الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
فى أيام العالم الصعبة مصر تتحدى وتعتمد على نفسها نواجه الغلاء نعم.. لكن غيرنا يواجه الجوع! كوفيد الاقتصادى يختبر مناعة الدول فى أيام عدم اليقين الاقتصادية

فى أيام العالم الصعبة مصر تتحدى وتعتمد على نفسها نواجه الغلاء نعم.. لكن غيرنا يواجه الجوع! كوفيد الاقتصادى يختبر مناعة الدول فى أيام عدم اليقين الاقتصادية

ليس أثقل  على الذهن من متابعة التطورات الاقتصادية العالمية وتداعيات ما يجرى على مدار اللحظة فى الأسواق العالمية.. موجة تضخم مرعبة.. أزمة جوع تضرب العالم تحذر منها بشدة الأمم المتحدة.



 

نرصد ونتابع ونتدبر الحال المصري.. الدولة المصرية التي تسابق الزمن من أجل جودة حياة يستحقها هذا الشعب.. المشروع المصري الذي استوعب كل دروس الماضى وأنتج نفسه من جديد بأدبيات واضحة ملخصها الخير والسلام والتنمية.. وأساسه امتلاك القدرة.. السعى الدائم لامتلاك القدرات فى كل المجالات وكل أوجه الحياة.

الآن الجائحة الاقتصادية  تعلن عن نفسها..  تقف على أبوابنا..  تشتد  الأعاصير من حولنا ولكنها أبدًا لن تخلع غرسنا؛ فمناعة الدولة المصرية قوية وقادرة على مواجهة هذا التحدى الاقتصادى العالمى.. وقدرة الشعب المصري على هضم التحديات مهما بلغت قسوتها يسجلها الزمن كل حين ونحن الآن على موعد جديد مع التحدى.. بل على موعد جديد مع تحدى التحدى.

تحركت  الدولة المصرية سريعًا بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي أعلنت عن حضورها فى كل المتاجر والأسواق لضبط الأسعار، وفى الوقت نفسه تتم معالجة التبعات الاقتصادية من الطوفان العالمى بحكمة مدروسة لدولة لا تملك رفاهية الفشل.

انحصرت الخيارات بين أن نكون أو لا نكون أمام الدول، وفى حال الأمة المصرية لا نملك إلا خيارًا واحدًا وهو أن نكون.

نعم يجب أن نكون.. مرت علينا الكثير من الصعاب وتجاوزناها وسنجتاز التحدى الاقتصادى الصعب.. نحن نواجه الغلاء فقط؛ أما غيرنا من الدول فسيواجه الجوع.. من يعتمد على غيره فى إطعامه وملبسه وكل تفاصيل حياته سيتعب كثيرًا كثيرًا.

ولأن الخيار المصري أحادى، وهو أن المشروع المصري لا يعرف التعطيل حتى فى ظل الظروف القهرية.. فإن القراءة الاقتصادية المبسطة تقول أننا يجب أن نستمر فى العمل ونواصل البناء والعمران لأن هذا هو المتنفس الوحيد لاستيعاب العمالة وتقليل معدلات البطالة والحفاظ على معدلات النمو.

لا نملك إلا إعادة التفكير فى كل ما يتم استيراده من الخارج وأن نكتفى بالمنتج المصري فى حال تواجده ولا يكون الاستيراد إلا تحت بند الضرورة.

سابقًا كان مثل هذا الحديث دربًا من دروب المستحيل لأن الدولة لم تكن تملك أى بنية معلوماتية.. الآن وبفضل المبادرات الرئاسية فى جميع المناحى وبفضل مشروع القرن «حياة كريمة» أصبحت لدينا قاعدة معلوماتية لحال كل شبر فى أرض مصر.

الآن الدولة تعرف.. والمعرفة قوة كبرى.. الدولة تعرف الميزة النسبية لكل قرية من قرى مصر.

الآن هى اللحظة التي نكمل بها البناء لنحافظ على البقاء.. بعد آلاف المشاريع القومية.. حانت لحظة الاعتماد على الذات فى كل شيء.

مراجعة بنود الاستيراد أمر واجب الآن.. استبداله بالمنتج المصري أمر واجب الآن.. تشجيع التجارة الداخلية أمر واجب الآن.. فتح آفاق للسياحة الداخلية والخارجية أمر واجب الآن.

هذا على المستوى العام.. أما على مستوى الفرد، فمؤكد أن التضخم يطول الجميع لا يستثنى أحدًا ولهذا يحتاج إلى تضافر الجميع.. كل فى محيطه عليه مسؤولية مجتمعية يجب أن يقوم بها.

هذه لحظة تدبُّر وتدبير.. كل ما يتم تحت بند الرفاهية.. حان وقت تأجيله حتى نعبر هذه الموجة من الصدمة السعرية التضخمية فى عالم لا يعرف ماذا تحمل اللحظة القادمة؟ 

هذا وقت اقتصاديات المشاريع الصغيرة والمتوسطة.. هذه هى النقلة النوعية التي يحتاجها اقتصاد مصر الآن.. بات علينا مراجعة كل التجارب التي مضت وإنتاج النموذج الملائم للحظة الاقتصادية العالمية والمصرية الراهنة.

الآن يجب أن نبدأ.. الآن يجب أن نعلنها صريحة للدنيا أن مصر تتحدى وتعتمد على نفسها.

ستنتهى المحنة مثلما انتهت كل ما سبقها من أوقات صعبة.. ستنتهى ومصر أقوى وأكثر صلابةً وعنفوانًا. وللحديث بقية.