الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«حالة الاتحاد» خطاب الفرص الضائعة لبايدن

ألقى الرئيس الأمريكى، جو بايدن، خطاب «حالة الاتحاد» فجر الأربعاء فى مبنى الكابيتول هيل.هذا الخطاب الذى كان من المفترض أن يتم إلقاؤه فى يناير أو فبراير تأجل بسبب انتشار متحور أوميكرون، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن الخطاب فى الأصل كان يفترض أن يركز بشكل أساسى على أجندة الرئيس الداخلية والترويج لمشروعاته الاجتماعية الطموحة، لكن الحرب على أوكرانيا فرضت نفسها.



ويعد خطاب «حالة الاتحاد» هو خطاب سنوى سياسى تقليدى للرؤساء أمام الكونجرس، ألقاه «بايدن» من دون ارتداء كمامة، وسمح لمن يرغب من الضيوف المطعمين بعدم ارتداء كمامات بعد إزالة هذا الشرط فى مجلس النواب، وفقا للمبادئ التوجيهية الجديدة التى أصدرتها «المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها».

ورصدت عدة صحف أمريكية ملاحظاتها بشأن ما جاء فى الخطاب، وعرضت الأخطاء التى وقع فيها «بايدن» والفرص التى أضاعها ولم يستغلها.

 الفرص الضائعة

انتقدت غالبية الصحف الأمريكية هذا الخطاب ووصفته بأنه خطاب الفرص الضائعة، حيث أهدر فيه «بايدن»الفرصة فى العديد من القضايا.

وقالت الصحف إن «بايدن» دعّم أوكرانيا بالكلمات، فى ظل الحرب التى تشنها روسيا منذ الخميس الماضى، ولكنه لم يقدم أى تعديل فى السياسات الدفاعية أو الداخلية. وأضافت أن «بايدن» ليس المستشار الألمانى أولاف شولتس، حيث انقلب الأخير على عقود من سياسات الدفاع والطاقة اليسارية فى ألمانيا، خلال الأسبوع الجارى، بعد قيام الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا.

 انتقادات لاذعة

انتقدت صحيفة «وول ستيريت جورنال» الأمريكية موقف «بايدن» اتجاه أوكرانيا قائلة: «لم نسمع من بايدن أى تعهد بعدم السماح لروسيا بغزو أوكرانيا، والسيطرة عليها. لم يكن هناك تحذير لبوتين من إطلاق صواريخ على الأحياء السكنية أو محاصرة المدن وتجويعها للخضوع مثل حصار القرون الوسطى، لم يكن بايدن مثل الرئيس الأمريكى الأسبق هارى ترومان، فى بداية الحرب الباردة، عندما دعا العالم لمواجهة خطر جديد».

وقالت: «يبحث العالم القلق عن قيادة أمريكية فى عصر جديد وخطير، وبدلًا من ذلك، فإن الرئيس بايدن عرض إعادة صياغة لجدول أعماله المحلى للسنة الأولى، والذى أدى إلى تراجعه سياسيّا. إنه أمر محبط أن البيت الأبيض الذى يواجه العديد من التحديات المخيفة لا يقدّم إلا القليل، إذ يحتاج الرئيس بالفعل إلى التخلص من بعض الأشخاص، والحصول على مشورة أفضل».

 مجموعة من الأخطاء

نشرت وكالة اسوشيتدبرس تقريرًا مجمعًا يتضمن أبرز الأخطاء التى وردت فى خطاب حالة الاتحاد الأول للرئيس الأمريكى جو بايدن الذى تحدث عن إجراءات مكافحة عدوى كوفيد - 19، والعديد من القضايا الأخرى. قال بايدن: «الحالات الشديدة تراجعت إلى مستوى لم نشهده منذ يوليو من العام الماضى»، ولكن التقرير أكد وفقًا للحقائق أن بايدن يبالغ كثيرًا فى تقديره لتحسن الوضع الأمريكى فيما يتعلق بحالات كوفيد، متجاهلًا إحصائية تظل علامة مقلقة على حصيلة حالات ووفيات كوفيد، ففى حين انخفض عدد حالات دخول المستشفى بالفعل عن الصيف الماضى، لا تزال الوفيات مرتفعة وكشفت أداة تتبع العدوى التابعة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها 289 حالة وفاة فى 1 يوليو 2021، وفى يوم الاثنين الماضى، بلغت قراءة أداة التتبع الإحصائية 1985 حالة وفاة.

وفى ملف الاقتصاد الأمريكى، قال بايدن: «تسبب الوباء أيضًا فى تعطيل سلسلة التوريد العالمية انظر إلى السيارات العام الماضى. كان ثلث التضخم بسبب مبيعات السيارات ولم يكن هناك ما يكفى من أشباه الموصلات لصنع كل السيارات التى أراد الناس شراءها، أعتقد أن لدى فكرة أفضل لمحاربة التضخم وبدلًا من الاعتماد على سلاسل التوريد الأجنبية، فلنصنعها فى أمريكا»، وأكد التقرير أنه من المريب أن يتبنى الرئيس الأمريكى فكرة أن المزيد من التصنيع المحلى يعنى خفض التضخم، فهذا الكلام سياسى بامتياز ولا علاقة له بألف باء الاقتصاد، ولفت التقرير إلى حقيقة أن المنتجات المصنعة فى الخارج، لا سيما فى الصين أو المكسيك حيث تكون الأجور أقل، أرخص بشكل عام من السلع المصنوعة فى الولايات المتحدة.

وحول ملف السيارات الكهربائية، قال بايدن فى خطاب حالة الاتحاد إنه يساند قانون البنية التحتية الذى تبلغ قيمته تريليون دولار، وأكد: «سنبنى شبكة وطنية من 500 ألف محطة لشحن السيارات الكهربائية»، ولكن التقرير يؤكد أن هذه الطموحات الأمريكية «لن تتحقق بهذه السرعة، فقد انتهى التشريع الحزبى الذى وافق عليه الكونجرس إلى توفير نصف مبلغ الـ 15 مليار دولار الذى تصوره بايدن للوفاء بوعد الحملة بـ500 ألف محطة شحن بحلول عام 2030.

وأشار بايدن إلى انتشار الأسلحة النارية فى الولايات، وتحدث عن البنادق، فقال إنه طلب من الكونجرس تمرير الإجراءات التى قال إنها ستقلل من عنف السلاح.

وبالغ بايدن مجددًا فى حديثه عن قانون البنية التحتية، فقال: «إنه أكبر استثمار منفرد فى التاريخ وثمرة جهد لافت منالحزبين»، لكن تقرير أسوشيتدبرس المستند إلى الحقائق يؤكد خطأ زعم بايدن،  فقد كانت فاتورة البنية التحتية لبايدن كبيرة، حيث أضافت 550 مليار دولار فى الإنفاق الجديد على الطرق والجسور وشبكة الإنترنت ذات النطاق العريض على مدار خمس سنوات،  ولكن عند قياسها كنسبة من الاقتصاد الأمريكى، فهى أقل بقليل من ٪1.36 من الناتج المحلى الإجمالى للدولة الذى تم إنفاقه على البنية التحتية، فى المتوسط وفقًا لدراسة تحليلية أجراها معهد بروكينجز، بل إنه أقل من نسبة ٪2 تقريبًا التى تم إنفاقها على البنية التحتية فى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات.

 مقاطعة النواب

قاطع نواب جمهوريون فى الكونجرس الأمريكى الرئيس جو بايدن أثناء إلقائه خطاب «حالة الاتحاد»، البداية كانت من النائبتين مارجورى تايلور جرين، جمهورية من ولاية جورجيا، ولورين بويبرت، جمهورية من كولو، حيث قاطعتا بشكل متكرر الرئيس بايدن خلال خطابه عندما ذكر عدة نقاط تتعلق بحقوق الرياضة النسائية وعندما تحدث عن المحاربين القدامى وما يعانوه فى ساحة المعركة.

وظهر صوت النائبة الجمهورية مارجورى تايلور جرين وهى تتذمر خلال جزء من خطاب بايدن حول سياسة كورونا قبل أن تصرخ بتعليق حول الرياضة النسائية عندما ذكر بايدن قوانين جديدة تستهدف المتحولين جنسيًا الأمريكيين وعائلاتهم.

لكن اللحظة الأكثر تميزًا كانت عندما ذكر الرئيس بايدن المعارك الأمريكية عندما ناقش بايدن ظروف ساحة المعركة التى قد تساهم فى تطوير قدامى المحاربين ووصفها بـ«السرطانات التى من شأنها أن تضعهم فى نعش ملفوف بالعلم»، حيث صرخت النائبة لورين بوبرت «13 منهم»- فى إشارة إلى 13 جنديًا أمريكيًا قتلوا فى هجوم فى أفغانستان أثناء الانسحاب الأمريكى العام الماضى.

وجاءت مقاطعة بوبير قبل أن يذكر بايدن أن أحد هؤلاء المحاربين القدامى الذين عاشوا فى ساحات المعارك خارج الأراضى الأمريكية كان ابنه بو بايدن، الذى خدم فى العراق وتوفى بسرطان المخ فى عام 2015.

وأثارت ملاحظات بوبرت بعض الاستهجان من زملائها المشرعين، قال السناتور الجمهورى، مايك براون: «إنه شيء أعتقد أنه يوجد مكان. هذا ليس المكان المناسب للقيام بذلك».

وعندما ذكر الرئيس بايدن إلى جهود إدارته فى حل أزمة المهاجرين وتأمين الحدود وإصلاح قوانين الهجرة، حاولت النائبتان الجمهوريتان بدء الحديث عن «بناء الجدار» - فى إشارة إلى دعوات الرئيس السابق دونالد ترامب لبناء جدار عبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك والذى أوقفته الإدارة الحالية.