الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مصر الدولة الأولى التى أطلقت استراتيچية وطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 د.هند جاد: المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبى

أكدت الدكتورة «هند جاد» الكاتبة ورئيس مجلس أمناء مؤسَّسة بيت العرب للثقافة والتنمية، أن المرأة المصرية قوية ومؤثرة ولديها قدرة على التواصل والمشاركة مع الأحداث؛ بل إنها قادرة على التحكم فى انفعالاتها عندما انخرطت فى سوق العمل،



  وأضافت فى حوار خاص لـ«نون القوة»: إن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبى، لذلك لم يكن غريبًا أن تكون مصر هى الدولة الأولى فى العالم التى أطلقت استراتيچية وطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 فيما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، مما يؤكد إيمان الدولة بدور المرأة المصرية فى النهوض بالمجتمع.. وفيما يلى نص الحوار:

 كيف ترين وضع المرأة المصرية الآن فى إطار استراتيچية تمكين المرأة 2030؟

- المرأة المصرية شخصية قوية ومؤثرة لديها قدرة على التواصل والمشاركة مع الأحداث؛ بل إنها قادرة على التحكم فى انفعالاتها عندما انخرطت فى سوق العمل، فالمرأة من وجهة نظرى قادرة على القيادة، ودائمًا عندها استعداد للتعلم إذا أتيحت لها الفرصة بغض النظر عن المنصب الذى وصلت إليه، دائمًا تقدم الخدمات للجميع ولا تنتظر المقابل وعندما تتيح لها الفرصة تنجح وتقود، وهذا ما أتاحه لها الرئيس «عبدالفتاح السيسى» إيمانًا منه بأهمية دور المرأة وقدرتها على الكفاح من أجل رفع مستقبل وطنها، فالمرأة المصرية تعيش عصرها الذهبى، لذلك لم يكن غريبًا أن تكون مصر هى الدولة الأولى فى العالم التى أطلقت استراتيچية وطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 فيما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة، مما يؤكد إيمان الدولة بدور المرأة المصرية فى النهوض بالمجتمع.

 

وماذا عن التمكين السياسى للمرأة وتعزيز دورها القيادى فى الفترة الأخيرة؟

- دعينى أؤكد أن المرأة المصرية عظيمة مَهما كان أداؤها فهى صانعة للتغيير ومحركة للتطوير، وهذا واضح من نجاحها فى الحصول على 8 حقائب وزارية طبقًا لآخر تعديل وزارى، كما دخلت المرأة بقوة فى حركة المحافظين، فكان هناك 7 سيدات يشغلن نواب محافظين، ولا يمكن أن ننسى تعيين الدكتورة «فايزة أبو النجا» لتكون السيدة الأولى التى تتولى منصب مستشار الرئيس لشئون الأمن القومى بقرار من الرئيس «عبدالفتاح السيسى»، وهذا أكبر دليل على ثقة القيادة السياسية فى كفاءة المرأة المصرية لتولى مثل هذه المناصب القوية، كما أن المرأة المصرية نجحت فى تولى المناصب القيادية بجدارة فى الهيئات القضائية، فلأول مرّة يتم تعيين 26 قاضية جديدة فى محاكم الدرجة الأولى و66 قاضية فى المحاكم المصرية، فضلًا عن تعيين 6 قاضيات نائبات لرئيس هيئة القضايا المصرية، وبذلك أصبح عندنا 430 قاضية مصرية نفتخر بوجودهن على منصة القضاء المصرى، فضلًا عن نجاحنا فى تحقيق المعادلة الأصعب فى تاريخ الحياة النيابية بعد أن وصل عدد المقاعد النسائية إلى 90 مقعدًا، وبذلك أصبحت المرأة المصرية تمثل 25 % فى البرلمان، وهذا يقع على عاتقها مسئولية كبيرة وتجعلها قادرة على الاهتمام بجميع القضايا الخاصة بالمرأة؛ خصوصًا قانون الأحوال الشخصية ومعالجة جميع المشكلات التى تواجه المرأة المصرية مثل ظاهرة التحرّش الجنسى والعنف ضد المرأة والمرأة المعيلة وغيرها.

 هل نجحت الدولة فى تنمية قدرات المرأة وزيادة مشاركتها فى قوة العمل وتكافؤ الفرص بما فى ذلك القطاع الخاص وريادة الأعمال؟

- الدولة تقوم بالكثير من المبادرات من أجل مساعدة المرأة المعيلة لتخطى خط الفقر، وعلى الرغم من أن المرأة تمثل 50% من السكان؛ فلا تزال ممثلة تمثيلًا ضعيفًا بين أفقر فئات العالم. والدليل على ذلك أنها تجد صعوبات فى الحصول على أى تمويل لأعمالها التجارية ولأنشطتها الاقتصادية، فنحن نعانى من الفقر الذى يعرقل التنمية وإذا نجحنا فى القضاء نسبيّا على معدلات الفقر فسوف ندخل مرحلة جديدة من التنمية والتى تعنى تعليمًا ومناخًا أفضل، وأن نستفيد من بعض عناصر التجارب العالمية؛ خصوصًا التجربة الصينية فى كيفية إعادة تأهيل المجتمع والنهوض بالتصنيع ومستوى التعليم، لذلك أعتقد أن برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأنا فى تنفيذه نجح فى تحسّن المؤشرات الحقيقية للاقتصاد المصرى والقضاء على الاختلالات الاقتصادية وإعادة التوازنات الأساسية من خلال تخفيض معدل التضخم باعتبارها شروطًا ضرورية لإخراج الاقتصاد من عثرته ووضعه على المسار الصحيح، مثل إلغاء الدعم وتخفيض قيمة الجنيه والزيادة فى أسعار الطاقة والنقل والسلع التى كان ينتجها القطاع العام، وأصبح الدعم مقصورًا على السلع أو الخدمات الاستهلاكية الأساسية، مثل المواد الغذائية والنقل.

وكيف ترين مشاركة المرأة المعيلة فى المجتمع وحماية حقوقها؟

- قامت الدولة بدور كبير فى مساعدة المرأة للعمل فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إلّا أن جهود الدولة يجب أن يتضافر معها فئات المجتمع المختلفة، ففى الوقت الذى تقوم فيه الدولة بمد شبكة الحماية الاجتماعية لتخفيف وطأة إجراءات الإصلاح عن الطبقات الدنيا؛ فإنه للأسف الشديد أثرت هذه الإصلاحات الاقتصادية على الطبقة المتوسطة وأصبح هناك تفاوتات خغرافية هائلة فى معدلات الفقر إذ يتراوح بين 7% فى محافظة بورسعيد إلى 66% فى بعض محافظات الصعيد.

لذلك حاولت الدولة الاهتمام بمشروعات الأسَر المنتجة؛ لأنها تستهدف الارتقاء بالمجتمع ومحاربة الفقر وتوفير فرص العمل؛ حيث تتنوع المشروعات طبقًا لمهارة الأسر ما بين مهارات قائمة على مهارات الخياطة والتطريز والخردوات الخاصة بالمنازل، ولقد دعم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» هذه الحرف اليدوية من خلال افتتاحه لمعرض «تراثنا» بتقديم كل وسائل الدعم لقطاع الصناعات التراثية والحرف اليدوية مع الترويج لهذه الفنون المصرية العريقة، وإتاحة منتجاتها بأسعار رمزية لتشجيع انتشارها وزيادة إنتاجها المميز.

 وماذا عن دور المرأة الريفية وإسهامها فى تحسين مستوى المعيشة؟

- المرأة حنون وصبور ولولاها لما كانت الحياة، فالمرأة الريفية تشكل نسبة كبيرة، فهى المزارعة والعاملة فى مجال الزراعة؛ بل هى أيضًا البائعات فى السوق ويمثلن نحو ما يقارب 43% تقريبًا من القوة العاملة الزراعية فى الدول النامية، لذلك علينا الاهتمام بالمرأة الريفية لدورها الحيوى فى المساهمة فى العمل للحد من الجوع والفقر كما لوحظ أن المرأة تقوم بإنفاق حصة أكبر مما ينفقه الرجل من الدخل الإضافى فى توفير الغذاء لأطفالها، وبالتالى تعزيز قدرات المرأة الريفية وتمكينها ينعكسان على شكل تحسّن مستوى الرفاهية عمومًا لدى الأطفال والأسَر والمجتمعات، فعندما تعمل النساء يفوز الجميع، وتؤدى المشاركة الاقتصادية للمرأة إلى تحقيق أرباح هائلة للأسرة والمجتمع والبلد، ونحن نعلم أنه لا يمكن لأى بلد أن يحقق إمكاناته أو أن يواجه تحديات القرن الحادى والعشرين دون المشاركة الكاملة والمتساوية للنساء والرجال.

 هل تمت تهيئة الفرصة لمشاركة المرأة وتوسيع قدرتها على الاختيار ومنع الممارسات التى تكرّس التمييز ضد المرأة؟

- بالتأكيد إن الدولة سعت للتمكين الاجتماعى للمرأة من خلال تهيئة الفرص لمشاركة اجتماعية أكبر للمرأة وتوسيع قدرتها على الاختيار ومنع الممارسات التى تكرّس التمييز ضد المرأة أو التى تضر بها سواء فى المجال العام أو داخل الأسرة، فحماية المرأة يجب أن تكون من خلال القضاء على كل الظواهر السلبية التى تهدد حياتها وسلامتها وكرامتها؛ بل تحول بينها وبين المشاركة الفعالة فى جميع المجالات بما فى ذلك كل أشكال العنف ضد المرأة وحمايتها من الأخطار البيئية التى قد تؤثر بالسلب عليها من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية، لذلك أطالب بضرورة سَن وإعمال التشريعات التى تقضى على الموروثات الاجتماعية الخاطئة التى تولد أشكالًا من العنف ضد المرأة؛ بل وتقف حائلا دون تقدّمها وتمكينها اقتصاديّا واجتماعيّا فتعرقل مشاركتها الفاعلة فى المجتمع وتعوقها عن القيام بدورها فى تربية النشء.

 كيف ترين دور أمهات وزوجات الشهداء فى مكافحة الإرهاب والتطرف؟

- مَهما قيل لا نستطيع تقييم دور أمهات وزوجات الشهداء فى مكافحة الإرهاب والتطرف، فأمُّ الشهيد فقدت فلذة كبدها، وزوجة الشهيد فقدت السَّنَد وشريك الحياة والأمل والمستقبل، والله حينما اختار الشهيد البطل اختار أيضًا عائلة لديها القدرة على الصبر والاحتمال، إنهن نساء من الجنة، صبرًا وحكمة، وقدرة واحتمالًا، فلا يبدين أى حزن ولا أى ضعف، ولكن الواحدة منهن تقول إنها تشعر بالفخر أن ابنها كان يدافع عن الوطن، وأنه يوفر لنا الأمن والأمان والسلام، وأنها يجب أن تستكمل رسالته فى حماية الوطن وتجهيز جيل جديد لديه نفس العقيدة، فإن أمهات الشهداء أحسَنَّ تربية أبنائهن، وأحسَنَ الله إليهن بشرف شهادتهم وهو شرف لو تعلمون «عظيم»، إنهن «أمهات مثاليات» بدرجة «والدات أبطال» فقدن فلذات الأكباد فى معارك العزة والشرف، لم تجف دموعهن على الأبناء الذين قدّموا أرواحهم فى سبيل حماية الوطن والمواطنين، إنهن والدات أبطال الجيش والشرطة، فيرحل الشهداء أبطالا لينعم غيرهم بالعيش فى سلام، يظلون فخرًا للوطن ولأبائهم ولأمهاتهم وأبنائهم، ورُغم صعوبة الفراق؛ خصوصًا على الأمهات فإنهن بقوة وثبات يضحين بأغلى ما يملكن، وضحى الكثير من أجل مصر لنصل إلى ما وصلنا إليه، ولولا إصرار الجيش على تطهير البلاد من الإرهاب ما قامت لنا قائمة.

 ما هى رسالتك للمرأة كما أوضحتها فى كتابك الأول «هى عظيمات تحت الشمس»؟

- كل ست هى عظيمة مَهما كان أداؤها... فالمرأة لها دور فى غاية الأهمية فى زرع المثل والقيم بالمجتمع، فهى التى تنمّى شخصية طفلها للوصول به إلى أفضل المستويات عن طريق التهذيب والتثقيف المستمرين، ولكن العبء الأكبر يقع على الأم، ويختلف الدور الذى تقوم به فى إكسابها البناء القيم وبالطبع الأسرة هى الخلية الاجتماعية الأولى فى المجتمع وعلى صلاحها وقوتها واستقامتها يتوقف صلاح المجتمع وقوته وتماسكه، فالمرأة والرجل هما عماد الأسرة إذا صلح كل منهما استطاعا أن يكوّنا بيتًا نموذجيّا، لذلك لا مفر من تعليم الطفل احترام المرأة؛ خصوصًا أننا فى مجتمع ذكورى يشهد الكثير من المفاهيم العنصرية تجاه الإناث، فلا بُد من تعليم الطفل احترام المرأة من خلال ما يراه من تعامُل أبويه مع المرأة وقضاياها، واحترام المرأة ليس متعلقًا بالأطفال الذكور؛ بل حتى بالاناث؛ حيث تواجه الطفلة الصغيرة أزمة فى الهوية نتيجة التمييز تجعلها أقل احترامًا لأفراد نوعها وبالتالى أقل تقديرًا لذاتها.

 كيف ترين وضع المرأة بعد 10 سنوات من الآن؟

- أعتقد أن وضع المرأة سوف يتغير جذريّا إذا حاولنا تغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة من خلال منع جميع أوجه الإساءة التى توجّه للمرأة المصرية مع تصحيح الصورة الذهنية التى تشكلها وسائل الإعلام عن المرأة المصرية، وتبنى جميع فئات المجتمع لتمكين المرأة كمسئولية جماعية وتشجيع المشاركة فى تحقيقها؛ خصوصًا من قِبَل الرجال والشبان مع مساندة المرأة فى الحصول على حقوقها القانونية كاملة دون إبطاء فى إصدار القوانين مع إعطاء اهتمام خاص للمرأة المهمشة والفقيرة والمعاقة وتعديل قوانين الأحوال الشخصية بالصورة التى تضمن حصولها على حقوقها كاملة، وفى الوقت نفسه نحاول تعظيم فرص زيادة الترابط الأسرى وتجديد الخطاب الدينى فيما يتعلق بدور المرأة فى المجال العام وأهليتها لتقلد المناصب العامة فى إطار تحديث كامل للخطاب الدينى حتى يتثنى له مواكبة متطلبات العصر.

 وماهى أهم التحديات التى تواجهنا فى مصر خلال السنوات المقبلة؟

- مما لا شك فيه أن منظومة المياه والغذاء والطاقة، والتغيرات المناخية أصبحت طرفًا رئيسيّا فى معادلة التنمية فى مصر، ونظرًا لتأثيراتها على الموارد المائية والإنتاجية الزراعية لارتفاع درجات الحرارة مع ارتفاع منسوب سطح البحر لذلك علينا إجراء أبحاث مستمرة فى تلك المجالات مع إعداد الكوادر الفنية والمتخصصة فى جميع المجالات، وهذا كان واضحًا من خلال المناقشات التى تابعتها فى مؤتمرات «مصر تستطيع» والذى توليه د. «نبيلة مكرم» اهتمامًا كبيرًا فى ظل محدودية مصادر المياه التى تعتمد عليها مصر والاعتماد بشكل أساسى على مياه النيل، فنحن لدينا مجموعة كبيرة من المصريات اللاتى يسهمن بأفكار عديدة من أجل تعظيم استخدام مياه الصرف الصحى واستخدام الطاقة الشمسية لتحلية المياه واستخدامها فى الرى بطرُق مبتكرة

 ما مشروعاتك المستقبلية؟

- أنا حاليًا أقوم بالتحضير لكتابى الثانى «مشاعر وأحاسيس»، وهو كتاب خاص بمشاعر المرأة.. فأنا ضد المَثل القائل بأن فاقد الشىء لا يعطيه، فهو يعطيه وبقوة لأنه اتحرم منه.. الكتاب إن شاء الله سيكون فى معرض الشارقة فى شهر 11.. وأختم كلامى معكم بأن ليس كل النساء ملاهى.. فبعض النساء جوامع.. عليك أن تخلع نعليك وتتوضأ وتنتقى كلماتك قبل الدخول فى محاربها..فناقصات العقل هن آخذات عقلك.. وناقصات الدين هن متممات دينك.. خلاصة الحياة.. اختر رفيقًا يسعدك.. واعلم أن الأم تظل تنفق عمرَها لتخيط لأبنائها الطريق مستقيمًا.