السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

صاحبة 58 عامًا الفائزة بالجائزة الذهبية فى رفع الأثقال: أمانى ربيع أول مصرية تحصد لقب مستر أوليمبيا

ليس الرجال فقط هم مَن يحصدون الألقاب فى ألعاب القوَى، النساء أيضًا يحكمن عالم رياضات وألعاب رفعت شعار للرجال فقط؛ حيث أصبح هناك العديد من البطلات فى رياضات مثل رفع الأثقال والبوكسينج وكمال الأجسام وحتى المصارعة الحرة وغيرها وسجلن أرقامًا قياسية ملهمة بشكل لا يُصَدق.



وقد نمَت رياضة رفع الأثقال للسيدات بسرعة خلال العقد الماضى وهن يُهَيمن الآن على أعلى التصنيفات بين جميع الرياضيين، كما زادت شعبية هذه الرياضة بسبب ظهور وسائل التواصل الاجتماعى؛ وبخاصة بين النساء المؤثرات اللائى يشاركن إنجازاتهن وتقدمهن مع العالم. وتُعتبر أمانى ربيع صاحبة الـ 59 عامًا الحاصلة على ذهبية مستر أوليمبيا مرّتين هى أشهَر المصريات فى رياضة الباور ليفتينج (رفع الأثقال).. وفى حوار خاص لـ«نون القوة» تروى «أمانى» الأم والجدة تجربتها المُلهمة وحصولها على ذهبية مستر أوليمبيا.

 فى البداية متى بدأ اهتمامُك بألعاب القوة البدنية؟

- أنا اعتدتُ ممارسة كل أنواع الرياضة منذ الصغر، فكنت دائمًا أمارس السباحة ورياضة الجرى وغيرهما، لكن بدأ اهتمامى الفعلى برياضة رفع الأثقال منذ خمس سنوات تقريبًا وأنا بعمر الـ55 عامًا، فكنت دائمة التردد على صالة الألعاب الرياضية وبدأت فى رفع الحديد وتمرنت لشهور وسنوات وحصدت عددًا من الألقاب والميداليات الدولية والمحلية وحققت 40 ميدالية ذهبية على مستوى منافسات الجمهورية و7 ميداليات ذهبية على مستوى البطولات العربية، وأعتبَر أنا السيدة المصرية الوحيدة التى حصلت على ذهبية مستر أوليمبيا مرّتين؛ مرّة عام 2019 والثانية عام 2021.

 كيف استطعتِ التوفيق بين أسرتك وممارستك للرياضة؟

- الرياضة كانت دائمًا جزءًا لا يتجزأ من حياتى،  فكنت دائمًا ما أخصص بعض الوقت لممارسة الرياضة، لكن التفرغ للتدريبات التى تخص المسابقات والبطولات جاءت بعدما انتهيت من مهمتى كأمّ مسئولة عن أسرة وبعد أن تزوج أبنائى أصبحت أخصص المزيد من الوقت للتدريبات وأحاول بقدر استطاعتى ألا أنقطع عن التدريب، وعامّة يتسم الرياضيون بالقدرة على تنظيم الوقت وحب الرياضة والإصرار فى التقدم، ورفع المستوى يُجبر المتدربَ على خَلق المزيد من الوقت، فنجد الكثير من الأبطال الرياضيين الذين حققوا إنجازات رياضية وحصدوا الألقاب الدولية والعالمية طلابًا فى المدارس والجامعات وآخرين أطباء وضباطا ومهندسين وأمهات.

 لماذا اخترتِ هذه الرياضة رُغْمَ تصنيفها للرجال فقط؟

- لم تَعُد هناك ألعابٌ أو رياضة خاصة بالرجال فقط؛ الرياضة للجميع، سواء رجال أو نساء كبار أو شباب أو حتى أطفال، وفى السنوات الأخيرة أصبح عدد كبير جدًا من النساء حتى المشاهير والممثلات وغيرهن يرفعن الحديد ويتفاخرن بصورهن على كل مواقع التواصل الاجتماعى لأغراض مختلفة، سواء بهدف نحت القوام أو بناء العضلات والتخلص من الدهون أو لشد ترهلات الجلد لكبار السِّن لكى يبدون أصغر سنًا، بالإضافة إلى أن رياضة رفع الأحمال لا تؤثر على الأنوثة كما يروج البعض أو تظهر الجسم بمَظهر رجولى؛ إنها فقط تبنى عضلات حَسَنة المَظهر وتنحت شكل الجسم ليصبح أكثرَ تناسقًا بخلاف رياضة كمال الأجسام التى تعتمد بشكل أساسى على تضخيم العضلات، وهذه الرياضة أيضًا لم تَعُد مقتصرة فقط على الرجال؛ فهى منتشرة بشكل كبير فى أمريكا وأوروبا بين النساء ولها الكثير من البطولات الرياضية العالمية الرسمية، إلى جانب أن معظم ألعاب القوَى لا تعتمد فقط على القوة البدنية؛ لا بُدّ أن يكون اللاعب على قدر من الذكاء والإدراك، فرفع  الأثقال مثلاً إلى جانب القوة البدنية تحتاج إلى إدراك الخصم وتقدير مدَى قوته وأيضًا على كيفية الأداء ضد المنافسين الذين ظهروا فى المسابقة نفسها وتحديد المكان فى فئتَىْ العمر والوزن.

 هل كان للأسرة دور فى دعمك؟

- على عكس معظم الأبطال الرياضيين الآخرين الذين توّجوا وحصدوا الميداليات والذين كان لهم نصيب كبير من دعم الأهل والأسرة، فأنا أمٌّ لرَجُلين وزوجة منذ عدة سنوات عندما بدأت أمارس رياضة الباور ليفتينج ظهر على أسرتى؛ وبخاصة أولادى، علامات الدهشة رُغم أنهم لم يعترضوا ودائمًا ما كانوا يستفسرون عن نوعية التدريبات وهل إذا كانت عنيفة أو غيره لكن نظرتهم اختلفت تمامًا بعد حصولى على أول بطولة وأصبحوا فخورين بما حققت وشجعونى على مواصلة التدريبات والمشاركة فى المزيد من البطولات والمنافسات الدولية،  أمّا زوجى فقد أظهر بعض الاعتراض فى البداية ليس على ممارستى للرياضة لكن لنوعيتها؛ فقد كان دائمًا ما يردد أنها رياضة رجال وأن كل مدربيها ولاعبيها رجال.

 ما هو الفرق بين رياضة الباور ليفتينج وكمال الاجسام؟

- كمال الأجسام ورفع الأثقال رياضتان متشابهتان للغاية لكنهما مختلفان جدًا أيضًا، فدائمًا ما يكون هناك خلط عند البعض بينهما وتتضمن كلتا الرياضتين تحريك الحديد الثقيل لكن أهداف الرياضتين مختلفة تمامًا، فمثلاً تدريب رفع الأثقال يهدف إلى زيادة القوة القصوَى؛ خصوصًا فى الحركات مثل القرفصاء وضغط البنش والرافعة المميتة، أمّا تدريب كمال الاجسام فأقل اهتمامًا بكمية الوزن التى يتم رفعها ولكنه يهدف إلى تعظيم تضخيم العضلات قدر الإمكان، بينما يستخدم كل من رافعى الأثقال ولاعبى كمال الأجسام تدريب الأثقال لزيادة كتلة العضلات والقوة والحركة والمرونة والأداء العام، ومع ذلك فإن التمارين الدقيقة داخل كل برنامج تدريبى تختلف بشكل كبير، والأهم أن كلتا الرياضتين تعلم المتدرب أهمية الانضباط والتفانى والمثابرة للوصول إلى هدف أفضل 3 منافسين فى فئة نفس الوزن، ومن أهم الفوائد أيضًا أن هذه الرياضات تحسّن المَظهر بشكل كبير؛ خصوصًا عند النساء وتزيد من الثقة بالنفس ودائمًا ما يشعر لاعبوها بالسعادة أكثر من غيرهم. 

 كيف يتم تنظيم مسابقات القوة البدنية؟

- يتم تنظيم المسابقات حسب الجنس والوزن والعمر، وتنقسم الفئات العمرية عادة إلى الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا والمراهقين من العام الذى تبلغ فيه 19 عامًا إلى 23 عامًا والمحترفين من العام الذى تبلغ فيه 40 عامًا يمكن للجميع التنافس فى المسابقات المفتوحة، وهناك العديد من المراهقين الصغار المتنافسين كما يوجد أيضًا العديد من الكبار فى سن السبعينيات والثمانينيات وأى شخص من فئة Sub Junior أو Junior أو Masters يمكنه التسجيل فى المسابقات المفتوحة أيضًا والمنافسة فى فئتين عمريتين يزيد هذا من فرص الفوز بميدالية وإذا قام أحد بالتسجيل فى فئتين؛ فسيتم احتساب أكبر قدر من الوزن الذى ترفعه فى كل رفع فى كليهما، وينقسم رفع الأثقال إلى فئتين كلاسيك ومجهز، تشمل مسابقات رفع الأثقال المجهزة معدات إضافية يمكن ارتداؤها لمساعدة الرافع أمّا الكلاسيكى فكل ما سيحتاجه الرافع للمنافسة أغطية وأحزمة المعصم اختيارية، مثل بدلة رفع غير داعمة وتى شيرت لارتدائه تحته والجوارب الطويلة للرفعة المميتة وأحذية فلات وملابس داخلية قطنية فضفاضة.

 هل تعرضتِ لأى شكل من أشكال التنمُّر بسبب اختيارك رياضة من رياضات القوة البدنية؟

- بالطبع تعرضت أكثر من مرّة للتنمُّر على وسائل التواصل الاجتماعى؛ حيث عَلق أحد الأشخاص على صوتى مشبهًا إياه بصوت الرجال، بالإضافة إلى عدد من التعليقات السخيفة غير المبررة، لكنى لا التفت أبدًَا إلى مثل هذه التفاهات، فقد بلغت من العمر ما يكفى لكى أتجاهل أى تعليق سلبى، وأذكر أنه فى إحدى المسابقات الدولية كان يبلغ عدد مشاهديها مليونًا وحين جاء دور منافسة السيدات ازداد عدد المُشاهدات ليصل إلى نحو سبعة ملايين مُشاهد، وانهالت التعليقات السخيفة التى تحمل كل أشكال التنمر على جميع المتنافسات سواء على شكل أجسادهن أو عضلاتهن وأعمارهن أو حتى جنسيتهن، وللأسف معظم التعليقات من مشاهدى الدول العربية؛ لأن مثل هذه المسابقات فى الدول الأوروبية مسابقات عادية ومعتاد عليها من قِبَل المشاهدين، المدهش فى الأمر أن غالبية الأشخاص دائمو التنمر على الغير لا يَمتّون للرياضة بأى صلة. 

 ما خططك المستقبلية فيما يخص الرياضة؟

- أخطط للاشتراك فى عدد من البطولات الدولية، وأتمرن يوميًا لتحقيق حلمى لحصد أكبر عدد من الميداليات لمصر، لكن للأسف هناك الكثير من المعوقات؛ أولها أن معظم السفارات مغلقة حاليًا بسبب الوباء العالمى حتى أمام الرياضيين، لكنى أحاول بشتى الطرُق السعى للمشاركة فى بطولة العالم فى البرتغال، وأنا مطمئنة إلى حد كبير لأن المصريين لهم وزن فى ألعاب القوة البدنية منذ زمن وقد زاد قدرهم بعد حصول عدد من الأبطال على الميداليات الذهبية مثل البيج رامى وأبطال آخرين.