الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
خارطة طريق للناجحين فى الثانوية العامة

خارطة طريق للناجحين فى الثانوية العامة

أما وقد انتهت امتحانات الثانوية العامة، وبدأ الطلاب يفكرون إلى أى دراسة يتجهون، وبأى كلية يلتحقون وخاصة المتفوقين منهم والذين يسمح لهم مجموعهم - بعد ظهور النتيجة - بالاختيار والانتقاء والتفضيل، فإنه من الضرورى والواجب توجيه الناجحين إلى الدراسات التى لها مستقبل، ورسم خارطة طريق تكشف احتياجات سوق العمل خلال السنوات القادمة لمساعدة الطلاب وأولياء أمورهم على الاختيار الصحيح والأفضل، وتشمل هذه الخارطة أيضًا شرحًا للدراسات والكليات التى تشبع بها سوق العمل وأصبحت فرصة العمل بمؤهلها صعبة، هذه المهمة واجبة حتى لا يضاف إلى طابور البطالة الممتد طويلًا عاطلين جددًا، وأتمنى أن تعقد وزارات التعليم العالى والقوى العاملة والتخطيط والاقتصاد والصناعة والزراعة اجتماعًا عاجلًا ولها أن تستعين باتحاد الصناعات والغرف التجارية وغيرها من الهيئات المعنية بالاقتصاد ودراسات البطالة والعمل، لرسم هذه الخارطة، وإعلانها سريعًا فى جميع وسائل الإعلام، ووضعها على مواقعها الإلكترونية حتى تكون متاحة للطلاب وأسرهم، ما يمكنهم من معرفة التخصصات التى يحتاجها سوق العمل ومزاياها، وعيوب المجالات الأخرى التى يتكدس بها الخريجون والذين لم يجدوا عملًا فى تخصصهم بعد أن قضوا عدة سنوات فى دراسته ثم فوجئوا بأنه لا مجال أمامهم لتطبيق ما تعلموه، وأن هذه السنوات ذهبت هباء دون فائدة حقيقية سوى الحصول على شهادة ملقاة فى أدراج المكاتب أو معلقة على الحوائط.



لا ينبغى لهذه الجهات والحكومة عمومًا أن تترك أبناءنا يتخبطون دون دليل يرشدهم إلى الطريق الصحيح، وهى إحدى المهام الموكولة إليها حتى ولو كان بشكل غير رسمى، ولا يجب أن نترك الطلاب يندفعون إلى الالتحاق بما يسمى كليات القمة مثل الطب والصيدلة وطب الأسنان والهندسة لدارسى القسم العلمى، والإعلام وسياسة واقتصاد لطلاب الأدبى، حيث يدفع أولياء أمورهم أموالًا طائلة للجامعات الخاصة من أجل إلحاق أبنائهم بهذه الكليات - من لم يستطع مجموعهم أن يدخلهم الجامعات الحكومية-، ثم يفوقون على الحقيقة المؤلمة، وأن هذه الكليات لم يعد خريجوها ضمن صفوة المجتمع كما كان قديمًا، مثلًا الأطباء يعانون من تدنى رواتبهم والتى تدفعهم إلى السفر للعمل بالخارج أو الهجرة إلى الدول الأوروبية التى ترحب بهم خاصة بريطانيا، حتى أصبحت مستشفياتنا الحكومية تعانى من نقص الأطباء وهى المشكلة التى قد تتفاقم فى السنوات القادمة، أما الصيادلة فخريجوها يزيدون عن حاجة السوق، ما جعلهم يعانون من عدم وجود عمل فى مجالهم، وينطبق نفس الأمر على أطباء الأسنان، وفى نفس الطريق يسير خريجو كليات الهندسة الذين لا يجدون فرص عمل فى عدد من التخصصات الهندسية.

الأمر أفدح فى الكليات النظرية فتخصص الإعلام شهد إنشاء العديد من الكليات والأقسام فى الجامعات الخاصة والحكومية ويتخرج منها المئات سنويًا، والآن أصبح أبناؤها لا يجدون عملًا ولا فرصة لممارسة المهنة التى حلموا بها، ويزيد الأمر سوءًا أن شارع الصحافة ضاق بالصحف الحالية الخاصة والقومية، والأخيرة أصبح التدريب بها صعبًا، والتعيين فيها يكاد يكون مستحيلًا فى ظل ظروفها المالية المتعثرة وتراجع توزيع إصداراتها، نفس الأسباب تهدد الصحافة الخاصة بالإغلاق حتى إن بعضها تفصل الصحفيين العاملين بها توفيرًا للنفقات، وعلى نفس المنوال تسير القنوات الفضائية، ولهذا أصبح الآلاف من خريجى الإعلام يعانون البطالة، وهو نفس ما يواجه خريجى كلية اقتصاد وعلوم سياسية والتى يحلم معظم الدارسين بها بالالتحاق بالسلك الدبلوماسى وهو وهم كبير فى ظل الأعداد الكبيرة من الخريجين والعدد القليل المطلوب فى هذه الوظائف، وهى نفس أحلام من يدرسون بكليات الحقوق الذين يمنون النفس بالعمل فى القضاء، والذى لا يحتاج سوى عدة مئات كل عام بينما الآلاف من خريجى الحقوق يجلسون على المقاهى لأنهم لا يجدون فرصة للتدريب فى مكاتب المحاماة، أما عن خريجى كليات التجارة والآداب فحدث ولا حرج، لقد كتبت عن ضرورة وجود خارطة طريق لطلاب الثانوية العامة أكثر من مرة وسأستمر فى الكتابة عنها مرات حتى تتحقق من أجل مستقبل أولادنا ومستقبل وطننا أيضًا.