الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
“القيادة الاستثنائية” لماذا اختار الرئيس الذهاب إلى أسوان أولًا بينما العالم ينتظر موكب الكباش؟”1”

“القيادة الاستثنائية” لماذا اختار الرئيس الذهاب إلى أسوان أولًا بينما العالم ينتظر موكب الكباش؟”1”

إذا عكفتَ على قراءة ودراسة مَنهج القادة العظام على مَرّ التاريخ.. مَلامح وسمات مشتركة جامعة.. من سيرة مينا موحّد القُطرَيْن إلى قدرة هانيبال على هزيمة أقوى إمبراطورية فى عصره.. ومن محمد على إلى نابليون وديجول وروزفلت؛ ستكتشف أن «المرء لا يُولَد قائدًا وإنّما يصنع القادة». تختبر معادنهم مصائر الأمم.. يبزغ نجم القادة فى لحظة الضرورة.. تستدعيه الأمة فينتشلها ويَعبر بها جسرَ الخوف إلى بَرّ الأمان ليسجل اسمه فى التاريخ الإنسانى بأنه قائد استثنائى.



كل القادة العظام فى تاريخ الإنسانية إنّما هم منتَج وطني أعدّهم القدَرُ لمهمة مصيرية يجتمعون على قاعدة الإيمان المُطلق بأوطانهم.. تُوحّدهم عقيدة التحدّى انتصارًا لتراب بلدهم.. لديهم قراءة استراتيچية نافذة.. لهذا ليس مستغربًا أن كل القادة العظام عسكريون.. بُناة الأوطان.. حاملو مَشاعل الحلم.. لا يأتون صُدفة.

فى هذه الحلقات إنّما نسعَى لقراءة القيادة السياسية المصرية.. أن نقرأ الرئيس «عبدالفتاح السيسي» من خلال ميزان القادة ونعرف هل هو قائدٌ عادىٌ لديه القدرة على تسيير الأمور بنجاح أمْ قائدٌ استثنائىٌ لديه القدرة على تغيير مصير وطن بأكمله نحو الأفضل؟. القيادة الاستثنائية هى ذلك التقاطع الوطني الذي يفصل التاريخ.. ما قبله ليس ما بَعده.

مدرسة القيادة لها عِلْمٌ يُدرس.. ومَعاهد تُعد القادة وأكاديميات تفرزهم.. ولكن قادة الأمم إمّا أن يكونوا عاديين أو استثنائيين.

ولكن.. لماذا هذه السلسلة من المقالات الآن؟

هذا السؤال، الذي قد يجوب بخاطرك سيدى القارئ، كان أول ما سألته لنفسى قبل أن أكتب أول حرف.. لماذا الآن؟ وما المُحرّك؟ وما الدافع؟

باختصار.. إن فى زحمة الأحداث والتوثيق الخبرى اليومى.. يسقط من إدراكنا معنى التأصيل.. وأهمية التأصيل أنه مفتاح الإدراك للسياق السياسى والاقتصادى والاجتماعى.. والإدراك هو الأرض الصلبة للوعى الذي يُعد أهم معاركنا.

أمّا المُحرّك؛ فهو زيارة الرئيس «عبدالفتاح السيسي» إلى أسوان التي جرت صباح الخميس الفائت.. فى نفس اليوم الذي تلفت فيه أنظار العالم إلى موكب الكباش فى الأقصر التي عاد لها بهاءٌ يليق بكونها عاصمة الحضارة الإنسانية.

أمّا الدافعُ؛ فهو «مصر» التي تنتصر وتتحدّى وتهزم كل أعدائها بكبرياء وشموخ خاص بها لتضيف إلى كل المعانى معنى خاصًا بها وهو أنها على الدوام أقوى مما يظن أعداؤها وعلى الدوام أقوى حتى مما تظن فى نفسها إذا عزم شعبُها ووثق فى قيادته إنّما يلين الحديد أمام كلمة مصر.

 مصر وأهلها ثم أىُّ حديث آخر!

قُم بإحضار كل كلمات الرئيس «السيسي» فى المناسبات المختلفة.. قُم باسترجاع كل أحاديث الرئيس المباشرة للمجتمع المصري وكذلك المجتمع الدولى ستجد هذا هو العنوان (مصر وأهلها ثم أىُّ حديث آخر).

وهذا المعنى تجسّده زيارة الرئيس لقرى أسوان الآن.. باختصار نجحت الدولة المصرية فى تشييد مئات المشروعات فى عهد الرئيس «السيسي».. لتصبح المعجزة المصرية حديث العالم.. ولكنْ هناك مشروعٌ قومىٌ آخرُ تم بناؤه منذ اللحظة الأولى التي ظهَر فيها الرئيس «السيسي» مخاطبًا الرأىَ العامَّ.. هذا الصرح يتمادى فى ارتفاعه يومًا بعد يوم.. هذا الصرح إنّما هو (هرَمٌ) من (الثقة والإخلاص).

منذ اللحظة الأولى والرئيس «السيسي» هو الباعث الأول على الثقة والإخلاص فى فترة الشكوك العُظمَى التي طالت كل شىء وأفقدت الأمّة حتى ثقتها فى نفسها.

نجح الرئيس «السيسي» فى غرس حس الهدف الوطني والإنجاز.. نحن نستطيع أن نفعل طالما غيرنا استطاع.. نحن أولى بالحياة الكريمة طالما غيرنا حققها.

يحلم دائمًا نحو الأفضل وأحلامُه لا تَسقط بالتقادم.. منهج عمل الرئيس «السيسي» يستدعى إلى الذهن مقولة الفيلسوف العظيم (برتراند راسل) عندما قال: «أفضل دليل على إمكانية القيام بشىء هو أن هناك آخرين قد قاموا به بالفعل».

فى طيّات المحن تأتى المحن.. هكذا يُحَوِّل «السيسي» كل التحديات الوطنية إلى استراتيچية ليس فقط لمواجهة التحدّى؛ ولكنْ للانتصار عليه وتحويله إلى فائدة كبرَى.. ولا يوجد مثال أقرب من «عجز الطاقة الذي تحوَّل إلى فائض الطاقة» ليشهد الزمنُ على عبقرية الرؤية.

ومن بلد يُهان أهله بمرض فيروس (سى) وتشترط عليهم أسواق العمل فى الخارج أن يحملوا شهادة خلوّهم من المرض وكانوا يصطفون أمام سفارات هذه الدول ومعهم الشهادات فى مشهد مُهين إلى بلد يُصفّق له العالمُ فى قدرته على التحدّى والنجاح فى التخلص من فيروس (سى).

والأمثلة كثيرة.. وما أقرب من «حياة كريمة» التي تنسف عصر ما قبل حضور الدولة إلى القرى وتجعله ذكرَى وتخلق معه نُسُقًا مختلفًا بين مركز الحُكم فى القاهرة وأفقر مواطن فى أبعد قرية.. بلدك معك.. قائدك حاضر.. فلا تخف.. وللحديث بقية.