
تحية عبدالوهاب
ترامب «وحش الشاشة»
استغل ترامب إصابته بالفيروس لإعادة الحياة لحملته الانتخابية التى ظن الكثيرون أنها منتهية، ذلك بعد الكثير من التجاوزات التى يقع فيها ترامب بشكل مباشر أو غير مباشر، خاصة بعدما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن تهربه الضريبى لتصل بعد ذلك من أداء شديد السوء فى المناظرة الرئاسية الأولى قبل ثلاثة أسابيع. لقد نجح ترامب فى الاستحواذ على اهتمام الإعلام العالمى، الذى راقب تحركاته دقيقة بدقيقة مستغلا إبداعه التمثيلى وكيفية أخذه اللقطة التليفزيونية التى يجيدها دائما. ثم جاء كعادته ليجذب الأنظار وكأنه البطل الخارق الذى هزم الكورونا وأنه يملك القدرة على مواجهة أى صعوبات تقف حائلا أمام سعيه للفوز بالفترة الرئاسية القادمة.
خرج ترامب ملوحا للكاميرات بعلامات النصر ومؤديا التحية العسكرية من شرفة البيت الأبيض بعد خلعه للكمامة ليدعو الجماهير لخرق العزلة الإرادية وعدم الخوف من الإصابة. لم ينعزل ترامب طويلا وقال لبعض مؤيديه الذين احتشدوا أمامه فى حديقة البيت الأبيض «لاتسمحوا للفيروس بأن يسيطر عليكم». أراد بهذا المشهد أن يبدو فى مظهر الرجل «الفتوة» القوى الذى قهر الفيروس الأخطر فى تاريخ البشرية. نجح ترامب إلى حد ما فى بث الحماس لقواعده الانتخابية التى لم يتأثر ولاؤها على الرغم من إصابة 8 ملايين أمريكى ووفاة 20 ألفًا على أقل تقدير، حيث تحتل أمريكا ترتيبًا متقدمًا للإصابات فى العالم، ويرى بعض المعارضين له أن ارتفاع نسبة الإصابات والوفيات راجع إلى سوء إدارة ترامب للجائحة، كما يرى البعض الآخر أن سلوكه الذى اتبعه الثلاثة أسابيع الأخيرة من عدم ارتدائه للكمامة وعدم الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعى وهو ما أدى لنشر عدوى الفيروس من بين العاملين بالبيت الأبيض ومن حضروا احتفالية ترشيحه للقاضية «إيمى كونى برايت» للمحكمة الدستورية العليا والتى قام بترشيحها للمقعد الشاغر متحديا القرار السابق الذى أخذه الحزب الجمهورى عام 2016 ورفضهم النظر فى قرار ترشيح أوباما الرئيس آنذاك وطالبوا بتأجيل الترشيح إلى ما بعد فوز الرئيس القادم وعليه هو من يرشح نفس الطلب، طلبه الديمقراطيون هذه المرة إلا أن ترامب لم يستجب رغم أن الانتخابات الرئاسية القادمة باقى عليها أيام قليلة. فترة حكم ترامب خلال سنواته الأربع كانت الأكثر إثارة فى تاريخ أمريكا الحديث. مناظرة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى ترامب وكمالا هاريس الديمقراطية المرشحة لمنصب نائب الرئيس كانت على قدر كبير من الحنكة والمسئولية والالتزام فى تجاذب المناظرين وجاء عكسيا لما حدث من مناظرة ترامب وبايدين التى جاءت مغايرة لكل التقاليد واستخدم فيها الكثير من الشتائم والألفاظ المسيئة كل للآخر. هذه أمريكا اليوم. وتحيا مصر>