الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

هنفيش الهوامش

فيلم العار تاريخى بإفيهاته وجمله الحوارية اللي بنكررها، ده طبعًا غير شخصياته اللي على رأسهم «روقة»، حلم كل رجل مصرى وقصة حبها لأبو كمال.



شفته مئات المرات، ولما كبرت واشتغلت وشفته تانى شدنى فيه تلت شخصيات كانوا كومبارس ومكانش لهم ظهور غير فى مشهد واحد فقط، وظيفتهم كانت مهمشة أو خلينا نقول روتينية، التلاتة دول هم الدفاس وأبو دهشوم وطُلبة.

أدوارهم مش مهمة، لكن بمجرد اختفائهم فى عملية التعبئة والتخزين اتعكت الدنيا وخربت والبضاعة غرقت فى الملاحات، ‏دورهم على بساطته لم يتم الالتفات له إلا بعد فوات الأوان.

ومع أن أفراد العصابة فى منهم ناس مكملين تعليمهم ومراكزهم مرموقة معرفوش يعملوا شغلتهم ولا يفيشوا الهوامش.

‏وده يقول لنا بكل بساطة إن فى شغلانات أصحابها بيعملوها فى صمت وlow profile وأحنا بناخد انطباع ونعتقد ‏أنها شغلانات سهلة وبسيطة ونتريق ونقول إنهم مبيخترعوش العجلة، ولا بيكتشفوا الذرّة، لكن فى الحقيقة هما ناس «حيويين ومؤثرين ومتمرسين فى شغلهم».

بغض النظر إن الفيلم كان بيتكلم عن عصابة وإن المادة اللي بشتغلوا فيها هى المخدرات بس الحقيقة إن بعد تهميش دور الدّفاس وأبو دهشوم وطُلبة نزلت الإدارة العليا تشتغل بإديها ولبسوا فى الحيطة.

بنظرة شاملة هنشوف إن ظاهرة الاستخفاف بالناس اللي بيعملوا حاجات روتينية فى حياتنا سواء فى بعض الشركات أو فى التعاملات اليومية شىء حولنا ونرى أمثلته مع أن الناس دى محورية، يبان إنهم بيعملوا شغلانة ملهاش تأثير لكن بعد اختفائهم أو الاستغناء عنهم نكتشف أنهم كانوا حجز زاوية ورمانة ميزان وأنهم كانوا يؤدون دورهم بكل حرفية وسيطرة بلا صوت وبنلوص ونتسفلت بعدهم.

منمتش كفاية امبارح وكان عندى شغل بدرى، فجيت على نص اليوم نزلت ربع ساعة أجيب قهوة تزق معايا اليوم، رحت مكان قريب مني ومبرحوش أبدًا فى الوقت ده ولقيت عبدالله، مقدرش أوصف لكم فرحتى.

عبدالله هو أحسن واحد فى المجرة بيعمل قهوة وأنا قهوتى معقدة شوية، لما شفته عرفنى من خلف الكمامة ولا تتخيلوا مدى سعادتى وهو بيقولى قهوتك زى ما هى؟ فقلتله أيوة.

صاحبى عبدالله فى منه كتير فى الأهمية‏ ‏فى نواحى كثير من الحياة، أصل الأهمية مش بالبدل والكرڤتات، الناس التى تقوم بالأعمال الروتينية لنا هم من يجعلوننا نفعل أشياء استثنائية.

تحية كبيرة لكل العبدلات فى حياتنا ولكل الجنود المجهولين اللي بيتقنوا عملهم، الناس دى بتخلى الدنيا أيسر فى أمور صغيرة ذات مردود كبير، ومنهم من يجعلوا الدنيا أهون بما يدخلوا من سعادة بسيطة ولكنها عميقة.

رسالة إلى كل من يعمل فى الإدارة: تبتوا فى أى عبدالله فى حياتكم، الناس دى حايشة عنكم كتير وبيشتغلوا ورا الكواليس علشان انتوا تتصوروا وتاخدوا اللقطة.