الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
"القيادة" "4" الفكر الإصلاحى فى مواجهة تركة مُرَكبة من البيروقراطية والخوف لا أحد يدعم الشباب.. لا أحد يقبل الحوار.. لا أحد يرحب بالاختلاف.. إلا الرئيس

"القيادة" "4" الفكر الإصلاحى فى مواجهة تركة مُرَكبة من البيروقراطية والخوف لا أحد يدعم الشباب.. لا أحد يقبل الحوار.. لا أحد يرحب بالاختلاف.. إلا الرئيس

نواصل سلسلة مقالات (القيادة)، والتى نسعى من خلالها إلى الاجتهاد فى قراءة السياق الفكرى الخاص بالقيادة السياسية المصرية، هذه القيادة الاستثنائية فى التاريخ المصرى ممثلة فى الرئيس «عبدالفتاح السيسى».



 

التخطيط الكاسح للتخلص من تركة كسيحة

تَسَلم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» الأمانة والمسئولية فى عام 2014، مُحَملاً بأعباء غير مسبوقة فى كل المجالات كان التردى قد وصل إلى نقطة الصفر، وفى بعضها إلى تحت الصفر ولم يكن يملك إلا التصدّى والمواجهة والانتصار؛ مستعينًا بالله وبثقة هذا الشعب العظيم الذى خرج لاستعادة وطنه فى الثلاثين من يونيو عام 2013 حالمًا بغد أفضل.

بالورقة والقلم.. لم تكن المُعطيات المتاحة تقود إلى النتائج الحالية.. وهو الفخ الذى وقع فيه معظم القراءات البحثية الدولية لمستقبل مصر آنذاك.. كل القراءات كانت تتنبأ بالذهاب نحو الفشل؛ ولكن كانت كلمة مصر هى العليا.. وصدَق الرئيس وعده وشهدنا عزفًا غير مسبوق للدولة المصرية لنتأكد أن لكل قاعدة استثناءً لتحقق مصر المعجزة بتحقيق طفرات غير مسبوقة فى كل المجالات على التوازى بمنتهى الجرأة الإصلاحية والتخطيط السياسى المُبهر فى استيعابه لكل التفاصيل المصرية؛ أرضًا وشعبًا وتاريخًا وحضارة وواقعًا وأفقًا مستقبليًا قادرون على تحقيقه إذا تضافرت هذه العوامل نحو هدف قومى فأصبح الإنجاز (طقسًا يوميًا) فى مفردات الحياة المصرية.. يستيقظ المصرى فى الصباح كل يوم ليشهد إنجازًا جديدًا يتحقق على أرض وطنه فيتحمّل ضغوطات الحياة لأنه مُشارك فى تحقيق الإنجاز.

هذا الجسر من الثقة المُشَيّد على أعمدة من الإنجازات العملاقة هو مَربط الفَرَس فى العقد الاجتماعى الجديد الذى أسّس بتأنٍ لميلاد (الجمهورية الثانية) جمهورية الإنسان المصرى الحديث والدولة المصرية الحديثة.

الحلول البديلة لمواجهة تركة البيروقراطية.. لا نملك رفاهية الوقت (لنبدأ) الآن

إذا تأمّلت الحال المصرىَّ ستجد أن مصرَ تعمل وفْقَ تخطيط استراتيچى مُعلن عنوانه مُخطط التنمية «مصر 2030»  تتغلب على كل الصعاب بأفكار برّاقة تعكس الإرادة الوطنية فى تحقيق الإنجاز.. ما كنّا لنحقق أىَّ طفرة فى الرعاية الصحية لولا المبادرات الرئاسية والقائمة تتسع لعشرات المبادرات، فتغلبت مصرُ على فيروس (سى) وتحولت من دولة تعانى إلى دولة نموذج، وامتدت يد الدولة المصرية إلى قوائم الانتظار وتفاصيل كثيرة جميعها عوّضت تركة النظام الصحى وفْقَ المقومات التى تَسَلم بها الرئيس «السيسى» المسئولية.. وجاءت فكرة الصندوق السيادى المصرى ليكون مَصدرَ ثقة وقوة للاقتصاد المصرى فى الوقت الذى كان يمر فيه بمَرحلة عدم يقين.

ولم تكن الدولة لتبنى هذه العلاقة بينها وبين شبابها لولا إزاحة الوسطاء بين الدولة والشباب؛ فجاء البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة ومن بَعده مؤتمرات الشباب والتى تحولت إلى بنك أفكار ومنها خرج مُنتَج منتدى شباب العالم والأكاديمية الوطنية واتحاد شباب الجمهورية الجديدة ثم المنتَج السياسى المتفرد (تنسيقية شباب الأحزاب) الذين يثبتون بأدائهم البرلمانى أنهم بحق يتبعون سياسة (بمفهوم جديد)؛ سياسة وطنية حُرّة الإرداة مَهْمَا اختلفت الأفكار والآراء الكل يقف على أرضية وطنية واحدة.

وفى المقابل؛ لم تتحقق آمال كبرى عندما يدخل التكوين البيروقراطى طرفًا فى المعادلة، وعلينا هنا أن نتذكر توجيه السيد الرئيس بتخصيص مَبلغ 200 مليار جنيه للشباب من أجل تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. هذه الغاية النبيلة والفكرة البرّاقة التى كانت ستجعل مصر دولة كبرى فى مجال ريادة الأعمال وهى مؤهلة لذلك وشبابها يستحقون ذلك وقيادتها السياسية عازمة على تحقيق هذا الحلم.. اصطدمت بالواقع البيروقراطى؛ فلم يتحقق ما كان مأمولاً منها، وهو ما يجعلنا نفكر ونتساءل.. لماذا لا نُعيد صياغة المُعادلة من جديد؟

إذا كنّا نمتلك المقومات والإرادة والرؤية والتخطيط والمعرفة، وإذا كنّا هزمنا البيروقراطية فى مجالات عدة بالأفكار؛ فلنستعن بنفْس السلاح مُجددًا (لنبدأ الآن) بالبحث فى بنوك أفكارنا ومؤكد سنجد طريقًا جديدًا لتحقيق الحلم؛ لأن هذا هو زمن الأحلام الكبرَى.

(حياة كريمة) التى تمثل مشروع القرن فى مصر إن لم يكن فى العالم إذا ما قمنا بإحصاء عدد الملايين المستفيدين منه ستجد أن مصر تقوم بإعادة الحياة لتعداد يقارب عددًا من الدول الأوروبية مجتمعة وعددًا من الولايات الأمريكية مجتمعة وعددًا من الدول العربية مجتمعة.. هذا المشروع الذى سيسجله التاريخ بحروف من النور والذى يُعَد المعنَى الحقيقى للعدالة الاجتماعية ما هو فى الأصل إلاّ فكرة وإرادة وتخطيط تغلبت على تركة البيروقراطية التى حرمت أكثر من نصف عدد سكان مصر من الحياة التى يستحقونها.