الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
إعلام محترف  فى إطار منضبط

إعلام محترف فى إطار منضبط

لأول مرة منذ 10 سنوات أتفاءل بموجة التغييرات الصحفية التى أجرتها الهيئة الوطنية للصحافة أواخر سبتمبر الماضى، فلم تكد تمر أيام قليلة بعدها إلا والتقطنا إشارات دالة تبشر بعودة الروح إلى صحف ومجلات طالما احتلت مواقع الريادة فى بلاط صاحبة الجلالة، فى مقدمة هذه الإشارات إيمان رؤساء التحرير الجدد ممن تولوا مواقع المسئولية لأول مرة بأن الصحافة الورقية لسة ممكنة، وهو ما تجلى بوضوح فى سرعة مبادرة هؤلاء نحو تجديد شكل ومضمون إصداراتهم الورقية، وهو ما افتقدناه طوال عشر سنوات ولم يكن عبر تاريخ الصحافة المصرية إلا المؤشر الرئيسى الدال على أن دماء جديدة قد سرت فى أوصال السلطة الرابعة.



صحيح أن موجة التغييرات الصحفية الأخيرة جاءت فى ظل استراتيجية الدولة بشأن إعادة هيكلة المؤسسات الصحفية القومية، والقائمة فى الأساس على رفع مستوى الأداء مهنيًا بما يواكب تحديات العصر التكنولوجية من ناحية، ومع الاستخدام الأمثل وترشيد الموارد من ناحية أخرى، إلا أن الإطار العام للتغيير دفع فى اتجاه إحياء الصحافة الورقية، وإن كان بالتزامن مع تطوير البوابات الإلكترونية للمؤسسات القومية باعتبارها لغة العصر، وهو ما ألقى فى مجموعه بالكرة فى ملعب الصحفيين أنفسهم، وأجبرهم على العودة لمربع المعرفة والاجتهاد والإبداع، بعدما ارتكنوا فى العقد الأخير إلى حوائط الجمود والاستسهال والنمطية، فكان ما كان من تراجع مهنى سقط ضحيته وعى القارئ.

حالة خاصة جدًا عشتها مع مجلة روزاليوسف فى عهدها الجديد طوال الشهرين الماضيين عقب التغييرات الصحفية الأخيرة، وعادت بى إلى الوراء لما يقرب من ثلاثين عامًا، كان عمرى عشرين وقت أن كانت مجلة روزاليوسف تكاد تكون متوفاة إكلينيكيًا فى مطلع التسعينيات، وهى التى عاشت عمرها المديد رمزًا لحياة تظل شابة عفية جريئة مشاغبة مهما تقدم بها العمر، وقتها تولى مسئولية تحرير المجلة عادل حمودة، عادل حمودة وكفى، فاسمه وحده مدونة من الألقاب تعجز عن إيجازها كلمة أو كلمات تسبقه، فلم يفعل إلا فعل السحر طوال ما يقرب من ثمانى سنوات، قبل أن يغادر بفعل فاعل إلى «صباح السبت» بجريدة الأهرام.

خلطة عادل حمودة السحرية لم تكن إلا شغفًا جمًا بالصحافة، وإيمانًا بدورها فى ضرورة الوصول بالحقائق إلى الناس، ثم ثلاثية رغبة وقدرة وإرادة يضمن بها التماس مع قيود الحرية على أقل تقدير، فلم تكن الحرية يومًا بلا حدود، ولم يكن الإبداع يومًا بلا حلول، وأخيرًا مواهب وطاقات شابة واعدة صارت بأسماء عبد الله كمال وإبراهيم عيسى وإبراهيم خليل وحمدى رزق وأسامة سلامة ومحمد هانى وعمرو خفاجى ووائل الإبراشى، خلطة كانت كفيلة برفع توزيع المجلة عشرات الآلاف، واختفائها من الأسواق بمجرد صدورها، وإلى حد بيعها فى السوق السوداء بأضعاف سعرها، وهو ما استحق معه عهد عادل حمودة وصف التأسيس الثالث لـ«روزاليوسف».

كان التأسيس الأول لـ«روزاليوسف» فى عهد الأم السيدة فاطمة اليوسف عام 1925، ثم جاء التأسيس الثانى فى عهد الابن البار إحسان عبدالقدوس عام 1944، واحتاجت «روزاليوسف» إلى أكثر من عشرين عامًا بعد التأسيس الثالث فى عهد عادل حمودة، حتى تتفاءل خيرًا وهى على مشارف عامها الـ96، بملامح التأسيس الرابع فى عهد رئيس التحرير أحمد الطاهرى أحد أنجب أبنائها، والذى لم يدخر جهدًا منذ توليه المسئولية فى طمأنة عشاق «روزاليوسف» عددًا وراء عدد بأنها عائدة إلى مكانتها الرائدة المستحقة، خاصة أن ولايته تواكب إعادة بناء الدولة المصرية، وفى مرحلة مهمة من عمر الإعلام المصرى، عنوانها «إعلام محترف فى إطار منضبط».>