الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

ماجى جبران تركت الجامعة الأمريكية لرعاية أبناء جامعى القمامة

إن المجتمع المصرى يذخر بنماذج نسائية قوية، استطعن بقوتهن أن يؤثرن فيه ويتركن بصمتهن  على من تعاملوا معهن، بل منهن من أصبحن أيقونة تلمع فى سماء هذا الوطن وأصبحن منارة عالية ترشد كل من تاه فى طريقه.



فى هذه السلسلة نتحدث عن سيدات معاصرات منهن من رحلوا ومنهن من لا زلن يعشن فى وسطنا، لمعت أسماؤهن وبرزت بحروف من نور فى سماء الكنيسة وكانت بصمتهن فى خدمتهن خير دليل على قوة السيدة المصرية بشكل خاص، وجاءت قصة حياتهن لتؤكد بأن المرأة إذا أرادت فإنها تستطيع أن تفعل، فهى تمتلك من قوة الإرادة ما يكفى لتغير حياة كثيرين. منارة عالية ترشد كل من تاه فى طريقه.

وخير مثال يعيش بيننا «الأم ماجى» جبران جورجى (ابنه نجع حمادى) والتى لقبت بـ(الأم تريزا المصرية) والتى ترشحت لنيل جائزة نوبل 6 مرات وكانت آخرها 2020..  ولكن من هى الأم ماجى التى كرمتها ميلانيا ترامب زوجة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب ومنحتها جائزة المرأة الشجاعة فى العام 2019.

ماجى هى ابنة الدكتور جبران جورجى الطبيب الشهير بنجع حمادى فى الخمسينات والستينات قبل أن يرحلوا إلى القاهرة.

وهى أصغر بناته، وأخوها الأكبر دكتور نبيل جبران أستاذ القلب الشهير، وأصغرهم م/جمال وهو رجل أعمال وعضو مجلس إدارة نادى هليوبوليس. وكانت ماجى الطفلة المدللة للأسرة، ورثت حب الطفل الفقير عن عمتها السيدة ماتيلدا التى كانت لا تفعل شيئًا سوى الصلاة ومساعدة الفق

 نشأتها

ولدت ماجى، فى 1969، فى حى فقير بالقاهرة، وأنهت دراستها الأكاديمية بالجامعة الأمريكية فى عام 1989، وعملت أستاذة بالجامعة فى علوم الكمبيوتر، وتزوجت من رجل أعمال ثرى، قبل أن تهب حياتها لخدمة الفقراء. لقبت بأم الفقراء، حيث عملت طيلة السنوات الماضية، فى الأعمال الخيرية ومنها مساعدة الفقراء، وهذا هو الحلم الذى كان يداعبها منذ طفولتها.

نذرت ماجى نفسها قبل نحو ثلاثة عقود لخدمة فقراء بلدها، ورفعت شعار «قيمة الإنسان لا تضاهيها أى قيمة أخرى».

 حى جامعى القمامة

بدأت عملها الإنسانى بزيارة عابرة، قامت بها «ماما ماجي» إلى حى جامعى القمامة، فتأثرت بما رأت من بؤس يعيشه الناس هناك، يمسّ الأطفال تحديدًا، الذين يفتقدون إلى أبسط مقومات العيش الكريم. عندها قررت أن تفعل شيئًا لمساعدة هؤلاء المهمَّشين وهو ما غير طريقها تمامًا.

اتخذت ماجى قرارها وتخلت عن حياتها، التى لم تعرف فيها معنى الفقر أو الحاجة، وتركت وظيفتها فى الجامعة الأمريكية، وأصبحت هى «الأم ماجى» أم أطفال حى جامعى القمامة وكرست حياتها للعمل على تغيير حياتهم للأفضل. فتكررت زياراتها إليهم وفى كل مرة كانت تلتقى عددًا كبيرًا من سكان الحى، تستمع لهم ولاحتياجاتهم، تجلب لهم بعض المؤن الأساسية، وتوزع على الصغار الهدايا، حتى أصبحت وجهًا مألوفًا ينتظره أهل الحى الذين أخذت على عاتقها تعليمهم للحرف اليدوية والاهتمام بتعليم فتياتهم وأطفالهم. 

 أنشأت حديقة خاصة لربط أبناء الحى بتاريخهم

كما قامت الأم ماجى بإقامة حديقة خاصة جلبت إليها كل النباتات الفرعونية والمصرية واهتمت بزراعتها، وذلك لربط أبناء الحى بتاريخهم العظيم.

وفى عام 1985، أسست ماجدة جبران مؤسسة «ستيفن تشيلدرن» الخيرية، التى تقوم رسالتها على المساهمة فى إنقاذ الحياة وصنع الأمل وحفظ الكرامة البشرية للأطفال والشباب الفقراء والأقل حظًا، وتوفير التعليم والتدريب لهم بالإضافة إلى مساعدة أسرهم لتحسين وضعهم المعيشى.

 وخلال السنوات الماضية، أصبحت الجمعية جزءًا من المشهد الإنسانى اللافت فى مصر، وسرعان ما امتد نشاطها ليشمل عشرات الأحياء الفقيرة، من خلال العديد من الحملات والمبادرات الإنسانية والمجتمعية والتعليمية والتدريبية، التى استفاد منها الآلاف من الأسر والأطفال.

 أسست 92 مركزًا لتوفير  الرعاية والتعليم

واستطاعت «ماما ماجي» أن تؤسس من خلال جمعيتها 92 مركزًا توفر الرعاية والتعليم لأكثر من 18 ألف طفل، كما تسهم جمعيتها فى توفير العلاج لأكثر من 40 ألف حالة مرضية سنويًا، إلى جانب القيام بزيارات تفقدية لأكثر من 13 ألف طفل يقوم فيها المتطوعون فى الجمعية بتقديم الإرشاد النفسى والتدريب لهم. كذلك، أسست الجمعية ثلاثة مراكز للتدريب المهنى للأطفال والفتيان، كما توفر دورات تدريبية للأمهات لمساعدتهن فى تحسين وضع أسرهن. وبالمجمل، يستفيد من خدمات جمعية ستيفن تشيلدرن اليوم نحو 33 ألف طفل، ضمن نشاط الجمعية المتزايد، الذى يسهم فيه نحو ألفى متطوع يعملون فيها

 جائزة نوبل

«ترشحت ماما ماجى 6 مرات لنيل جائزة نوبل، إلا أنها أكدت أن ما يشغلها ليس الفوز بجائزة نوبل للسلام وهذا الأمر لا يهمها، فضحكة طفل عندها أهم».

 مبادرة «صناع الأمل»

فازت ماما ماجى بمبادرة «صناع الأمل» التى يرعاها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى والذى له دور كبير فى رعاية وإغاثة المحتاجين، والمحرومين حول العالم. وأكدت ماجى أن مبادرة «صناع الأمل» فتحت آفاقًا واسعة وكبيرة لرواد العطاء فى عالمنا العربى، من أجل تعزيز وبث روح الإيجابية فى النفوس، وحض أصحاب القلوب الطيبة على التعاضد والتكاتف من أجل إنقاذ الإنسانية فى أى مكان.

وقامت بتوزيع جزء من مبلغ الجائزة، على أكثر من جهة، كما ساعدت بعضًا من المترشحين الذين وصلوا ضمن الخمسة عشر مرشحًا للتصفيات النهائية بالمبادرة، والذين قاموا بأعمال إنسانية رائعة، وأنها قصدت بذلك إشعارهم بأنهم أيضًا فازوا بالجائزة نفسها، فضلًا عن توزيع الفرحة عليهم ومشاركتهم إياها، موضحة أن إحدى هؤلاء المرشحات تقوم برعاية ومساعدة الأطفال حديثى الولادة الذين يولدون لأمهات سجناء، ولا يوجد من يرعاهم، بالإضافة إلى مرشحة أخرى تقوم بعمل أطراف صناعية للأشخاص ذوى الإعاقة.

وأكدت أن مساعداتها تلك نابعة من كونها تريد دعم كل من يحمل مشروعًا إنسانيًا، حتى يتمكنوا من الاستمرار فى تلك المسيرة المهمة للمجتمعات العربية التى تعانى ويلات الألم والاحتياج. 

وقامت ماما ماجى بإهداء أسورة زرقاء، مصنوعة من الجلد،  إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أثناء تتويجها بالجائزة، موضحة أن هذه الأسورة كانت أهدتها إليها إحدى الفتيات الصغيرات التى ترعاهن فى مشاريعها الخيرية، وهذه الأسورة تمثل لها الكثير من المعانى الجميلة، كونها تجسد معانى الطفولة البريئة، فضلًا عن إحساس صاحبتها بمدى ما تكنه فى نفسها من عرفان وشكر لما قُدم إليها من خدمات، أثّر إيجابًا على حياتها ومستقبلها.

 إنسانية

وأضافت (ماما ماجى) أنها أرادت بهذه الهدية، أن توصل مشاعر الحب الكبيرة التى حُمّلت بها من هؤلاء الأطفال، لسموه، خاصة أنها من صنع طفلة تحمل مشاعر إنسانية فياضة تجاه من ساعدوها وأشعروها بالأمان. وقالت إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أهداها بدوره «دبوس» كتذكار منه إليها، وأنها فخورة وسعيدة بهذه الهدية، كونها تأتى من شخصية عظيمة ذات قامة وقيمة فى العالم أجمع.

 جوائز عديدة

وحصدت ماجدة جبران عدة جوائز كبيرة منها جائزة المرأة الشجاعة وعدة جوائز دولية مهدت لترشحها لجائزة نوبل لدورها البارز فى خدمة المجتمع والأحياء الفقيرة وهى خدمة عاونها زوجها الراحل المهندس إبراهيم أبو سيف هنرى، واللذان اتفقا عندما تزوجته على التعاون فى العمل الخيرى ونجحا فى إعانة ٣٠ ألف أسرة. فيها على مدى نصف قرن.

ومن أبرز الجوائز التى حصلت عليها ماما ماجى جائزة المرأة الشجاعة والتى منحتها لها ميلانيا ترامب سيدة أمريكا الأولى السابقة و9 سيدات من مختلف دول العالم لعام 2019 وذلك فى دورتها الـ 13، وفى تقدير لمجهوداتهن الإنسانية والخيرية.

وشارك مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكى فى الحفل السنوى الذى تنظمه وزارة الخارجية الأمريكية، حيث تأسست الجائزة عام 2007، ويتم تكريم 10 سيدات من بين 120 سيدة تمثلن أكثر من 65 دولة.

وتستهدف الجائزة الشخصيات النسائية اللاتى أظهرن شجاعة وقدرة قيادية استثنائية فى الدعوة لمبادئ السلام والعدالة وحقوق الإنسان والسعى إلى تحقيق المساواة بين الجنسين، وتمكين المرأة فى مختلف المجالات.

 وبذلك يكون حى جامعى القمامة فى القاهرة، هو المحطة الفارقة، فى حياة « ماما ماجي»، وقررت فى 1985 تأسيس جمعية خيرية لتحسين أحوال الأطفال المعيشية، ومساعدة الأسر الفقيرة فى كل مكان.

يحبها الصغير قبل الكبير، حيث تساعد الجميع، وتداعبهم بابتسامة، وطيبة قلب، فرضت على الجميع حبهم لها.

ولم يقتصر تكريمها فقط على المحافل الدولية حيث كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، فى حفل الأم المثالية عام 2020 وهو العام الذى رشحت فيه لخامس مرة لجائزة نوبل للسلام، عن طريق عدد من الجهات المحلية والدولية من بينها البرلمان الكندى.

تم ترشيحها من قبل نواب فى الكونجرس الأمريكى وشخصيات عامة فى النرويج لنيل جائزة، نوبل، وسبق أن رشحت لهذه الجائزة «نوبل للسلام» 3 مرات لما قدمته خلال عشرين عامًا من عمرها من جهود فى خدمة الفقراء.

حصلت على جائزة «صانع الأمل» التى أقامها محمد بن راشد آل مكتوم أمير دبى، ويعمل معها أكثر من 1500 متطوع، وقامت بمساعدتهم بمد يد العون لـ250 ألف أسرة فقيرة.