الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
ما بين الدراما والواقع.. كيف أصبحت مصر على طريق «القوة الذكية»

ما بين الدراما والواقع.. كيف أصبحت مصر على طريق «القوة الذكية»

قدم الجزء الثالث من ملحمة «الاختيار» (القرار) نموذجا للدراما الوثائقية من جهة.. ومن الجهة الأخرى طبق ما يمكن تسميته بـ«القوة الذكية» وهو العصر الجديد من مفهوم القوة فى العلوم السياسية والذى يتجاوز المفهوم التقليدى للقوة الصلبة والمفهوم التقليدى للقوة الناعمة من خلال المزج بينهما لتحقيق هدف نوعى أو استراتيجى  وهو فكر يستحق أن نتوقف أمامه.



 بمعنى أنه تم تخفيض درجة «السرية» التى كانت تحكم عددا من التسجيلات وتم طرحها للتداول الدرامى بتوظيف يستحق الإشادة بما يدحض كل الأكاذيب التى كانت تروجها جماعة الإخوان الإرهابية وبما يؤكد أن الدولة المصرية دولة مؤسسات قولا وعملا.

القصة ليست فى تسجيلات الإرهابيين من المرشد إلى خيرت مرورا بتابعهم مرسى ولا بإحياء الذاكرة الوطنية وتوثيقها ولكن أيضا فى تعريف المشاهد المصرى بحلقة التناغم الوطنى بين أجهزة المعلومات فى الدولة المصرية هذا التناغم الذى فشل الإخوان فى كسر روابطه أثناء حكمهم الأسود وسعوا لتشويهه والادعاء عليه من خلال حربهم الإعلامية على الدولة المصرية بعد ثورة يونيو.

كل نتيجة تخضع لمعطيات وكل خطوة تخطوها الأمة المصرية نحو الاستقرار بات ثمنها معروفا وموثقا بتضحيات جنودها يعملون فى صمت وثمنها دفع من دم شهداء هذا الوطن وتضحيات الشعب المصرى العظيم.

فى «الاختيار»، تم اصطحاب المشاهد إلى أروقة الغرف المغلقة ما كان يدور بداخلها من تآمر وكيف كانت تتم مواجهة أخونة الدولة ومحاربة تسليم مقدراتها للإرهاب إلى أن نصل إلى لحظة القرار العظيم.. قرار إنقاذ مصر وتخليصها من حكم الظلام.. القرار المصيرى الذى اتخذه الرئيس البطل عبد الفتاح السيسى الذى سنظل نفخر به على الدوام ونباهى به الأمم.

لأن القيادة قرار.. ولولا هذا القرار الفارق فى عمر مصر وتاريخها لكان انتهى بنا الحال مثل دول شقيقة حولنا بات تحقيق الاستقرار الداخلى فيها يقترب من المستحيل أو هو المستحيل ذاته.

فى «العائدون» نتوقف أمام الجرأة فى الاشتباك مع ملف الإرهاب الدولى وحماية الأمن القومى المصرى من أبعد نقطة.. الجرأة لأن هذا العرف جديد علينا كان يتم الاشتباك بعد انتهاء التفاعلات على الأرض ولكن الدخول فى الاشتباك فى هذه اللحظة يكشف أن فصلا قد أغلق تمهيدًا لفصل جديد يتم كتابة سطوره الآن.

اختراق الدواعش حقيقة تقابلها حقيقة اختراق المنصات الإعلامية للإخوان فى شدة المواجهة معهم.

الجمع بين رسالة الاختيار ورسالة «العائدون» هو التجسيد الحرفى للقوة الذكية والتى أصبحت الآن المفهوم الأكثر تداولا فى النظام العالمى.

دول قليلة فى العالم هى فقط التى بإمكانها المضى فى طريق القوة الذكية.. تلك الدول التى تمتلك قوتها الصلبة ممثلة فى قدراتها العسكرية وقوتها الناعمة ممثلة فى قدراتها على التأثير من خلال الثقافة والفنون والإعلام إذا نجحت فى المزج لتحقيق أهدافها تصبح قوة ذكية بحسب تعريف جوزيف ناى فى كتابه الذى حمل نفس العنوان Smart power.

الولايات المتحدة الأمريكية طبقت مفهوم القوة الذكية فى الصراع الدولى الراهن على أثر الأزمة الأوكرانية وهو ما كشفته صحيفة وول ستريت جورنال فى تقرير نشرته قبل أيام عندما قرر فريق إدارة الأزمة منذ البداية رفع السرية عن بعض المعلومات وجعلها محل تداول إعلامى وبالتالى تحقق من خلال الإعلام والرسالة الإعلامية أهداف سياسية نوعية تخدم أهدافها الاستراتيجية وأول معلومة تم رفع السرية عنها كانت موعد بدء العملية العسكرية الروسية وكذلك صور الأقمار الصناعية للحشود العسكرية الروسية.

النظام الدولى الراهن والذى يمر بمرحلة إعادة تكوين واضحة قدر المنظرون أنها ستأخذ بضع سنين أى من ثلاث إلى سبع سنوات ستكون فاصلة فى عمر الكثير من الدول سيكون الجميع مطالبا بالحفاظ على مقدراته أولا قبل تعظيم مصالحه والغلبة لمن يمتلك القوة بأبعادها (الصلبة والناعمة والذكية) ولهذا تشكل الأعمال الدرامية هذا العام فصلا فكريا مصريا يتجاوز مجرد التوثيق .. ولهذا أيضا لا تستغرب استهداف الإعلام الدولى للدراما الوطنية المصرية.