الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
من أزمة الغلاء إلى أزمة المناخ.. لا مكان للتراجع لا نملك إلا المضى نحو (مصر العظمى)

من أزمة الغلاء إلى أزمة المناخ.. لا مكان للتراجع لا نملك إلا المضى نحو (مصر العظمى)

أستكمل ما بدأته الأسبوع الماضى، وهو الحديث عن كوفيد الاقتصادى العالمى الذى جعل الاقتصاد الدولى يشهد حالة تضخم لم تحدث له منذ الحرب العالمية الثانية.. والحديث لا ينفصل عن ما جرى فى قمة جلاسكو للمناخ.. التى صنفتها الصحافة الدولية بأنها قمة الفرصة الأخيرة لإنقاذ الأرض من خطر يقترب.



أمّا الرابط فهو تباين الفجوة بين الدول الكبرى والدول النامية.. أمّا الحقيقة فهى أن هناك مسئولية تقع على عاتق الدول الكبرى ومؤسّسات التمويل الدولية لمعاونة الدول النامية فى هذا الظرف الدقيق.. أمّا الواقع فهو أن مصر الآن أصبحت طرفًا دوليًا له تأثيره.

هذه الأبعاد تضمنتها كلمة الرئيس «عبدالفتاح السيسى» أمام القمة.. رسائل مباشرة لمن يدقق ويسعى لفهم ما يحدث حولنا.. ويسعى بالتبعية لإدراك ما يحدث عندنا.

إن مسار التنمية المصرى والذى أصبح نموذجًا يُحتذَى به بات الآن فى محل اختبار حقيقى، ولكننا نثق فى اجتيازه.. ذلك لأن مفتاح العبور هو إرادة شعبنا العظيم.

الرئيس «عبدالفتاح السيسى» يثبت كل يوم أنه رجُل هذا الزمان ليس على المستوى الوطنى فحسب؛ ولكن على المستوى الإقليمى والدولى دون مبالغة.

رؤية استراتيچية نافذة.. تخطيط يسبق عصره.. توظيف مبهر للأدوات المتاحة من أجل تحقيق غايات عظيمة، وليس أدل على ذلك أكثر من مشروع القرن.. مشروع «حياة كريمة».

إذا أردنا أن نشير إلى قادة العالم المؤثرين الآن بات من المستحيل أن نتجاوز حضور وتأثير الرئيس «عبدالفتاح السيسى».. التخطيط والتفكير الاستراتيچى المصرى الذى يعيد صياغة التحديات إلى استراتيچية تنزع المشكلة من جذورها وتستبدلها بالبديل الصحيح.. عبقرية مصرية خالصة، وهى خلاصة السنوات السبعة الماضية.. هذا ما جرى فى التخلص من أزمة الطاقة وتحوّلنا إلى مصدر للطاقة.. هذا ما جرى فى مواجهة فقر المياه الذى نعانى منه بعيدًا حتى عن سد إثيوبيا المهترئ، وأصبح لدينا خطوات ومشاريع كبرى تضمنتها عناصر استراتيچية مصر للمياه 2050.. هذا ما جرى فى أزمة السكن وأصبح لدينا سكن لكل المصريين.. هذا ما جرى فى مواجهة العشوائيات وأصبح لدينا واقع نباهى به الزمن.. هذا ما جرى فى مواجهة التعديات على الأرض الزراعية والآن تتم إعادة صياغة المحاصيل الزراعية، ولولا الفكر الاستباقى والاستراتيچى لمصر فى هذا السياق لتعرَّضنا للكثير من المتاعب فى ظل الكارثة الاقتصادية العالمية.. وهذا ما جرى فى امتلاكنا شبكة طرُق متطورة بعدما كان ضحايا الطرُق فى مصر أعدادهم محل تندُّر.. هذا ما جرى فى مواجهة البطالة بمشروعات قومية عملاقة استوعبت ملايين من العمالة وجعلت معدل البطالة ينخفض إلى ما هو أقل من 10 %.

أمّا فى مواجهة الإرهاب؛ فكانت الاستراتيچية شاملة.. البعد الاجتماعى والاقتصادى والأمنى والفكرى، وإذا كان الغرب الآن يتجه بقوة نحو عالم بلا إسلام سياسى؛ فإن الفضل يعود أولاً إلى مصر وثورة شعبها العظيم فى الثلاثين من يونيو عام 2013 وقوة قائدها الذى أعلنها مبكرًا أننا نخوض حربًا نيابة عن الإنسانية ضد أخطر فكر عرفته البشرية.

ولا يمكن أن تستبعد مشروع «حياة كريمة» وتنتزعه من هذا السياق؛ لأنه يضرب بيئة العوز فى مقتل وينهى حالة التهميش التى كان يستغلها المتطرفون فى استقدام المحبطين.

فى قمة المناخ الرئيس «السيسى» أعلن عن الاستراتيچية المصرية التى تحصن مصر من مصير كونى بالغ الخطورة إذا استمرت أزمة المناخ على هذا النحو.. كشف عن مُضى مصر قدُمًا فى استخدام الطاقة البديلة بتخطيط زمنى محكوم مفاده أنه بعد أقل من 15 عامًا سيصبح 44 % من استهلاكنا للطاقة يأتى من الطاقة النظيفة، فضلاً عن توسع مصر فى الاقتصاد الأخضر لتضمن بحق التنمية المستدامة.

هذا النموذج الذى باتت تُقدمه مصر للأسرة الدولية يأتى بينما العالم يمر بمخاض التأقلم على ما أنتجته كورونا، وبينما تبنى مصر جمهوريتها الجديدة بمفاهيم تتسق مع رؤية مصر لنفسها بين الأمم وما تستحقه من مكانه.

إن هذا المسار لا يمكن أن يتوقف تحت أى ظرف من الظروف مَهما بلغت قسوة التحدى الاقتصادى الدولى وانعكاسه على مصر.. لا بديل لنا إلا العمل والاستمرار فى التنمية والاستمرار فى بناء المشاريع العملاقة وتحقيق معدلات نمو تدفعنا نحو الغاية الكبرى، وهى (مصر العُظمَى).. وللحديث بقية.