الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
طوفان اقتصادى عالمى يرسم خريطة دولية جديدة ماذا لو لم تكن مصر مستعدة وجاهزة للمواجهة؟ كيف تم إعداد الدولة فى 7 خطوات للدفاع  عن وجودها خلال السنوات الـ7 الماضية؟

طوفان اقتصادى عالمى يرسم خريطة دولية جديدة ماذا لو لم تكن مصر مستعدة وجاهزة للمواجهة؟ كيف تم إعداد الدولة فى 7 خطوات للدفاع عن وجودها خلال السنوات الـ7 الماضية؟

بين التعليق على الحدث واستشراف القادم من الأحداث ستمضى هذه السطور.. بين التدبر فى عنفوان قُدراتنا وحجم التحديات التي تواجه الأمة المصرية نقف ونطرح أسئلة من قلب واقعنا ومؤكد أن المستقبل يحمل إجابات لها.



على مدار أكثر من شهر ومنذ بداية ملامح التوتر استشرفت مجلة «روزاليوسف» السيناريوهات المقبلة حينها؛ وهى التي يعكسها المشهد على الساحة الدولية الآن بعد انفجار الموقف بين روسيا وأوكرانيا، وتشكيل ضغط مهول على الجهاز الاقتصادى العالمى الذي يُعانى كثيرًا من نكبة (كورونا).

هذا السياق يجعلنا الآن ننظر للقادم عالميًا بعين من القلق الشديد، ولكنه قلق لا يخترقه «خوف».. ذلك لأن الدولة المصرية مستعدة، أو بمعنى أدق علينا جميعًا أن نُدرك الآن قيمة وضع الدولة المصرية فى حالة الاستعداد للدفاع عن مُقدراتها من خلال ملحمة حقيقية سيرويها التاريخ لهذه الأرض وأهلها.

ملحمة عكست قوة وحكمة ورؤية قيادة وطنية وتضحيات شعب عظيم.. الآن نُدرك قيمة استقلال القرار الوطني المصري الذي انتزعته مصر بعد ثورة يونيو بالكفاح والعرق ودم شهدائها.

الآن ندرك فى ظل هذا الاستقطاب الدولى الحاد فكر الرئيس عبدالفتاح السيسى؛ ولماذا يضع مصلحة الوطن العليا أولاً واتخذ من القرارات الشجاعة ما يحفظ لمصر مُقدّراتها حتى لو لم تحظ بالاستيعاب العام حينها.

وهنا علينا أن نسجل بعضًا من النقاط وسط سطور كثيرة لاستراتيجية الدولة المصرية التي أدركت مبكرًا أن العالم فى مرحلة إعادة صياغة شاملة وفق معطيات جديدة وتوازنات جديدة، بل ثوابت جديدة، بينما تخوض مصر المعترك بثوابتها الراسخة رسوخ أهراماتها:

أولاً: لو لم يقم الرئيس عبدالفتاح السيسي بترسيم الحدود البحرية وتحديد المناطق الاقتصادية الخالصة المصرية، ما كان الظرف الدولى الراهن ليسمح بهذه الخطوة الشجاعة وكانت ثرواتنا إما أن تمتد إليها يد سارق مدعوم دوليًا من حلفه؛ فإن لم يستطع أشعل حولها الصراع.

ثانيًا: لو لم يقم الرئيس عبدالفتاح السيسي بوضع تحديث قدرات قواتنا المسلحة هدفًا استراتيجيًا واضحًا بالقدر الذي يُناسب موضع التحديات على جميع الاتجاهات الاستراتيجية؛ لكان من المستحيل تحقيق حلم تنويع مصادر التسليح الآن مثلما كانت تُطالب النخب قبل 2011، وعندما تحقق الحلم كانت تُكتب مقالات لماذا نشترى كل هذا السلاح؟.. ظنى أن يعترف أصحاب هذه الكتابات بأخطائهم ويعتذروا عن سطحيتهم، ولكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا.. لأن الغرض مرض.

الآن مصر من الدول التي تمتلك قواعد عسكرية متطورة فى مختلف الاتجاهات الاستراتيجية لا تهدد أحدًا، ولكن لا يجرؤ أحد على تهديدها.

ثالثًا: لو لم يقم الرئيس السيسي بإجراء الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية ما كان الاقتصاد المصري ليصمد فى هذا الطوفان الاقتصادى العالمى، وما كان لنا أن نمتلك احتياطيًا نقديًا يوفر القدر الآمن لمصر.

رابعًا: لو لم يقم الرئيس السيسي بالتوجه نحو زيادة الرقعة الزراعية ومواجهة الاعتداء على الأراضى وإعادة صياغة رقعة المحاصيل نفسها، لكان الآن الحال بالغ العوز فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة.. ولك أن تتخيل لو لم نكن نمتلك صوامع القمح الحديثة كان من الممكن أن نواجه صعوبة فى توفير رغيف العيش؛ لأننا أكبر مستورد للقمح وننتج يوميًا 275 مليون رغيف، وحتى لو كانت الدولة استطاعت أن توفره فعليك أن تعلم أنها كانت ستخضع لضغوط سياسية واضحة فى ظل هذا الاستقطاب الدولى الحاد بين معسكرين.

خامسًا: لو لم يقم الرئيس السيسي بالانطلاق بالدولة إلى أفق غير مسبوق من العمران والمشروعات القومية العملاقة فى كل شبر على أرض مصر، لكانت معدلات البطالة وصلت إلى حد «الرعب» الاجتماعى والعمل الشاق يمضى والبناء يمضى لأن هذه الأمة لا تملك رفاهية الفشل.

سادسًا: لو لم يقم الرئيس السيسي بإصلاح وترميم النسيج الوطني المصري بعد ما طاله على أيادى أعداء هذه الأرض، ولو لم يقم بالتوسع فى مظلة الحماية الاجتماعية ونجدة المهمشين من أهلنا لكنا الآن مجتمعًا أصابه الوهن فى مواجهة أزمة عالمية طاحنة.

سابعًا: إن سيناريو الفوضى القادم فى أوروبا فى حال انتقال جماعات مسلحة على الأرض إلى خضم الصراع لم يكن ببعيد عن السيناريو الذي تم فيه استخدام جماعة الإخوان الإرهابية لكى تتحول سيناء الغالية إلى بقعة من الدم والفوضى ولتحقيق هذا الغرض استقدموا الإرهابيين من كل بقاع الأرض، ولو لم يقم الرئيس السيسي وقواتنا المسلحة بتطهيرها من الإرهاب والتوجيه بالعملية الشاملة لدحر الإرهاب وتنمية سيناء، لكان المشهد المصري برمته مختلفًا الآن اختلافًا جذريًا وكان سيجد الإرهاب من يدعمه ويسنده.

أخيرًا.. لقد وصف الرئيس السيسي حال الواقع المصري قبل سنوات بأنها مرحلة البناء والبقاء والآن نستعيد هذا الوصف فى تشخيص المستقبل القريب، فالتهديد العالمى سيُصيب كل دولة لا تمتلك مقومات البقاء.. وخلال الفترة من 2022 وحتى 2030 سيُعاد رسم خريطة التوازنات العالمية وفى القلب منها خريطة الشرق الأوسط.. وستظل مصر تاجَ العَلاء فى مفرق الشرق.

وللحديث بقية