السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
حقائق و هواجس.. إسرائيل تتكلم بالعربية

حقائق و هواجس.. إسرائيل تتكلم بالعربية

 لابد أن مصطلح «حروب الجيل الرابع» قد ألح على ذهنك خلال الأعوام العشرة الماضية، المصطلح وفقًا لما هو متاح من معلومات «متخصصة» على شبكة المعلومات الدولية، تم استخدامه لأول مرة بواسطة فريق من المحللين الأمريكيين عام 1989، ولم يكن المقصود به فى هذا الوقت سوى التعبير عن الخروج  بالحروب بين الدول عن أشكالها الثلاثة التقليدية، حروب الجيل الأول وهى الحروب بين جيوش عسكرية نظامية لدولتين أو أكثر، حروب الجيل الثانى وهى المعروفة بحروب العصابات والتى ظهرت أول ما ظهرت فى أمريكا اللاتينية، وأخيرًا حروب الجيل الثالث وهى الحروب الوقائية أو الاستباقية كالحرب الأمريكية على العراق عام 2003 على سبيل المثال.



أما «حروب الجيل الرابع» حسب تعريف أول من أطلقها فى محاضرة علنية، الأمريكى ماكس مايوراينك، الأستاذ فى معهد الأمن القومى الإسرائيلى، فهى فى نقاط مختصرة: «الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرار الدولة، ثم فرض واقع جديد يراعى المصالح الأمريكية».. دقائق قليلة هنا تكفيك لتضع يدك على أمثلة عديدة لحروب الجيل الرابع وفقًا لتعريف ماكس وتحديدًا فى آخر عشر سنوات، نعم هى، ثورات الربيع العربى، جميعها لم تكن بشكلٍ أو آخر إلا فصلًا من فصول حروب الجيل الرابع، استهدفت دولًا لطالما مثلت أركان القوى فى الوطن العربى، ولم تكن النتيجة إلا سقوطها واحدة وراء الأخرى، ولا تزال توابع السقوط للأسف مستمرة.

حروب الجيل الرابع هى الأخرى متواصلة ومستمرة، أصبحت لغة العصر فى الحروب إذا جاز التعبير، دعم هذا تطور وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، شبكات التواصل الاجتماعى بما هى عليه الآن من تمكين فى حياة الشعوب، أصبحت السلاح الأقوى فى هذه الحروب، يلعب فيها العامل النفسى دور البطولة، لا نبالغ إذا أكدنا أنها حروب نفسية بالأساس، وكلنا يشهد ما تتعرض له الدولة المصرية من أخطار، بعدما وقفت فى مواجهة مخططات قوى الشر الكبرى ولا تزال، يوميًا تستهدف الشائعات مختلف مؤسسات الدولة، وتجتهد الأجهزة الرسمية فى التكذيب والتصويب، تتسلل الصفحات المعادية على «الفيسبوك» وتنتشر وتحاصر، ولا نزال جميعًا مطالبين باجتهاد أكبر فى المواجهة.

«إسرائيل تتكلم بالعربية» صفحة حكومية تابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية على «الفيسبوك»، الصفحة تصف نفسها بأنها الصفحة الرسمية بالعربية لدولة إسرائيل، ويعود تاريخ إطلاقها إلى 10 يناير 2011، اقرأ التاريخ مرة أخرى من فضلك قبل أن تواصل معى، يتابع الصفحة حتى وقت كتابة هذه السطور 3.2 مليون متابع من مختلف الجنسيات العربية بالأساس، الصفحة لم تأتِ طوال أكثر من عشر سنوات إلا فى إطار محاولات إسرائيل المتواصلة والمستمرة والمتجددة لتطبيع العلاقات مع الشعوب العربية، وزادت فى هذا فى الآونة الأخيرة نتيجة تطبيع العلاقات رسميًا بين إسرائيل وعدة دول عربية تباعًا، قلة من مواطنى هذه الدول نشطوا فى التفاعل الموالى على الصفحة.  

    أما معظم المتابعين فيؤكد تفاعلهم أن الحاجز النفسى قائم على ما هو عليه بين الشعوب العربية والكيان الصهيونى، بل ولا أبالغ إذا أكدت أن حجم هذا الحاجز النفسى يزيد بمرور الوقت، وصدام حى الشيخ جراح وتوابعه الشهر الماضى خير شاهد على استمرار إيمان الشعوب العربية بقناعة ناصر الشهيرة «الصراع مع إسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود»، هل أتيت على صفحة «إسرائيل تتكلم بالعربية» باعتبارها صفحة معادية فى سياق كلامى عن حروب الجيل الرابع؟.. نعم بكل تأكيد.. إسرائيل لا تزال «العدو» فى العقيدة المصرية العسكرية والشعبية على حدٍ سواء، والصفحة واجب الانتباه لها، وحروب الجيل الرابع نحن أهل لها بمشيئة الله.