الإثنين 1 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
سباق الحمار والفيل

سباق الحمار والفيل

يتابع العالمُ بأَسْره مَرّة كل أربع سنوات الانتخابات الأمريكية التى تنصب أقوى زعماء العالم على عرش أكبر الدول من حيث الاقتصاد والقدرات العسكرية وأحدث التكنولوجيا وأكثر القوى السياسية تأثيرًا فى العالم، وهى سباق الحمار والفيل نحو المكتب البيضاوى فى البيت الأبيض، وهما رمزان لأقوى حزبَين فى الولايات المتحدة الديمقراطى والجمهورى، فالحمار هو رمز الحزب الديمقراطى الذى اتخذه المرشح الرئاسى «أندرو جاكسون» رمزًا لحملته الانتخابية عام 1828 متحديًا معارضيه الذين شبّهوه بالحمار، وبعد ربع قرن ظهر الفيل كشعار للحزب الجمهورى لأول مرّة فى دعاية لمساندة «إبراهام لينكولن» فى الانتخابات الرئاسية التى فاز بها عام 1860، ثم تحوّل إلى رمز للحزب بعد أن استخدمه «توماس ناست» رسام الكاريكاتير عام 1870 للتعبير عن تذمّره من الحزب ورسم فيه فيلًا ضخمًا يحطم كل ما تطؤه قدماه، وكتب عليه الصوت الجمهورى، وكدليل على الحجم والنفوذ الكبيرَين للحزب، وتهتم دول العالم بالانتخابات الأمريكية أكثر من الأمريكيين أنفسهم.



فالجميع يراقب صراع الفيل والحمار فى محاولة لمعرفة سمات وطبيعة وأفكار المرشحَين وللتعرف على شكل النظام السياسى الأمريكى المقبل.

ورُغْمَ إعلان فوز المرشح الديمقراطى «جو بايدن» بعد خمسة أيام من بداية الانتخابات؛ فإن «ترامب» يرفض الاعتراف بهذه النتيجة؛ لأنه يرى أنها مزوّرة، وقال فى تغريدة له: «إن الانتخابات لم تنته بعد».

ولكن بإعلان فوز «جو بايدن» طرحت أسئلة كثيرة حول سياسته فى الشرق الأوسط، أولها: هل ستتغير السياسة الأمريكية تجاه العالم العربى والشرق الأوسط؟ وهل سيكون «بايدن» أفضل من «ترامب» للمنطقة؟

هل سينتهى عهد «ترامب» وتطرُّفه فى التعامل مع القضية الفلسطينية؟

هل يُجَمّد «بايدن» صفقة القرن ويبقى ملتزمًا بحل الدولتين لإنهاء الصراع «الفلسطينى- الإسرائيلى»؟ كيف سيتعامل «بايدن» مع إيران بعد «ترامب»؟

هل أعد العرب أجندة للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة ووضع المصلحة العربية على الخريطة الأمريكية الجديدة؟

ولكن لايزال الوقت مبكرًا للإجابة عن كل هذه الأسئلة قبل أن تضع الإدارة الأمريكية الجديدة سياستها فى الشرق الأوسط.

فهل سيكون تعامُل «بايدن» مع المنطقة مختلفًا عن تعامُل ترامب؟ هذا ما سنشهده فى المرحلة المقبلة، فالصورة لاتزال غير واضحة، ولكننا نتمنى ألا يكون الغد شبيهًا بالأمس!