
أسامة سلامة
طريق «صلاح» للكرة الذهبية
أيامٌ قليلة ويُعلن اسم الفائز بالكرة الذهبية، ويظهر اسم نجمنا «محمد صلاح» ضمن قائمة المرشحين للفوز بها، وإن كانت التسريبات تبعده هذا العام عن الفوز بالجائزة العريقة، وإذا صدقت التسريبات ولم يفز بها بالفعل فإن ذلك لا يقلل من قدره وقيمته، وحتى ندرس فرص «صلاح» للفوز بهذه الجائزة سواء هذا العام أو فى الأعوام المقبلة علينا أن نعرف ما هى هذه الجائزة؟ ومَن لهم حق التصويت؟ وكيف يتم الترشيح؟ وما الفرق بينها وبين الجوائز الأخرى؟
أستعين هنا بكتاب «طريقك للكرة الذهبية.. كواليس 4 سنوات مع الفيفا» للكاتب والصحفى النابه هانى دانيال، الذى ظل لعدة سنوات يُدلى بصوته فى هذه الجائزة حتى اعتذر عن عدم الاستمرار فى هذه المهمة العام قبل الماضى، مانحًا الفرصة لغيره من الصحفيين المصريين، يشرح «هانى» أن هناك أربع جوائز يتنافس عليها اللاعبون العالميون وهى على الترتيب: «الكرة الذهبية أو البالون دور» ثم «الأفضل» وبَعدها «أفضل لاعب فى أوروبا» ويليها «أفضل لاعب فى إفريقيا»، وبالطبع فإن الكرة الذهبية هى الأعرق على الإطلاق من حيث التاريخ والشهرة؛ حيث بدأت عام 1956 من خلال مجلة «فرانس فوتوبول» الفرنسية وهى أشهر المجلات الرياضية فى العالم، وكانت وقتها تقدم من هيئة تحرير المجلة إلى لاعب أوروبى.
وفى عام 1995 تغيرت قواعد الجائزة وتم منحها إلى اللاعبين الذين يلعبون فى الأندية الأوروبية، ثم تم تغييرها مرة أخرى ومنحها إلى أى لاعب يلعب فى أى دولة فى العالم، ويقتصر التحكيم بها على صحفيين من مختلف دول العالم بحيث يشارك صحفى واحد من كل دولة فى التصويت، وتختار هيئة تحرير المجلة 30 لاعبًا وفقًا لإنجازاتهم وأرقامهم الفردية، ويتم إعلان الفائز فى نهاية شهر نوفمبر. ويكشف «هانى» أن هذه الجائزة تمنح عن الأداء فى عام كامل من يناير إلى ديسمبر وليس عن الموسم الكروى، وهى هنا تختلف عن باقى الجوائز الأخرى، أمّا عن كيفية التصويت فإن كل صحفى يختار خمسة لاعبين من المرشحين؛ حيث يحصل الأول فى الترتيب على 6 نقاط والثانى على 4 والثالث على 3 نقاط والرابع نقطتين والخامس نقطة واحدة، ويفوز بالجائزة من يحصل على أكبر قدر من النقاط.
أمّا جائزة «الأفضل»؛ فقد تم استحداثها لأول مرة عام 1991 من قبَل الاتحاد الدولى لكرة القدم، وفى عام 2009، اتفقت «فيفا» ومجلة «فرانس فوتبول» على دمج جائزتيهما السنوية ومنح الكرة الذهبية معًا، واستمر هذا الوضع حتى عام 2015 ونتيجة بعض الخلافات بين الجانبين لم يتم تمديد العَقد وبدأ كل طرف فى منح جائزته منفردًا مرة أخرى، وجائزة الأفضل تمنح عن الموسم الكروى، ولا يقتصر التصويت فيها على الصحفيين فقط بل يتم منح مديرى المنتخبات المسجلة فى الاتحاد الدولى وقائدى المنتخبات والجمهور فرصة المشاركة فى التصويت بنسبة 25 % لكل فئة، وحسب القواعد يتم وضع قائمة مختصرة من اللاعبين وفى التصويت يحصل الأول على خمس نقاط والثانى على ثلاث والثالث على نقطة واحدة، وبَعدها يتم حصر أكثر ثلاثة لاعبين حصلوا على نقاط ويتم الإعلان عنهم وتحديد موعد الحفل للكشف عن اسم الفائز.
الجائزة الثالثة «أفضل لاعب فى أوروبا»، وهى مقدمة من الاتحاد الأوروبى «يويفا» وبدأت عام 2011، وكانت فى الماضى مقصورة على اختيارات الصحفيين من الدول المسجلة فى «ويفيا»، ولكن تم تغيير القواعد عام 2018؛ حيث أصبح من حق مدربى الأندية الأوروبية التى وصلت إلى دور المجموعات فى مسابقتى دورى الأبطال والدورى الأوروبى المشاركة فى التصويت، ويتم اختيار ثلاثة لاعبين من قائمة المرشحين بحيث يحصل الأول على خمس نقاط والثانى على ثلاث والثالث على نقطة واحدة، ويعلن عن الثلاثة الحاصلين على أعلى النقاط للمشاركة فى حفل توزيع الجوائز؛ حيث يتم التصويت مرة أخرى على الفائز من بين اللاعبين الثلاثة.
أمّا جائزة أفضل لاعب إفريقى؛ فهى مقدمة من الاتحاد الإفريقى «الكاف» وكانت فى السابق تمنح من خلال مجلة فرانس فوتبول تحت مسمى الكرة الذهبية الإفريقية منذ عام 1970 حتى عام 1994، ثم قام الاتحاد الإفريقى بتقديم الجائزة بشكل منفرد، وحسب المعايير فإنه يتم التصويت من خلال لجنة تضم أعضاء اللجنة الفنية والتطوير بالكاف وخبراء الإعلام وأساطير الكرة الإفريقية، ويتم الاختيار من قائمة تضم 30 لاعبًا، بحيث يتم انتخاب خمسة لاعبين يحصل الأول على خمس نقاط والثانى على أربع والثالث على ثلاث والرابع نقطتين والخامس نقطة واحدة، ومن يصلون إلى القائمة القصيرة يتم التصويت عليهم من خلال مدربى الأندية المشاركة فى الأدوار الإقصائية فى البطولات الإفريقية وقائدى المنتخبات الإفريقية..
أردتُ أن أقدّم هذا الشرح المبسط لقواعد الجوائز الأربع ليعرف المهتمون بـ«صلاح» والمتابعون له ما هى فرصه للفوز بإحداها هذا العام؟ لقد فاز «صلاح» من قبل بجائزة أفضل لاعب فى إفريقيا وكذلك أفضل لاعب فى إنجلترا ويتبقى له الثلاث جوائز الأخرى الأفضل فى أوروبا والعالم والبالون دور، وهو يستطيع الفوز بها إذا حافظ على مستواه الرائع الذى بدأ به هذا الموسم، ولأنه بدأ بالفعل السير فى طريق الحصول على الكرة الذهبية.