السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

تياترو مصر

تياترو مصر
تياترو مصر


 منح المسرح المصرى معظم النجوم اللامعة فى عالم التمثيل فرصتهم الأولى وتدريبهم وخبراتهم الأساسية، ولكن قليلا منهم من يخلص له ويحن إليه وواحد من هؤلاء، النجم أشرف عبد الباقى، الذى أصر رغم أن المسرح أصبح بعد رحيل أهله عنه مغامرة خطرة أن يستعيد متعته الأولى وبدأ بالفعل فى تنفيذ فكرة لامعة منحها اسما يستعيد ذكريات مسارح عماد الدين، تتمتع التجربة بعناصر جديدة على الإنتاج المسرحى الخاص فى مصر الآن، فهى تذهب للعمل خارج قلب العاصمة وتغامر بالبحث عن جمهور فى مدينة السادس من أكتوبر، كما أنها تضع مسرحا جديدا شديد الإبهار كدار عرض احترافى على خارطة العمل ألا وهو مسرح «أوبرا مصر»، الذى قدمته إدارة جامعة مصر الخاصة للجمهور كنموذج لدور الجامعة فى خدمة ا
 
 
 
 
كما أنها تضم نخبة من الممثلين الجدد وهم شباب يملك الموهبة والحلم اختارهم أشرف عبدالباقى ليشكل بهم فرقة جديدة تستعيد مفهوم الفريق المسرحى المستقر الذى يشكل حساسية فنية مشتركة لتقديم أكثر من عمل، الإنتاج قليل التكلفة لم يمنع من وجود مناظر وملابس مسرحية ثرية ذات أبعاد جمالية وذات صلة بالحدث الدرامى، وهى لصاحب الصياغة المنظرية الجميلة د.محمود سامى.
 
 التجربة تقوم على تقديم مسرحيتين قصيرتين كل خمسة عشر يوما، والمسرحيات تعرض للجمهور العام ويتم تصويرها، وتعرض مساء كل خميس على قناة الحياة التليفزيونية.
 
 بدأ تياترو مصر بتقديم مسرحيتين هما «مصر المحسودة، وسلامة» وفيهما قراءة بسيطة لعلاقة مصر بأمريكا ومخططات زعزعة استقرارها من الداخل والخارج، وهى محاكاة ساخرة تهكمية حول علاقتنا بالقوى الكبرى فى العالم.
 
 يقدم أشرف عبدالباقى فيهما طريقته الخاصة فى تقمص الشخصية والتعليق عليها من الخارج كشخص واقعى، وهى طريقة تقيم مسافة مع الدور لتعلق عليه وتكسر الإيهام المسرحى لتفجر الضحك، وتوثق علاقة جديدة قديمة فى الفن الدرامى بين المسرح والتليفزيون، فالجدير بالذكر أن الدراما التليفزيونية تم اكتشافها مصادفة فى ستينيات القرن العشرين عندما كانت BBC  تصور فى استوديوهاتها المسرح الإنجليزى، فهل يمكن أن يتسبب عبدالباقى فى اجتذاب مؤلفين ومخرجين كبار ومبدعين مجربين لاكتشاف علاقات جديدة بين المسرح والكاميرا هنا فى مصر، خاصة بعد ظهور فنون ما بعد الحداثة التى تخلط حساسيات الفنون المختلفة.
 
 إنها مغامرة يستحق تليفزيون الحياة ومجموعة تياترو مصر عليها تقديرا حقيقيا، فهى حقا محاولة مخلصة تستحق التأمل والدعم والمساندة.∎