الأحد 12 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أزمات «إحسان» الاجتماعية والسياسية فى ندوة «بتانة»

سلّط المؤلف إبراهيم عبدالعزيز الضوء على زوايا جديدة من حياة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس من خلال كتابين جديدين نشرتهما مؤسسة بتانة؛ الأول تحت عنوان: «إحسان عبدالقدوس.. سيرة أخرى» و«إحسان عبدالقدوس بين الأدب والسياسة».



ناقشت الندوة التى نظَّمتها مؤسسة بتانة الأسبوع الماضى الكتابين وأدارها الناقد الأدبى شعبان يوسف الذى قال إن شخصية إحسان عبدالقدوس لاتزال تحتاج إلى الكثير من الدراسات، فقد كان الكاتب الكبير صاحب رؤية خاصة ولم يستطع أحد أن يؤثر عليه، ويكفى أن الضباط الأحرار أثناء ثورة يوليو كانوا يأخذون رأيه فى الأمور السياسية، فهو من رشح محمد حسنين هيكل للرئيس عبدالناصر، وهو من رشح على ماهر ليترأس مجلس الوزراء إبّان ثورة يوليو 1952، وهو من قدم نجيب محفوظ للقراء، وهو من كشف حقيقة جماعة الإخوان عندما أجرى حوارًا مع مؤسسها حسن البنا فقال عنهم: «هذه الجماعة آراؤهم ضبابية وليس لهم طريق  واضح»، وحاولت هذه الجماعة - كما قال الناقد شعبان يوسف - انضمام إحسان عبدالقدوس إليهم ولكنهم فشلوا.

أما الكاتبة سلوى بكر، فقالت خلال الندوة إن إحسان عبدالقدوس كان شخصية استراتيجية بامتياز وهو أحد أعمدة الحداثة فى عصره، فهو من كتب عن المسكوت عنه، ومع ذلك لم يكن كاتبًا جنسيًا وكانت المشاهد الحميمية فى كل كتاباته آخرها قبلة، وهو أول من قسم الكاريكاتير فى الصحافة وأول من اقترح إنشاء المجلس الأعلى للثقافة، فكان يستخدم لغة بسيطة فى كتاباته الروائية والسياسية وكان ضد الاستعمار وساند ثورة يوليو، فهو نموذج فريد فى مشروع الحداثة فى مصر ونحن فى حاجة لأمثاله اليوم.

أما الدكتور شريف مختار وله العديد من الدراسات والأبحاث عن أدب إحسان فقال: استطاعت جماهير عبدالقدوس أن ترفع ظلم النقاد له، وعلينا أن ننظر لأعماله الروائية والقصص والمقالات على أنها مشروع واحد، فقد كان إصلاحيًا وعادة ما كانت المرأة فى قصصه هى مصر، فهو أول من أطلق الرصاص على القصر بمقالاته عن الأسلحة الفاسدة عن مهد لثورة يوليو وأيدها.

أما الكاتب إبراهيم عبدالعزيز صاحب كتاب «إحسان عبدالقدوس سيرة أخرى» وقدم الكتاب الثانى إحسان بين الأدب والسياسة فقال خلال الندوة: رغم أن الكثيرين كتبوا عن حياة إحسان عبدالقدوس فإننى استطعت أن أجمع جميع أحاديثه فى مجلة الجديد والتى كانت عبارة عن مذكراته من خلال مجموعة حوارات أجريت معه من قبل الإعلامى محمد الشناوى الذى اكتشفت فيما بعد أنه كتب مذكرات الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك بطلب من الرئيس السادات نفسه ولم تُنشر إلا بعد سقوطه.

وأضاف عبدالعزيز أن فكرة الكتابين جاءت إليه عندما كان فى إحدى المجلات ووجد مجلات الجديد ملقاة على الأرض للتخلص منها فأخذها واكتشف أن إحسان عبدالقدوس أجرى عدة حوارات فى هذه المجلة مع الكاتب محمد الشناوى وهذه الحوارات هى فى الحقيقة قصة حياته، وهذه الأعداد لم تكن كاملة وظل يبحث عن باقى الأعداد إلى أن وجدها عند بائع للكتب القديمة على رصيف منطقة الإسعاف بوسط القاهرة.