الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

من الذاكرة إلى شاشة السينما مع الاعتذار: توم وجيرى.. للتسلية فقط

إذا كنت من مواليد الثمانينيات أو التسعينيات، فبالتأكيد نشأت على مشاهدة أفلام الكارتون (توم وجيرى) التى تتراوح مدتها ما بين 15 إلى 30 دقيقة، من مطاردة «توم» لـ«جيرى» أو العكس، وأحيانًا يشارك بعض الشخصيات الكارتونية الأخرى مثل الكلب والعصفورة والخادمة، ومعظمها تدور فى أحداث تعتمد كل الاعتماد على جذب المشاهد بالأحداث السريعة – المطاردات – مع موسيقى تصويرية تناسب تلك الحالة وصمت شبه تام من الشخصيات خاصة «توم» و«جيرى».



لكن تخيل معى تحويل تلك الحالة التى نشأنا عليها إلى عمل سينمائى مدته ساعة ونصف الساعة، فما كان من صناع العمل المؤلفين «ويليام هانا» و«جوزيف بربرا» والمخرج «تيم ستورى» إلا مزج الشخصيات الحقيقية الحية التى تتمثل فى بنت تحاول إثبات نفسها فى العمل، ورجل يحاول الإيقاع بها حتى لا تأخذ مكانه فى العمل، وصاحب فندق، وزوجين فى ليلة عرسهما، مع شخصيات كارتونية أو بالأحرى حيوانات كارتونية تتمثل فى «توم» القط و«جيرى» الفأر وأفيال وعصافير ونمر وطاووس، كل ذلك لجذب المشاهد الذى أصبح فى العشرينيات والثلاثينيات من عمره وتربى على «توم وجيرى» لإدماجه فى حالة النوستالجيا – إعادة معايشة الماضى – بأن يشاهد على الشاشة «توم وجيرى» عام 2021 كيف يتعاملان مع الحياة ومع الناس ومع بعضهما البعض وأيضًا جذب أطفال الجيل الحالى للعمل الفنى عن طريق إعادة نسج مواقف جديدة يتعرض لها «توم وجيرى»، وكل ذلك لمحاولة إثارة الضحك على مطارداتهما لبعضهما البعض ومطاردة الشخصيات الأخرى لهما، لكن ما شاهدناه على شاشة السينما كان مطاردات صغيرة لم تتعد بضعة دقائق، لا تثير الضحك، حيث لم تعتمد على المفاجآت بشكل ملحوظ كما تعودنا من «توم وجيرى»، إلى جانب أن الشخصيات الحقيقية فى العمل هى المحركة للأحداث، وتشعر كمشاهد أن «توم وجيرى» فقط مكملان للحدث بشكل لا يليق بكونهما أيقونة من أيقونات الكارتون العالمية. إلا أن تناغم الممثلين «كلوى جراس» فى دور «كايلا» و«مايكل بينيا» فى دور «تيرانس» مع «توم وجيرى» كان محترفًا جدًا كأداء تمثيلى ومؤثرات بصرية، حيث تنسى كمشاهد للحظات أنهما كارتون وليسا حقيقيين.

كما تمكن صناع العمل من إضفاء قيمة ورسالة للعمل، خاصة من أجل الأطفال، وهى قيمة الوحدة وترك الخلافات جانبًا لحل مشكلة وتحقيق إنجاز وإسعاد الغير، فقد جعل مؤلف العمل «توم وجيرى» يتفقان ويتحدان – وإنها لكبيرة ومعجزة – حتى يصلحا ما أفسداه ويسعدا غيرهما.

إلا أن تلك الرسالة لن تغفر لصناع العمل المط والتطويل,خاصة فى الساعة الأولى من الفيلم مع إحساس المشاهد بالملل فى بعض الأحيان إلى جانب عدم المنطقية فى جعل الحيوانات الكارتونية تتكلم وتغنى ماعدا «توم وجيرى»، فقد أصروا على إبقائهما صامتين كما تعودنا عليهما ومبررهم الوحيد هو حرصهم على الاحتفاظ بصورتهما الذهنية لدى المشاهد الذى تربى على أفلامهما القصيرة.

وفى النهاية يجب الاعتراف، رغم كل ذلك، بأن فيلم (توم وجيرى) عمل فنى مسلٍ يميل للفانتازيا، تقضى معه وقتًا لطيفًا، لكن وأنت جالس فى منزلك فى يوم تشعر فيه بالملل ولا تجد شيئًا تفعله سوى مشاهدة فيلم ترفّه به عن نفسك.