الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

كنوز آمال العمدة.. عماد حمدى ليلة العمر التى عشتها فعلًا!

فنان لكل العصور، أعطى الفن حتى الرمق الأخير من حياته، وكان صدقه وموهبته وحبه للفن سلاحًا شهره فى وجه كل الصعوبات التى طالما واجهته وتحدته.



وهذا حوارى معه الذى أهديه لمجلة روزاليوسف..

 آمال: هى يمكن أن يرصد لنا الفنان الكبير عماد حمدى نفسه منذ الأربعينيات.

- عماد حمدى: عملت وراء الكاميرا حوالى 9 سنوات فعملت فى البداية كمحاسب لأنى خريج كلية التجارة من مدرسة التجارة العليا عام 1932 قبل إنشاء الجامعات، وفور تخرجى عملت فى عمل غريب حيث أنشأت شركة إعلان، لأن مصر كلها لم يكن فيها إلا شركة إعلان واحدة فقط يهيمن عليها اليهود، وتسمى «شركة الإعلانات الشرقية»، وكانت هذه الشركة تحتكر كل إعلانات الشوارع والجرائد وجميع أنواع الإعلانات فى مصر، وكنت أول مصرى يطرق هذا المجال، وهذا ما لا يعرفه أحد.

وقمنا وقتها باستئجار شقة كبيرة جدًا فى شارع شريع مقابل 12 جنيهًا شهريًا، ولم يكن لدينا – وكنا أربعة أنا وشقيقى واثنان من الأصدقاء – أى مليم لبدء تأسيس الشركة، لكن والدى كان مهندسًا كبيرًا فى السكة الحديد، وكان لديه كم هائل من المكاتب والأدوات الهندسية والرسم، فقمت بسرقتها، فكسرت المخزن الخاص به وأخذت المكاتب والكراسى والأدوات الخاصة بوالدى والتى لم يكن يستخدمها وأسست بها المكتب.

ويضيف: بعدها ذهبت لطلعت باشا حرب مؤسس بنك مصر ومؤسس الاقتصاد المصرى وكان يشجع الشباب التجاريين المتخرجين فى مدرسة التجارة العليا على الأعمال الحرة، لأن الأعمال الحرة فى مصر وقتها كان يحتكرها الأجانب وشرحت لطلعت باشا هدفى وطلبت مساعدته، ولا أزال أذكر هذا اليوم فى مكتبه ببنك مصر بعماد الدين، وظل ينظر لى لحظات وقال لى إنه سيعطينى إعلانات بنك مصر وشركاته وأيضًا منحنا ألف جنيه كل عام وكان هذا مبلغًا ضخمًا جدًا فى ذلك الوقت.

طلعت حرب عرض عليَّ الوظيفة ورفضتها.

آمال: ما التحويلة التى حدثت وجعلتك تدخل لدنيا الاستديوهات بعد هذا النجاح؟

- عماد حمدى: عملنا فى الشركة التى أسميناها «شركة لوتس للإعلان» لمدة ثلاث سنوات وحاولنا منافسة الشركة اليهودية بأخذ حقوق الإعلان فى الشوارع، لكننى فوجئت باستدعاء من طلعت باشا حرب الذى أبلغنى بقرار ضم شركتنا إلى شركات بنك مصر، لكننى رفضت وطلبت أن نستمر وحدنا بعد الجهد الذى بذلناه، وكان نتيجة ذلك أن تم حل الشركة ووجدت نفسى فى الشارع.

ويكمل: وعرض عليَّ طلعت باشا حرب أن يوظفنى فى بنك مصر لكننى اعتذرت وعملت كموظف باشكاتب فى مستشفى أبو الريش للأطفال واستمريت فى هذه الوظيفة ثلاث سنوات، وكنا اثنان من الموظفين الإداريين فى المستشفى.

آمال: كان مشوار الفنان الكبير عماد حمدى مليئًا بالتحولات، وإلى مجالات وتخصصات أخرى.. لكن ما ذكرياتك عن عملك بالمستشفى؟

- عماد حمدى: كنت أجيد اللغة الإنجليزية إجادة تامة، فكان كل أطباء المستشفى يستعينون بى فى عمل الرسالات الخاصة بهم، ولا أزال أذكر حتى الآن أنى كنت أدخل لأشاهدهم فى المشرحة وهم يقومون بتشريح الجثث ويخرجون أعضاءها الداخلية.

آمال: ثلاث سنوات من حياتك داخل مستشفى أبو الريش للأطفال، ما الذى اكتسبته فيها؟

- عماد حمدى: الكثير والكثير من الفوائد خاصة فيما يتعلق بالمعلومات الطبية، فكان منصب الباشكاتب مهما جدًا فى المستشفى ويطلع على كل خفاياها.

طربوش الجنازات

آمال: لك قصة فى ذلك الوقت مع الطربوش.. فما هى؟

- عماد حمدى: فى هذه الفترة كان الطربوش من سمات الأناقة، ومن كمال كيان الإنسان أن يغطى رأسه، ولكنى كنت أكره الطربوش، ولا ألبسه إلا فى المناسبات فقط، أو حينما أقابل رؤسائى فى العمل، وكان لديّ طربوش معين كنت أسميه طربوش الجنازات، فكنت أضعه فى مكان خاص بمكتبى ولا ألبسه إلا إذا حدثت حالة وفاة وذهبت للعزاء. الغريب أن عكسنا تمامًا كان لدى الأجانب الذين كان الاحترام لديهم هو خلع غطاء الرأس، فى حين كان الاحترام عندنا كان فى ارتداء غطاء الرأس.

آمال: كلامك هذا يذكرنى بحديث سابق لى مع مفكرنا الكبير توفيق الحكيم الذى سألته عن البيريه والعصا فقال إنهما جزء من شخصيته ولا يمكنه الاستغناء عنهما.

- عماد حمدى: هذا صحيح، فتوفيق الحكيم ليس بحاجة أن يعمل لنفسه شكلًا مظهريًا لكى يظهر، لكننا لا نتصوره بدون البيريه والعصا، وأنا لا أزال أذكر حتى الآن وأنا شاب صغير، وأنا أمر أمام عمارة الإيموبيليا وكان على ناصيتها مقهى وكنت أجد أستاذنا الكبير توفيق الحكيم جالسًا يمسك عصاه بيديه الاثنتين ويسند عليهما ذقنه ويلبس البيريه وذهنه شارد. وأنا أتشرف بأننى لعبت قصة حياته فى فيلم «عدو المرأة» مع الفنانة صباح ولم أكن قد قابلته بعد شخصيًا، وكل ما كنت أذكره هو رؤيتى له فى هذا المنظر بمقهى الإيموبيليا، ورغم ذلك فقد مثلت دور توفيق الحكيم كما يعيش هو بالفعل، وبعد الفيلم قابلته شخصيًا لأول مرة فى حياتى.

آمال: أنا سألت توفيق الحكيم عن رأيه فيمن أدوا أدواره على الشاشة، فقال لى إنه يستغرب كيف التقطت أنت منه موضوع التردد الظاهر فى حركته، وتأكيده أنه حينما رآك وأنت تؤدى دوره كان كمن يرى نفسه، ووصفك بأنك فنان عظيم لأنك فعلت ذلك دون أن تراه شخصيًا.. فما تعليقك على ذلك؟

- عماد حمدى: الحقيقة أنا أسمع هذا الكلام للمرة الأولى، ولا أستطيع وصف سعادتى به، وأعتبر هذه الشهادة من مفكرنا الكبير توفيق الحكيم وسامًا على صدرى.

ليس جحودًا وإنما انشغال

آمال: قال لى الفنان الكبير يوسف وهبى إنه فى الماضى كانت هناك علاقات أسرية بين أهل الفن، وكان مجتمع الفن كله أسرة واحدة، أما اليوم فهو يعيش فى جحود وعدم وفاء بدليل أن من صنع منهم فنانين لم يعد أى منهم يسأل عنه ولو حتى عن طريق التليفون.. فيم تعلق على ذلك؟

- عماد حمدى: تربطنى علاقة خاصة جدًا بيوسف وهبى لأننى أعتبره أبًا حيث حملنى وأنا مولود، فأنا ولدت فى سوهاج، وكان والدى باشمهندس وجه قبلى فى السكة الحديد وكان والد يوسف وهبى مديرًا للرى فى وجه قبلى، وكانا يسكنان فى فيلتين يفصلهما سور، ووالدتى تحكى لى أن يوسف وهبى حينما ولدت كان شابًا صغيرًا، فحملنى بعد ولادتى بأيام ليداعبنى، ولهذا فأنا أعتبره أبى الروحى.

ويضيف: وخلاف هذا فأنا أحترمه احترامًا فنيًا واحترامًا من جميع النواحى، لكن فى الوقت نفسه يجب أن يعذر الناس فى هذا الوقت، فلقد انشغل الجميع بالبحث عن الرزق، وأصبحت المواصلات صعبة، ولهذا فما يحدث له ليس جحودًا، وليتأكد يوسف وهبى أنه فى قلب وذهن الجميع، وأن الجميع يتابعون خطواته، وأنا شخصيًا فكرت كثيرًا فى أن أزوره، لكن فى كل مرة أقول إنه قد يكون مجهدًا من المرض، كما أن المواصلات بالنسبة لى مرهقة جدًا ولم تعد صحتى تحتمل ضغوط المواصلات، لكن عليه بالفعل أن يتأكد أنه فى قلب الجميع.

آمال: عماد حمدى الإنسان عاش الوفاء فى عيد ميلاد السبعين، وكنت شاهد عيان على هذا ورأيت دموعك التى انسكبت لانفعالك بتذكر الجميع لك وإثبات وفائهم لك.

- عماد حمدى: فى هذه الليلة قضيت ليلة العمل، وطوال سبعين سنة عشتها لم أشعر بشعورى فى هذه الليلة، والحقيقة أن الوفاء قليل جدًا وفى نطاق ضيق هذه الأيام حتى بين الأبناء والأشقاء، فحينما أكون وحيدًا فى بيتى ثم أجد خمسين شخصًا يفاجئوننى بالزيارة، ليحتفلوا بعيد ميلادى فلا بد أن أشعر تجاههم بامتنان وأبكى من فرط حساسية الموقف.

آمال: أنت ملأت الشاشة حيوية وبطولات، هل يمكن أن نلقى نظرة بانورامية على مشوارك الفنى.. ونتحدث عن أفضل أوقات حياتك الفنية؟

- عماد حمدى: أعتقد أن أفضل الفترات التى أديت فيها فنيًا ليست الأيام الأولى من مشوارى، رغم أن هذه الفترة كان فيها أشهر أعمالى، لكن حينما تقدمت فى السن كانت أفضل أعمالى وكان ذلك فى فترة السبعينيات وليس الخمسينيات والستينيات التى قدمت فيها مئات الأعمال، لكن أعمالى بعد ذلك أفضل بكثير.

أنا الآن لا شىء

آمال: مَن عماد حمدى اليوم؟

- عماد حمدى: أنا الآن لا شىء...

آمال: ولِمَ تقول ذلك؟

- عماد حمدى: لأننى فعلًا أصبحت لا شىء، فالعام الماضى طوال 12 شهرًا كاملة كان دخلى فيها كلها بالمليم 17 جنيهًا ونصف حصلت منها على ثمانية جنيهات ونصف من كلمتين قلتهما فى برنامج للأستاذة أمانى ناشد ودفعت منها جنيهًا للساعى الذى اصطحبنى للاستديو، وعملت مرة أخرى فى نفس البرنامج ولكن مع المذيعة ملك إسماعيل بمناسبة عيد ميلادى وأعطونى تسعة جنيهات أى 17 جنيهًا ونصف كدخل فى عام كامل من أول يناير إلى آخر ديسمبر.

ويضيف: هذا فى حين أن نفقاتى كثيرة جدًا فأنا لى ولدان الأول شاب والثانى لا يزال يتلقى تعليمه وتتكلف دروسه الخصوصية 300 جنيه شهريًا غير نفقاته الشخصية، ولولا أنى عملت مع بعض الشركات العربية لما استطعت أن أعيش، وهذا أهديه لمن يهاجمون الفنانين الذين يعملون بالخارج، فماذا كنت أفعل لو لم أعمل مع هذه الشركات، وشركات بلدى لم تمنحى إلا 17 جنيهًا ونصف فى عام كامل.

آمال: لكن ما يعوضك بالتأكيد هو التكريم المعنوى من الدولة والجوائز التى حصلت عليها..

- عماد حمدى: لديّ مئات الجوائز والميداليات، لكنها لا يمكن أن تطعمنى أنا وأولادى.

 

آمال: لكن فى الخارج يفصلون البطولات على النجوم الكبار ممن تعدوا سن الشباب؟

- عماد حمدى: هذا غير موجود عندنا، وأنا لا أعرف سببه، لكن كلنا لا نعمل محسن سرحان وأنا ويحيى شاهين ومحمود المليجى الذى أذاع قبل وفاته بيانًا أعلن فيه اعتزال الفن كنوع من الاحتجاج على تركنا واللهاث وراء الشباب، لكن الأمريكيين يخصصون بطولات خاصة لكبار السن بل وللمعوقين أيضًا مثل إدموند بيرد الذى أدى دور بطولة وهو على كرسى متحرك بعد أن ظلوا يبحثون عن قصة لكى يمثلها بعد أن أصبح مقعدًا نتيجة إصابته فى حادث سيارة، ولو كان فى مصر لكان إما أن أدخل الوفاء والأمل أو فشل فى توفير طعامه أو يتسول من الناس.

ويضيف: المشكلة أن المنتجين يلهثون وراء الفتيات ذوات الباروكات والشباب الذين يرتدون السلاسل والقمصان المزركشة والبنطلونات الجينز لأداء بعض الحركات، لكن لا يوجد بحث عن فن أو مواضيع، ورغم ذلك فهؤلاء الشباب لا يستطيعون تحقيق النجاح الذى حققناه.

آمال: أريد أن أعرف بأمانة إحساسك اليوم وأنت فى بيتك وحيدًا ويعرض فى التلفزيون فيلم لك.

- عماد حمدى: أقول سبحان الله.. وأتساءل عما يحدث فى العالم، ولكن ما يسعدنى هو كم المكالمات الهائل الذى أتلقاه من رجال ونساء وشباب لا أعرفهم يحدثوننى فيه عن هذه الأعمال ومدى تأثيرها فيهم.. لكننى أعلمَّ تمامًا أن النجومية دوارة.. وأننى أخذت وقتى ولا بد أن يأخذ غيرى وقتهم، وهؤلاء الذين يستعرضون عضلاتهم سيسلمون الراية أيضًا فى يوم من الأيام.

 آمال: ومن يذكرك بعماد حمدى من ممثلى اليوم؟

- عماد حمدى: محمود ياسين ونور الشريف، أحترمهما جدًا وأرى فيهما شبابى وامتدادًا لى.

آمال: عماد حمدى شاهد عيان على ازدهار السينما المصرية خلال فترة طويلة جدًا.. ولكن أين تتجه السينما المصرية الآن؟

- عماد حمدى: السينما المصرية تتدهور بشكل غير عادى، وأنا غير متفائل بشأنها إطلاقًا، بدليل أننا فى الماضى كنا نقدم تسعين فيلمًا كل عام، وفى حين أننا الآن نقدم 15 فيلمًا فقط كل عام.

 أحسست شادية أثناء أفلامنا معًا.

 آمال: قالت لى الفنانة صباح إن حب السينما يمتد أحيانًا خارج البلاتوهات فيصدق الممثلون هذا الحب، ويحب البطل والبطلة بعضهما ويتزوجان كما حدث بينها وبين رشدى أباظة، حيث صدقًا حب البلاتوهات وتزوجا زواجًا لم يدم طويلًا.. فهل خضت تلك التجربة؟

- عماد حمدى: نعم.. فأنا من فرط صدق تمثيلى كنت أتهم بأن هناك علاقة بينى وبين زميلاتى الفنانات المحترمات لدرجة أن شائعات انتشرت بأنى تزوجت معظم الفنانات اللاتى قمت بالتمثيل أمامهن مثل فاتن حمامة ومديحة يسرى وغيرهن، والحقيقة أن العلاقتين الوحيد يتين اللتين نشأتا بينى وبين فنانتين انتهتا بالزواج وكانتا من السيدة شادية حيث أحببتها أثناء التمثيل معًا فى البلاتوه وتزوجنا، والثانية هى السيدة نادية الجندى ولى منها ابن هو هشام، وغير ذلك أقسم بالله أنه لم تكن هناك بينى وبين زميلاتى إلا علاقات ذات احترام متبادل ولم تتعد حدودها.

آمال: شباب المخرجين.. ما قولك فيهم؟

- عماد حمدى: منهم الجيدون من خريجى المعهد، ولكن هناك من غير خريجى المعاهد من هم أحسن منهم.

آمال: غرفة صناعة السينما..

- عماد حمدى: أطالبهم بتأجيرها مفروش.. أين هى؟ وماذا تفعل؟

آمال: المعاهد والأكاديميات.. هل تصنع فنانًا؟

- عماد حمدى: ممكن إن كان هذا الفنان موهوبًا، فالموهبة هى التى تحكم من يواصل الطريق بنجاح، والمعهد يصقل هذه الموهبة.

آمال: بعد أن نضجت.. ما هو إحساسك بالدنيا؟

- عماد حمدى: إنها فانية.

فى انتظار أن تُدعى لى بالرحمة

آمال: وكيف تعيش الشيخوخة؟

- عماد حمدى: فى انتظار اليوم الذى لا يعرف أحد موعده حينما يُدعى لى بالرحمة.

آمال: مرض القلب.. كيف تشعر به بعد أن أصبت به؟

- عماد حمدى: لا شىء، الأعمار بيد الله، وأنا خلال وجودى فى المستشفى فوجئت بأن كل يوم يموت عدد من الشباب فى حين لم يمت أى واحد منا نحن الشيوخ.

 آمال: كيف كان شعورك حينما أصبحت جدًا؟

- عماد حمدى: شعور فى منتهى الروعة، ونعمة كبيرة من الله، فلقد شعرت أن لى سلالة، فالأعمار بيد الله وقد لا يمهلنى العمر لكى أراه كبيرًا لكننى رأيته صغيرًا، وعلى فكرة اسم حفيدى الأول عماد أيضًا.

آمال: لديك أولاد فقط.. ألم تتمنى أن يكون لديك بنت؟

- عماد حمدى: أنا مؤمن بقضاء الله، وفى كل مرة كنت أهيئ نفسى لتقبل ما يرسله الله لى، لكن حينما ولد حفيدى كنت أتمنى أن يكون بنتًا، وأنا متأكد أن البنت أصلح للأب من الولد، ولا أعرف سبب ذلك لكننى مؤمن به، قد يكون لأن البنت تزيد من رزق الأب، أو لأنى رأيت بناتًا تترك بيتها وأولادها وتساند والدها فى مرضه فى الوقت الذى ينشغل فيه الأولاد بأعمالهم، وأنا جربت ذلك فى مرض والدى حيث ساندته شقيقاتى البنات وتركن أزواجهن فى حين انشغلنا نحن الأولاد بأعمالنا.

جائزة عالمية عن «المذنبون»

 آمال: أنا حزينة لأنى أشاهد بعض الأفلام الآن.. وأرى اسمك فيها فى مكان غير مرموق رغم أن اسمك دائمًا كان فى المقدمة؟

- عماد حمدى: طوال عمرى الفنى لم أكن أهتم بترتيب اسمى من بين أبطال العمل الفنى، فى حين أن هناك قضايا ترفع الآن من شباب الفنانين الذين لم يمثل أى منهم أكثر من ثلاثة أفلام على المنتج بدعوى أنه وضع أسماءهم بشكل غير لائق، وأنا طوال تاريخ حياتى الفنى الطويل لم يحدث أن سألت مرة واحدة ولم أهتم أين يكتب اسمى إطلاقًا، ذلك أنى أعتقد أنى لو كتب اسمى فى البداية ولم أؤدى الدور جيدًا فستكون العواقب أسوأ، وهناك مثل واضح على ذلك حيث قمت ببطولة فيلم «ثرثرة فوق النيل» وهناك فيلم آخر قمت بأداء دور فيه وحصلت على جائزة عالمية عليه وهو فيلم «المذنبون» وفى «ثرثرة فوق النيل» كتبوا اسمى السادس، ورأيت هذا فى السينما لأنى كما قلت لم أكن أسأل عن ذلك وضحكت جدًا فى نفسى وكان ذلك فى سينما ريفولى لكننى لم أتكلم، ولكننى كنت فى منتهى السعادة حينما خرج الناس بعد مشاهدة الفيلم لا يتذكرون إلا واحدًا فقط وهو عماد حمدى، وهنا ما الذى استفاده صاحب أول اسم أو الثانى أو الثالث فى حين لم تؤثر أدوارهم فى الناس، وهذا نفس ما حدث أيضًا فى «المذنبون».

 آمال: إذن فالعبرة عندك ليست بترتيب الأسماء وإنما بالدور.

- عماد حمدى: طبعًا.. ولا أرى لترتيب الأسماء قيمة بالنسبة لفنان يمثل دورًا لا يتعدى خمس دقائق ويخرج الجمهور ولا يتذكر غيره وهذا هو النجاح الحقيقى. ويضيف: أتذكر أننى ذات مرة طالبت فى أحد أفلامى بألا يوضع اسمى فى التترات نهائيًا، وكان طلبًا غريبًا لكنى كنت أثق فى أن الجماهير هى التى ستحكم على أبطال الفيلم وليس ترتيب الأسماء الذى تحكمه كثير من الأحيان أمور غير فنية.

الفن الآن فلوس ومنجهة

آمال: أرجو أن تعلق على كل سؤال بكلمات سريعة.. الفن زمان...

- عماد حمدى: كان صدقًا والتزامًا.

آمال: والفن الآن...

- عماد حمدى: فلوس ومنجهة.

آمال: الوحدة فى البيت...

- عماد حمدى: ألذ شىء فى العالم.

آمال: الزواج...

- عماد حمدى: كارثة.

آمال: الأبوة...

- عماد حمدى: أحلى عاطفة فى العالم.

آمال: النقد فى الوسط الفنى...

- عماد حمدى: صفر من عشرة.  

آمال: فاتن حمامة...

- عماد حمدى: سيدة الشاشة العربية.

آمال: أنور وجدى...

- عماد حمدى: أسطورة لن تتكرر.

آمال: ليلى مراد...

- عماد حمدى: أسطورة أخرى مثل أنور وجدى.

آمال: النجومية...

- عماد حمدى: ليست مظهرية كما يعتبرونها اليوم.. بل هى إثبات وجود الإنسان والعطاء.

 آمال: السفر...

- عماد حمدى: متعة.

آمال: العمل فى الفيديو...

- عماد حمدى: مرهق ولكنه لذيذ جدًا.

 آمال: بلاتوهات السينما الآن…

- عماد حمدى: صفر.

 آمال: نادية لطفى…

- عماد حمدى: ست الكل وحبيبتنا.

 آمال: ظاهرة استمرار نجومية فريد شوقى…

- عماد حمدى: هو أسطورة تحتاج لكلام ست ساعات لأوفيه حقه.. لكن لا بد من الاعتراف أنه لن يتكرر.

آمال: ماجدة...

- عماد حمدى: جهدها الفنى ملموس.

آمال: شادية…

- عماد حمدى: «يضحك ولا يجيب».

 أنا إنسان بسيط جدًا

آمال: ما هى رياضتك المفضلة بعد أن تعديت السبعين من عمرك؟

- عماد حمدى: قراءة الجرائد وحل الكلمات المتقاطعة هى رياضتى المفضلة الآن.

 آمال: فى النهاية.. ماذا تقول عن نفسك؟

- عماد حمدى: أنا إنسان بسيط، عشقت الفن وأعطيته حياتى دون أن أنتظر ثمنًا، لعب الحظ دورًا بارزًا فى حياتى لكى أكون نجمًا، ومنحنى الله الكثير والكثير من الجوائز أغلاها على نفسى هى حب الناس وتقديرهم لى، ورغم ذلك فأنا فى نظر نفسى فنان صغير جدًا بل وفى آخر الركب.