الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
عبدالله كمال بالمصرى: رفح المصرية ليست رهينة

عبدالله كمال بالمصرى: رفح المصرية ليست رهينة

إذَن.. يدرك الإخوان الفلسطينيون.. ولا أقصد بكلمة الإخوان معنى كلمة الأشقاء؛ وإنما الإخوان بمعنى التنظيمى.. يدركون أن حرس الحدود المصرى لن يطلق الرصاص على هؤلاء المتدافعين من الجانب الآخر إلى أرضنا فى رفح.. وأن الأوامر الصادرة للجنود هى ضبط النفس.. ففى نهاية الأمر هم إخوة.



ويدرك الإخوان الفلسطينيون.. ومرّة أخرى لا أقصد الأشقاء.. أن هناك تعاطفًا من الرأى العام المصرى والعربى مع أحوال كل أهل غزة.. ومن ثم يحاولون أن يمارسوا نوعًا من لَىّ الذّراع لمصر.. بقصد إعادة بناء وضع قانونى لمَعبر رفح مختلف عمّا هو عليه الآن.. من خلال هذا الامتهان لإقليمنا.. ولأمننا.

ومن الطبيعى أن مصر سوف تسكت بعض الوقت.. وسوف تتعامل مع ما يجرى بنصف عين مفتوحة؛ تعاطفًا مع الأوضاع الإنسانية الصعبة.. التى يعانى منها أهلنا فى غزة.. غير أن الاستمراءَ فى هذه الأوضاع لن يكون مقبولًا لفترة طويلة.. فى ضوء إدراك مَن يتابع الأمور أن ما يحدث ليس سوى نوع من الاستغلال السيئ لوضع إنسانى من قِبَل حركة حماس.. أو الإخوان الفلسطينيين.

لا خالد مشعل، وعساكر أولمرت الطغاة سوف يختطفون رفح رهينة هذه المأساة.. وهناك حدود للموقف المعقد.. وهناك مدى زمنى لا يمكن تخطيه.. والألعاب مكشوفة.. وحيلة دفع النساء فى صدارة التدافع إلى الجانب المصرى.. مكشوفة.. حتى لو تلا تدافعهن وصول بعض الأطفال أمام الكاميرات.. ومن بعد ذلك كما هو معروف وصول مجموعة من البلطجية المسلحين.. المأمورين لتنفيذ خطة محددة هدفها أن تجد حماس مَنفذًا من خلال مَعبر رفح.

مَعبر رفح خاضع لاتفاق يقضى بوجود ممثلين للاتحاد الأوروبى وممثلين للسُّلطة وممثلين لإسرائيل.. وعدم وجود أىٍّ من هؤلاء يعنى أنه غير موجود.. وهذا هو الوضع القانونى إلى أن يتم إقرار وضع آخر.. بطريقة قانونية.. والتدافع نحو الحدود من الجانب الآخر لن يكون هو الطريقة التى يمكن بها بناء هذا الوضع القانونى؛ وإنما من خلال خضوع حماس للسُّلطة القانونية التى انقلبت عليها.

وحتى لو قبلت السُّلطات المصرية هذه الأوضاع الغريبة تحت لافتة مراعاة الأبعاد الإنسانية لفترة من الوقت؛ فإننا نستعجلها.. ونقول لها: إن ما يحدث كما لا شك تدرك سُلطاتنا هو خطر يهدد أمن البلد.. ولا بُدَّ أن له سقفًا.. ونهاية.. ولا يمكن السكوت عليه.

لن تحل إسرائيل مشكلتها فى غزة على حسابنا.. ولن تحل حماس أزمتها الاقتصادية والاجتماعية فى غزة أيضًا على حساب أمننا.. وأرضنا لا تقبل هذه الامتهانات تحت أى مُسمى.. ولا بُدَّ أن هناك توقيتًا يكون على حماية الحدود أن تتجاهل أى اعتبار من أى نوع.. حماية لأمن مصر.. فهى أولًا.

لا أعتقد أن أىَّ مواطن مصرى أيًا ما كان قدر تعاطفه مع مشكلة فلسطين.. ولا أى صحفى وطنى لديه انتماء قومى.. يمكن أن يقبل حل مشكلة تهدد الأمن القومى المصرى بتهديد جديد للأمن القومى المصرى.. وإذا كنا نتفهم الأبعاد الإنسانية التى دفعت مصر إلى قبول هذا التدافع فى أرضنا؛ فإننا نتفهمه إلى حين.. ونطالب أيضًا بأن يكون ذلك إلى حين قريب جدًا.. وليس حتى بعد مدَى قصير.

هناك خطط معلنة بخصوص سيناء.. من جانب إسرائيل التى تريد أن تحل مشكلاتها على حساب بلدنا وأرضنا.. وهذا لا يفوت على أحد من أى نوع.. وكون أن حماس تدرك الأبعاد العاطفية للأمر بين قطاعات الرأى العام المصرى.. وتوظف محطات الإعلام لخدمة أهدافها؛ فإن الأمن القومى المصرى لا تحميه الكاميرات ولا يخضع لابتزاز الشاشات.. حتى لو سمحت الأريحية القومية المصرية ببعض الأمور لبعض الوقت.