
أسامة سلامة
مبادرة تستحق الدعم
مع ازدياد أعداد المصابين بفيروس كورونا، ودخولنا الموجة الثانية منه حسب ما أعلنته وزيرة الصحة، فإن الجيش الأبيض يحتاج إلى دعم يمكنه من مقاومة وصد هجمات الفيروس اللعين، ولأن الأطباء ومعهم باقى الأطقم الطبية خط الدفاع الأول فإن عدد الضحايا منهم يزداد يومًا بعد يوم، وحتى كتابة هذه السطور بلغ عدد الشهداء 215 طبيبًا بخلاف الممرضين، ومن المتوقع زيادة هذه الأعداد فى الفترة القادمة، وحسب إحصائيات نقابة الأطباء فإن عددًا كبيرًا من الشهداء صغار السن وحديثى التخرج، حيث تصل نسبة الضحايا تحت الثلاثين عامًا 25 % وتزداد إلى 50 % إذا أضيف إليهم من لم يتجاوز عمرهم الأربعين سنة، ويزيد من المأساة أن أسر هؤلاء الضحايا بخلاف حسرة وألم الفراق ووجع البعاد الذى لا يقدر بثمن، لديهم معاناة أخرى وهى صغر قيمة المعاش نظرًا لمحدودية سنوات العمل، حيث تجد الأسرة نفسها فى مواجهة الحياة بمعاش لا يتجاوز 1000 جنيه عند بعض الحالات ولا يتجاوز 2000 جنيه فى أحسن الأحوال إذا أضيف معاش النقابة إلى معاش الحكومة، وهى مبالغ لا تمكنهم من الحياة الكريمة، وحاولت النقابة قدر جهدها أن تساعد هذه الأسر فمنحت أسرة كل شهيد 50 ألف جنيه بجانب 50 ألفًا أخرى من اتحاد المهن الطبية، وأعفت هذه الأسر من رسوم مشروع العلاج، كما قررت منحة مدارس قدرها 6 آلاف جنيه تصرف على دفعتين، ولكن هذه الإجراءات ليست كافية من أجل تأمين وضع أسر الضحايا، وكان الأطباء يمنون أنفسهم بمعاملة شهداء البالطو الأبيض مثل ضحايا الإرهاب من شهداء الجيش والشرطة، وهو أمل ما زالوا يتعلقون به لإنقاذ الأسر التى فقدت عائلهم من العوز والاحتياج، خاصة بعد إشادة الرئيس السيسى بجهود وتضحيات الأطباء، ولأن صندوق الكوارث الذى اقترح رئيس الوزراء إنشاءه منذ ما يقرب من عام لرعاية أسر الأطباء وتعويضهم عن قلة معاشهم لم يتم تفعيله حتى الآن، فإن النقابة بحثت عن حل استثنائى لحين قيام الحكومة بتنفيذ وعودها، واقترح الدكتور أسامة عبدالحى أمين عام النقابة أن تطلق النقابة مبادرة تدعو فيها كبار الأطباء والمجتمع المدنى ورجال الأعمال لدعم أسر الشهداء، حيث تستهدف المبادرة أن يوجه جزء من هذه التبرعات لعمل ودائع بأسماء أبناء الشهداء، وجاءت هذه الفكرة من تجربة مماثلة فى الإسكندرية، حيث قام بعض الأطباء بجمع تبرعات من أنفسهم ومن رجال الأعمال، واستطاعوا جمع ما يقرب من 3 ملايين جنيه تم تخصيصها لصالح ثلاث أسر، وقاموا بعمل وديعة بمليون جنيه لكل منها، وبذلك ستحصل كل أسرة على 10 آلاف جنيه عائدًا شهريًا، هذه التجربة تسعى النقابة لتكرارها مع أسر شهداء الأطباء على مستوى الجمهورية حتى تكفل لهم حياة كريمة، وتخاطب المبادرة القادرين والمتعاطفين مع الأطباء ومنظمات المجتمع المدنى ورجال الأعمال وكبار الأطباء وغيرهم للتبرع، وقد خصصت اللجنة الاجتماعية حسابًا لتلقى هذه التبرعات فى بنك مصر فرع الحسين تحت رقم (141-204-16564)، ولكن هذه المبادرة وحدها لا تكفى وهى حل مؤقت لحين تدخل الدولة والموافقة على آمال الأطباء بإقرار معاش استثنائى لهم، على أن هناك اقتراحات أخرى يمكنها المساعدة فى تحسين أوضاع هذه الأسر، وهى تحتاج إلى معاونة أعضاء مجلس النواب خاصة الأطباء منهم وهو موافقة البرلمان على تمغة لا تقل عن جنيه عن كل روشتة أو كشف سواء فى العيادات الخاصة أو المستشفيات العامة والخاصة، تخصص لدعم أسر شهداء الأطباء، وهو ما يوفر مبالغ كبيرة تساعد النقابة فى أداء دورها فى رعاية أسر أعضائها دون أن تكلف الدولة أية أموال، كما أنه لا يكلف المريض كثيرًا، بل يمكن للأطباء خاصة الكبار منهم تحملها فى سبيل مساعدة أسر زملاء المهنة الصغار، ولكن حتى توافق الدولة على المعاش الاستثنائى، ويتم العمل بصندوق الكوارث، ويقر مجلس النواب مقترح التمغة، فإنه مطلوب من كل مصرى يعرف تضحيات أبطال الجيش الأبيض أن يدعم مبادرة «ادعم أسر شهداء الأطباء