الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الفتنة الكروية الكبرى

الفتنة الكروية الكبرى

منذ أيام أعلن الويفا (الاتحاد الأوروبى لكرة القدم) إغلاق جزء من مدرجات ملعب نادى «أونيون برلين» الألمانى فى مباراته القادمة بسبب سلوك بعض مشجعيه خلال إحدى مبارياته فى مسابقة المؤتمر الأوروبى، والذى وصف بأنه سلوك عنصرى، كما تم إلزام النادى برفع شعارات ضد العنصرية فى المدرجات، جاءت هذه العقوبات بعد إجراء تحقيق فى الواقعة المؤسفة، وفى إطار الحرص على مواجهة العنصرية فى الملاعب، وكثيرًا ما تلجأ بعض الأندية إلى منع مشجعيها من حضور المباريات فى الملعب بسبب عنصريتهم وتنمرهم ضد لاعبين منافسين، أين نحن من هذه الأفعال التى تحافظ على المجتمعات وتحفظ لكرة القدم وللرياضة قواعدها الأخلاقية؟ ألا يجب أن يكون لنا فى الاتحاد الأوروبى وأندية أوروبا أسوة حسنة، ونتبعها فى اتخاذ إجراءات سريعة وفعّالة فى حق من يتجاوز ويخرج عن السلوك الرياضى أو يسخر من لاعبى الفريق المنافس أو يظهر عنصرية بغيضة؟ وهل يمكن أن نحتذى بهذه الأندية وتكون هناك إجراءات قانونية صارمة ضد من يبثون الفتنة الرياضية لدينا؟ أقول هذا وأنا أشاهد ما يجرى من تجاوزات خطيرة فى بعض البرامج الرياضية منذ بداية الموسم الرياضى الجديد، والخوف أن تستمر حالة الشحن التى تجاوزت الروح الرياضية والمنافسة الشريفة إلى الردح والشتائم، وهو ما قد يؤدى إلى ما لا تحمد عقباه؛ خصوصًا أن الجمهور بدأ يظهر فى المدرجات ولو بأعداد قليلة بعد منعه من حضور المباريات منذ عدة سنوات عقب كارثة استاد بورسعيد والتى راح ضحيتها 74 شهيدًا من مشجعى الفانلة الحمراء، وإذا استمرت هذه المكايدات والمغالطات التى تهيج المشجعين فإنه من الممكن أن تتحول هذه المناكفات إلى غضب جامح لا يستطيع أحد السيطرة عليه.



لهذا يجب الانتباه إلى ما تذيعه بعض البرامج الرياضية على الفضائيات؛ حيث تمتلئ بالتنمر والسخرية من لاعبى الفريق المنافس، وهو الأسلوب المخالف لكل القيم الرياضية والمواثيق الإعلامية، وعلى الجهات المسئولة والمَعنية إصدار تعليمات صارمة لهذه البرامج بعدم التجاوز أو الخروج على المبادئ والأخلاق والقواعد والأعراف الرياضية، والكف عن التحريض وبث الكراهية بين الجماهير.

هذا السلوك المعيب بدأ مع أول مباراة فى الدورى ويبدو أنه سيمتد طوال المسابقة، ويزيد من المأساة أن من يقوم بهذه الإثارة ويلعب هذا الدور المخيف لاعبون سابقون؛ خصوصًا المنتمين منهم للأهلى والزمالك سواء كانوا من مقدمى البرامج أو ضيوفًا بها، ومن خلال تحليلهم للمباريات أو الحديث عن الخطط يثيرون المشاعر بحثًا عن الترند، وهى الآفة التى ابتلينا بها، فيطلقون الآراء الغريبة والمعلومات المغلوطة، هؤلاء اللاعبون يسكبون مزيدًا من البنزين على النار المشتعلة ويستغلون حماس الجماهير المتأججة أصلاً، وكان من المفترض أن يقوم هؤلاء النجوم بتهدئة المتفرجين وتعليمهم الفرق بين الحماس للفريق والتعصب المقيت، وحتى ندرك ما يحدث والطريق الخطير الذى نسير فيه يكفى أن نستعيد ما قيل فى بعض البرامج الأيام الماضية من تشكيك فى التحكيم ومحاولة إقناع المشاهدين بأن هناك مؤامرة لصالح الفريق المنافس سواء كان الأهلى أو الزمالك- حسب انتماء الضيوف- لمنحه الفوز دون حق، وادعاء أن ضربات الجزاء المحتسبة غير صحيحة وأنها تمت بفعل فاعل، وأن الفوز جاء لأن الحَكم كان منحازًا.

الأخطر ما يدور فى بعض صفحات الفيس بوك التى لا هَمّ لها إلا «التحفيل» على الفريق المنافس والسخرية من لاعبيه والتنمر عليهم، ويصل الأمر إلى الأكاذيب واختلاق وقائع غير صحيحة من أجل تغذية الفتنة بين المشجعين المتحمسين والمحبين لفريقهم والغيورين عليه، ووصلت المبالغات إلى حد القول بوجود توجه بمنح الدورى لهذا الفريق أو ذاك رغم أننا فى بداية الموسم، علينا جميعًا أن نقف فى وجه هذه الظاهرة وأن نواجهها بحسم للقضاء عليها من خلال تطبيق القانون على من يرتكب مثل هذه الجرائم قبل أن تحدث الكارثة.>