمنه خطبة الجمعة ويساعد فى ذلك أن الخطبة موحدة، بجانب أن تتضمن الدروس التى يلقيها الأئمة فى المساجد شرحا لما قاله الإمام الأكبر، كما يمكن طباعة هذه الرؤية المستنيرة وتوزيعها على طلبة المدارس, خاصة طلاب الأزهر حتى تنشأ الأجيال الجديدة على صحيح الإسلام بعد أن سممت الأفكار المتطرفة عقول بعضهم، أتمنى أيضا أن تركز وسائل الإعلام والقنوات الفضائية على هذا الكلام المهم وتستضيف من يؤكد عليه، لقد أصبحت محاصرة المتطرفين ومن روَّجوا للأفكار التى رد عليها شيخ الأزهر ضرورة، ومعاقبة من يعيد بثها واجب من أجل حماية المجتمع، وأخيرًا نحن ننتظر من شيخ الأزهر المزيد من الأفكار والرؤى الجديدة التى تواكب تطورات العصر فى قضايا أخرى تتعلق بالمجتمع.