الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ضوابط الاستيراد دفعت المصانع المحلية لاعتماد معايير الجودة العالمية النهوض بصناعة مستحضرات التجميل يوفر العملة الصعبة ويقضى على المنتجات المغشوشة

بات تطوير صناعة مستحضرات التجميل محلياً مطلباً ملحاً، فى ظل توجه الدولة للحد من هدر العملة الصعبة فى استيراد منتجات يمكن إيجاد بدائل محلية لها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المنتجات المستوردة، حيث أعلنت شعبة الكوافير ومستحضرات التجميل عن زيادة الأسعار بنسبة %50 خلال 6 أشهر؛ بسبب زيادة أسعار مستحضرات التجميل فى الدول التى تصنع بها.



فى المقابل، بدأت تنتشر المنتجات المقلدة التى تحمل أسماء ماركات عالمية، فى الوقت الذى لا يستطيع فيه المستهلك العادى التفريق بين المقلد والأصلى.

ويشدد عدد من خبراء صناعة التجميل فى تحقيق أجرته «روزاليوسف»، على ضرورة النهوض بهذا القطاع عبر ضخ الاستثمارات فيه والتعاون مع الشركات العالمية من أجل توطين هذه الصناعة، خصوصاً أن مستحضرات التجميل أصبحت من الضروريات النسائية، المستخدمة يومياً، مما يعنى أن هناك سوقاً كبيرة لها داخلياً وخارجياً، حيث استطاعت الشركات المحلية الوفاء بمعايير التصنيع المعتمدة.

جودة المحلى

يقول أسامة الغريب، رئيس مجلس إدارة مصنع النيل لمستحضرات التجميل، إن استيراد مستحضرات التجميل يكون بنظام الخامات المصنعة الجاهزة للتعبئة مباشرة، بشرط تسجيلها فى هيئة الدواء المصرية، ويتم أخذ عينات للتحليل لمطابقتها للمعايير الصحية، وهذا أمر جيد، كما نجد أيضاً بعض المصانع فى مصر تنتج مستحضرات التجميل وتوفر عملة صعبة لها بأرقام خيالية، وأرى أنه لا ضرورة لاستيراد مستحضرات التجميل كمنتج نهائى طالما أن البدائل المحلية متوافرة.

ويضيف: أدعم قرار الحكومة بإيقاف الاستيراد كمنتج نهائى كامل للبيع؛ بدليل أن الحكومة حين اتخذت قراراً بمنع استيراد بروتين فرد الشعر حاليا، وصلنا فى مصر لإنتاجه مثل المستورد تماما وبجودة عالية جدا، ولو كان الاستيراد مفتوحا ما كنا وصلنا إلى ذلك.

 تقليد المنتجات

ويرى الغريب، أنه بالنسبة لمسألة تقليد المنتجات أن المشكلة ليست فى التقليد؛ لأنه من الصعب أن يكون المنتج بنفس الجودة، ولكن المشكلة فى الكتابة على العبوة أنها إنتاج مصنع النيل لمستحضرات التجميل مثلا أو أى مصنع آخر، وهو منتج غير مسجل ولم ينتج فى مصنعهم، بل أنتج فى أماكن مجهولة.

ويضيف، أن الأماكن التى تبيع المنتجات المقلدة هى المحلات وخصوصا محلات العطارة، وهى منتشرة فى أنحاء الجمهورية، خاصة حين يكون المسئول عن مثل هذه المحلات عديم الخبرة، أو بيبحث عن هامش ربح أعلى فى منتج غير مسجل، بالإضافة إلى أن أغلبهم يعمل من دون فواتير، وأيضا بعض التجار أصحاب مخازن الجملة وموزعى محلات تصفيف الشعر (الكوافير).

ويذكر، أنه من الصعب أن يميز المستهلك بين المنتج الحقيقى والتقليد، إلا إذا كان يتعامل مع محلات موثوقة، ويرى البيانات على المنتج، ومن السهل أن يبحث عن المصنع فى ثوان على الإنترنت، ويعرف إذا كان المنتج مسجلاً ومرخصاً، وأنتج فى المصنع المدون على العبوة أم لا، وأغلب المستهلكين يعلمون ذلك جيداً، وأرسل لى الكثير من المستهلكين صورا لعبوات وهمية كتب عليها اسم مصنعنا.

جمارك مرتفعة

فى السياق تقول رضوى مسعد، مسئولة استيراد منتجات باث أند بادىBath & Body فى إحدى الشركات، إن أسعار مستحضرات التجميل ارتفعت بشكل مطرد فى الآونة الأخيرة وتضررت الشركات كثيرا نتيجة ارتفاع أسعار الجمارك والشحن، وهناك تقليد للمنتجات ولهم مصادر تستقبل منها ذلك، وبسبب غلاء أسعار مستحضرات التجميل الأصلية، تقبل الكثير من النساء على شراء أدوات الماكياج بسعر رخيص الثمن، وتظن أنه لا يوجد فرق بينه وبين المنتج الأصلى، ولكن صناع المستحضرات المزيفة يقلدون المنتج الأصلى حتى فى شكل العلبة لعدم كشف تزييفهم، وهذا يؤثر بعد فترة على البشرة.

وتنصح مسعد المستهلك قبل الشراء التأكد من عدة أمور، من بينها المعلومات على المنتج نفسه، فإذا كانت العبوة تحتوى على القليل جدًا من المعلومات، فهذا يعنى أنها ليست أصلية، وإذا كان المنتج به رائحة كريهة أو كان معطرًا بشدة، فهو ليس أصليًا أيضا.

غياب محلى

من جهته يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى: إن مستحضرات التجميل تعد واحدة من الصناعات التى تعمل على ازدهار النمو الاقتصادى لدول عديدة، ويرجع هذا فى الأساس إلى انتشار صالونات التجميل على مستوى واسع، فتحولت إلى استثمارات كبرى فى العالم ولعبت دورا كبيرا فى الترويج لهذا الاستثمار، بالإضافة إلى دخول العديد من المشاهير فى هذا المجال، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعى فى الترويج لهذه السلع.

ويضيف: إن هذه الصناعة لا تستفيد منها الدول العربية بسبب اعتمادها على استيراد مستحضرات التجميل، ومشكلة العالم الثالث فى عدم وجود فائض فى العملات الأجنبية؛ لذلك تحتاج هذه الصناعة إلى من يتبناها فى الوطن العربى للاستفادة من فرص التصنيع محليا بدلا من الاستيراد من الخارج، وهناك فرص ضائعة من عدم وجود علامات تجارية عربية معروفة فى مستحضرات التجميل، ويجب الوقوف بجانب المنتج المصرى، وصناعاتنا الوطنية.

ويضيف: لا يليق أن تعجز المصانع عن عمل منتج يضاهى المنتج الغربى، ولا ينقصنا أبدا الكفاءات، وعلى رجال الأعمال أن يعقدوا اتفاقات وشراكات مع ماركات عالمية، مما يوفر العملات الأجنبية داخل البلاد، وتوجه هذه العملات إلى المتطلبات الأساسية للمواطنين.

مخاطر المغشوشة

فى السياق يحذر الدكتور تامر نعمانى، إخصائى الجلدية والتجميل، من مستحضرات التجميل المزيفة المباعة على الأرصفة وفى المترو، التى تؤدى إلى خطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، منها: حساسية وطفح الجلد، جفاف البشرة والشفاه، احمرار الجلد، تساقط الرموش، حكة شديدة، التهاب الجفون، ظهور البثور والحبوب نتيجة انسداد مسام الجلد، ظهور الرؤوس السوداء، وغيرها.

ويضيف، أن هذه المنتجات تحتوى على نسب عالية من الرصاص والبكتيريا والبريليوم، وكلها مواد تسبب الطفح الجلدى، كما أن الشخص الذى يبيع المنتج المزيف لا يهتم إذا كان المشترى لديه رد فعل تحسسى تجاه المواد التى صنعت منها أم لا، حيث إنها لم تنتج على يد متخصصين يعرفون النسب الدقيقة لإنتاج المنتجات، وذلك لأنهم يبحثون عن الربح فقط.

وينصح باختيار مستحضرات التجميل التى تتلاءم موادها الكيميائية مع طبيعة البشرة، سواء الجافة أو الدهنية أو المختلطة؛ لتجنب الالتهابات والحروق. وأهمية قراءة الكود المكتوب على العبوة؛ لأن المنتجات الأصلية لها رموز معروفة ويمكن التعرف عليها، فى حين أن عدم وجود الكود على المنتج يعنى أنه تقليد.